غزة- معا- أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي حملات الاعتقالات المكثفة بحق المواطنين، حيث رصد المركز (480) حالة اعتقال خلال شباط الماضي بينهم 62 طفلاً، و10 سيدات.
وأوضح مركز فلسطين في تقريره الشهري حول الاعتقالات أن قوات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي سياسة الاقتحامات للمدن والبلدات الضفة الغربية والقدس، ونفذت عمليات اعتقال واسعة وصادرت خلالها أموال ومصاغ ذهبية تعود لعائلات المعتقلين، كما اعتدت بالضرب على عدد منهم أثناء الاعتقالات.
وأشار المركز الى أن مدينة القدس احتلت النصيب الأكبر في الاعتقالات حيث بلغت (167) حالة اعتقال بينهم نساء وأطفال، إضافة الى إصدار عشرات أوامر الإبعاد والحبس المنزلي بحق مقدسيين.
كذلك رصد خلال شهر شباط الماضي (14) حالة اعتقال من قطاع غزة، بينهم 6 صيادين تم اعتقالهم خلال ممارسة عملهم قبالة شواطئ القطاع، بعد ملاحقتهم واعتقالهم وإطلاق النار عليهم ومصادرة شباكهم ومراكبهم وتحطيمها، بينما اعتقلت 7 شبان فلسطينيين خلال محاولتهم اجتياز الحدود الشرقية شمال قطاع غزة باتجاه الداخل، وتم تحويلهم للتحقيق في عسقلان، اضافة الى اعتقال المواطن "ابراهيم يوسف سلمان" من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، على حاجز عسكري قرب بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس، خلال وجوده للعلاج من مرض السرطان في مستشفى النجاح بنابلس.
اعتقال النساء والأطفال
مدير المركز الباحث رياض الأشقر قال إن الاحتلال واصل خلال شهر شباط الماضي استهداف الأطفال بالاعتقال والحبس المنزلي وفرض الغرامات المالية، حيث رصد 62 حالة اعتقال لقاصرين، أصغرهم الطفلين المقدسيين "عبد الله حمزة جرادات و" ادم بشارة " 12 عاماً.
بينما وصلت حالات الاعتقال بين النساء (10) منهم السيدة رجاء علي كرسوع 48 عاماً من مخيم بلاطة شرق نابلس بعد اقتحام منزلها، وهي تُعاني من إعاقة حركية، ومشاكل صحية مزمنة، ولا تزال محتجزة في مركز تحقيق (بتاح تكفا) في ظروف قاسية، كذلك اعتقل المقدسية دعاء السلامية بعد الاعتداء على عائلتها عند حاجز قلنديا شمال القدس وأفرج عنها بعد ساعات بشرط الحبس المنزلي، كما اعتقل المربية "شذى محمود" مديرة مدرسة رأس العامود الشاملة للبنين، بعد اقتحام المدرسة واقتادتها للتحقيق حول منشور لها على موقع الفيسبوك، واعتقلت السيدة "شهلة النجار" (49 عامًا) والدة الشهيد "مجاهد النجار" من سلواد شرق رام الله، وأطلقت سراحها بعد التحقيق لساعات، واعتقلت المقدسية "سعاد عبيدية" وابنتها "مريم" من داخل المسجد الأقصى وأفرجت عنهم بعد التحقيق لساعات.
اعتقالات القدس
وأشار الأشقر الى ان سلطات الاحتلال واصلت خلال شباط الماضي عمليات الاعتقال بحق المقدسيين حيث وصلت حالات الاعتقال الى أكثر من (167) حالة بينهم 30 طفلا و8 نساء، منهم جريحة 22عاما من سكّان بلدة ابو ديس تم اعتقالها بعد إطلاق النار عليها قرب مدخل مستوطنة معاليه ادوميم و إصابتها برصاصة في القدم، وتم نقلها الى المستشفى بذريعة نيتها تنفيذ عملية طعن.
بينما أصدرت محاكم الاحتلال (19) قرار بالاعتقال الإداري لأسرى مقدسيين، وأصدرت (14) أمر إبعاد منها 8 عن المسجد الأقصى المبارك، طالت سيدتين، كذلك أصدرت (31) أمرا بالحبس المنزلي بحق مقدسيين من كل الفئات تراوحت بين عدة أيام وفترة مفتوحة، وخضع لهذه العقوبة 5 أطفال.
كما شنّ الاحتلال حملة ضد الأسرى المقدسيين والمحررين وعائلاتهم تضمنت الحجز على حساباتهم البنكية ومداهمة عشرات المنازل ومصادرة مصاغ ذهبي وسيارات ومقتنيات أخرى ثمينة، وأتت هذه الخطوة تنفيذًا لقرار وزير جيش الاحتلال "يوآف غالانت" بفرض عقوبات مالية على 87 أسيرًا مقدسيًا وعائلاتهم بذريعة تلقيهم مخصصات من السلطة الفلسطينيّة.
الأوامر الإدارية
وكشف الاشقر ان الاحتلال صعد بشكل كبير منذ بداية العام الجاري في إصدار الأوامر الإدارية بحق الاسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال (238) قرار ادارى خلال شباط من بينها (145) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت الى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (93) قرارات صدرت بحق أسري للمرة الأولى، غالبيتهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى وصدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري لفترات مختلفة.
خطوات احتجاجية
وبين الأشقر أن الاحتلال صعد من عقوباته بحق الاسرى خلال الشهر الماضي بتوجيه من المتطرف " بن غفير" حيث قام بإغلاق المخابز التي تزود الاسرى بالخبز بشكل يومي، ثم أصدر قرار بتحديد وتقليص أوقات لاستخدام الحمامات، وقطع الماء الساخن عن بعض السجون، ومنع الزيارات، وفرض تقييد الاسرى خلال الخروج من الأقسام، وسحب الأجهزة الكهربائية من بعض السجون، وإغلاق الكنتينا والمغاسل العامة، وإلغاء وقت الرياضة الصباحية وتقليص مدة الفورة، وتنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل ومصادرة أغراض الاسرى الشخصية، وغيرها من الإجراءات العقابية.
وأضاف الأشقر ان الاسرى قرروا خوض معركة متدرجة ومتصاعدة لاستعادة حقوقهم ووقف الهجمة الشرسة بحقهم، حيث أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة فى الرابع عشر من شباط الماضي البدء في العصيان احتجاجاً على العقوبات التي أقرها المجرم بن غفير وصولاً الى الاضراب المفتوح عن الطعام في الأول من رمضان ان لم تتراجع إدارة الإدارة عن العقوبات التي فرضت عليهم.
وقد صعَّد الأسرى خطواتهم الاحتجاجية وفق برنامج مسبق حيث نفذ الاسرى العديد من الخطوات بارتداء اللباس البني "الشاباص" في غالبية الأوقات، ثم إرجاع وجبات الطعام في عدد من الأيام ثم تطورت الى الاعتصام في ساحات الفورة بعد صلاة الجمعة ورفض العودة للغرف، ورفض الوقوف على العدد، ثم تنفيذ فعالية إرباك ليلي داخل السجون، بالطرق المستمر على الأبواب والتكبير داخل الغرف بشكل موحد، وذلك للتعبير عن غضبهم من قرارات إدارة السجون بحقهم.
والأسرى عازمون على مواصلة خطواتهم الاحتجاجية بشكل موحد للدفاع عن مكتسباتهم التي حققوها بالتضحيات على مدار عشرات السنين، وقدموا من أجلها الشهداء، ولن يتراجعوا حتى يتراجع الاحتلال عن عقوباته وإجراءاته التعسفية بحقهم.