الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدبيك: طاقة هائلة في باطن الأرض تفرغت فأحدثت الزلازل

نشر بتاريخ: 21/02/2023 ( آخر تحديث: 21/02/2023 الساعة: 17:22 )
الدبيك: طاقة هائلة في باطن الأرض تفرغت فأحدثت الزلازل

الخليل- معا- قال الخبير في هندسة الزلال وإدارة نقاط الكوارث جلال الدبيك اليوم الثلاثاء، أن ما نشهده من هزات ارتدادية هو نتيجة الزلزال المزدوج الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في السادس من شباط هذا العام وخلف آلاف الضحايا.

وأوضح الدبيك خلال حديثه لبرنامج "طلة صباح" الذي يقدمه الإعلامي عادل اغريب ويبث عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، "أن منطقة الزلزال شهدت نشاطا زلزاليا أدى إلى حصول أكثر من ستة آلاف هزة ارتدادية، وهذا يدل على انه كان هناك طاقة هالة جدا في باطن الأرض وقد تشكلت نتيجة تصادم أو التقاء الصفيحة العربية مع الصفيحة التركية أو ( الأناضولية)".

وبين الدبيك أن الزلزال كان ضخما جدا إذ جاء بمقدار 7 درجات أي أن طاقته تعادل ثلاثون زلزالا ومن حيث السعة الحركية فتصل إلى عشرة أضعاف وهذا يدلل على طاقة هائلة جدا، موضحا بأنه ما زال هناك بقايا من الصفائح التي ما زالت تلتقي وهناك تكسرات في أجزاء الأرض ويتبعها تكسرات دقيقة جدا هنا وهناك وهذا كله بسبب الطاقة الهائلة التي تراكمت خلال عشرات ومئات السنين في باطن الأرض وما حدث هو تفريغ، وهذا يفسر ما حدث بالأمس فهو جزء من هذه العملية المعقدة جدا.

وأكد الدبيك "انه لا يمكن رصد الزلازل بمؤشرات رقمية أو رصد توقيت معين لها وحتى تقدير قوتها فيكون تقريبيا، مبينا أن هناك ترابطا بين حركة الصفيحة وتفريغ الطاقة فالصدع يمتد بأكثر من اتجاه ، فاليوم الضغط يحدث شمالا وذلك نظرا لان الصفيحة العربية تضغط شمالا وشرقا وهذه الصفيحة قد خزنت طاقة ومستقبلا ستتحرر هذه الطاقة وتحدث كسرا بالأرض وبالتالي سيحدث اهتزازات، كما أن ما حدث في تركيا قد عمل على تفريغ الطاقة وبالتالي سيؤدي إلى استقرار في منطقة الصدع بالشمال".

وأضاف الدبيك انه مع تقدم السنوات للأمام سيزيد احتمال حدوث الزلازل، لذلك ينبغي تصميم مباني قادرة على مقاومة الزلازل، فاحتمالية تكرار الزلازل في مناطق معينة هي 10% كل 275 سنة تقريبا.

واوضح "ان كل بؤرة زلزالية في فلسطين وحول فلسطين يتكرر فيها الزلزال كل فترة زمنية معينة بشكل تقريبي ، فمنطقة البحر الميت عادة يتكرر فيها الزلزال كل 100 سنة حيث شهدت أخر زلزال في عام 1927، ومنطقة الفارعة ( الكرمل) شهدت آخر زلزال عام 1757، وأخر صدع شهدته شمال بحيرة طبريا عام 1202 ، حيث أن حدوث الزلزال استنادا للتاريخ يتكرر كل 200 أو 300 سنة ومن الممكن كل 500 سنة، وبعض دراسات الجيولوجيين وعلم الزلازل توصلت إلى أن الزلازل من الممكن أن يتكرر كل 800 أو 1000 سنة ، فكل بؤرة زلزالية هي زلزال بحد ذاتها فتعمل على تجميع طاقة اكبر وبالتالي تخلف كوارث اكبر".

وأطلق الدبيك نداء للمؤسسات الفلسطينية بضرورة وجود قوانين وتشريعات يتم تطبيقها على تصميم المباني والعمل على معالجة المباني التي تعاني من مشاكل نسبية وليس كلية.

وأردف الدبيك قائلا "الأمور واضحة ونطالب بالحد الأدنى من الاستعدادات لمثل هذه الكوارث".

وناشد الدبيك المؤسسات الفلسطينية ووسائل الإعلام بضرورة رفع مستوى التوعية لدى المواطنين، والعمل على تشكيل مجموعات من متطوعين وطلاب جامعات للتعاون في إدارة الكوارث في حال حدوثها، والعمل على إدارة الكوارث كمنظومة وطنية وتحرك جميع القوى ضمن خطة وطنية شاملة.