القدس- تقرير معا- "هذا وجع كبير، كل رمضان ومن سنين بحرموني من بركات الشهر الفضيل في الأقصى، إبعاد تلو الآخر عن مسجدنا وإحنا صحابه"، هذا ما قالته الحاجة السبعينة نفيسة خويص، والتي سلّمت اليوم قرار إبعادها عن الأقصى لنهاية تموز القادم.
الحاجة نفيسة خويص، واحدة من بين عشرات الممنوعين من دخول الأقصى بقرارات من مخابرات الاحتلال أو المحاكم أو من ما يسمى "قائد شرطة القدس"، بحجج مختلفة، جميعها تحرمهم من الوصول الى المسجد للصلاة والعبادة.
وقالت الحاجة خويص والتي أفرج عنها بعد اعتقالها والتحقيق معها عدة ساعات في مركز شرطة القشلة:" اعتقلت صباح اليوم خلال سيري في شارع الواد، كنت في طريقي لشراء بعض الحاجات، فوجئت بتوقيفي وإبلاغي بقرار اعتقالي على الفور، ولدى وصولي الى مركز التحقيق، حقق معي لأكثر من 3 ساعات، ثم سلّمت قرار الإبعاد عن الأقصى وحسب التاريخ المرفق بالقرار، الإبعاد من نهاية شهر كانون الثاني حتى نهاية تموز."
وأضاف خويص:" تعمد المحقق تهديدي وتخويفي بالاعتقال الفعلي في حال الدخول الى الأقصى، وقال لي :" رمضان ما توصلي الأقصى، رمضان ببيتك مش هون".
وقالت الحاجة خويص:" أهل فلسطين عامة والقدس خاصة، ينتظرون شهر رمضان من السنة للسنة، لصلاة الفروض في الأقصى وصلاة التراويح وإحياء ليلة القدر، وتلاوة القرآن والاستماع للدروس الدينية والاعتكاف فيه، وقبل أيام من هذا الشهر يتم تسليمي قرار الإبعاد الظالم، بهذا القرار سأكون مبعدة عن الأقصى في رمضان وعيدي الفطر والأضحى"
وأكدت الحاجة نفيسة أنها ستواصل الرباط كما باقي الأيام عند أقرب نقطة للمسجد الأقصى، في رمضان وطوال فترة إبعادها عنه، فهو بيتها الثاني.
وتزداد قرارات الإبعاد عن الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وبداية شهر نيسان القادم "منتصف شهر رمضان" يصادف عيد الفصح اليهودي، وهو أحد أعياد الحج الثلاثة لليهود التي يقتحم فيها الأقصى بأعداد كبيرة، وبدأت جماعات الهيكل المزعوم بالحشد والتنظيم لتنفيذ اقتحامات وآداء الصلوات في الأقصى خلال أسبوع عيد الفصح، وسط دعوات من جماعات الهيكل بإغلاق الأقصى أمام المسلمين خلال أسبوع عيد الفصح، معتبرين "رمضان الحالي هو الاختبار لبن جفير ليثبت أنه المالك الحقيقي" للأقصى.
وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من شرطة الاحتلال إبقاء المسجد الأقصى مفتوحاً للاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان، ردا على اقتراح الشرطة بضرورة الحفاظ على السياسة السابقة واغلاق الأقصي في العشر الأواخر من رمضان، وقال في حديث له "لنتحدث الآن عن جبل الهيكل، هذا جنون، هذا استسلام تام للإرهاب، علينا أن ندرس عدد الأيام، ليس بالضرورة أن تكون عشرة، أحياناً كانت تسعة وأحياناً سبعة .
وخلال العامين الماضيين، تحول الأقصى خلال شهر رمضان الى ساحة مواجهة بين المصلين الصائمين وقوات الاحتلال والمستوطنين، خلال الاقتحامات في الأعياد اليهودية.