بيت لحم - معا- قالت صحيفة عبرية، مساء اليوم الجمعة، إن اتفاق استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، يعتبر بمثابة "بصقة" في وجه تل أبيب.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق "يمكن أن يلحق ضرراً شديداً بالجهود المبذولة لتوسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل السعودية، التي بدا أنها أصبحت مقتنعة أن إسرائيل لا تملك حاليا خيارا عسكريا موثوقا ضد إيران وقررت التهدئة والتوصل إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية".
وقال إيتمار آيخنر، المراسل الدبلوماسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحليل له: "الاتفاق الذي وقعته اليوم (الجمعة) السعودية وإيران بوساطة الصين، والذي يستأنف في الواقع العلاقات التي قطعت بين البلدين في يناير/كانون الثاني 2016، هو خطوة دراماتيكية تعتبر تعبيرا عن عدم الثقة في القيادة الأمريكية أولا وقبل كل شيء. وكذلك تعبير سعودي عن عدم الثقة في رؤية رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لعزل إيران. فقط صباح اليوم ذكر نتنياهو رؤيته لتطبيع العلاقات بين البلدين، بخط قطار من السعودية إلى حيفا".
وتابع: "في الأثناء، أعلن البيت الأبيض أن السعوديين أبلغوا الولايات المتحدة بالمحادثات لاستئناف العلاقات مع إيران، لكن الولايات المتحدة لم تشارك بشكل مباشر فيها. وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "لقد أطلعنا السعوديون على المحادثات التي أجروها، تماما كما نبقيهم على اطلاع بمحادثاتنا. لكننا لم نتدخل بشكل مباشر".
ومضى آيخنر بقوله: "نتنياهو، على ما يبدو، تلقى ضربة لجهوده، لأن نظرته للعالم سوداء أو بيضاء: إما أن تكون في الجانب الإيراني، أو أنك ضده. نظرت إسرائيل إلى السعودية كدولة في معسكر المعارضة لإيران، وكان هذا أيضا السر السحري للعلاقة السرية التي حافظت عليها إسرائيل والسعودية. في المملكة، رأوا إسرائيل كحليف يمكنه معارضة إيران - نوع من بوليصة التأمين – وحول طهران تم بناء الأساس الكامل للعلاقات الدافئة".
وتابع: "من الناحية العملية، يمكن النظر إلى القرار السعودي على أنه "بصقة" في وجه إسرائيل (..) يجب أن تشعر إسرائيل بالقلق من احتمال أن السعوديين قد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل ليس لديها خيار عسكري موثوق به، وبالتالي يفضلون محاولة استرضاء الوحش الإيراني والتوصل إلى تفاهم معه".
وأردف المراسل الإسرائيلي: "وفقا للبيان الذي نشرته إيران اليوم، من المتوقع أن يجتمع وزير خارجيتها ونظيره السعودي قريبا- وفي غضون شهرين ستعود السفارات إلى عاصمتي البلدين. أي شخص يبحث عن دليل على مدى عدم توقع إسرائيل لهذا الاتفاق اليوم كان عليه أن يستمع إلى كلمات رئيس الوزراء نتنياهو هذا الصباح فقط، في خطاب لرجال الأعمال الإيطاليين في وزارة الاقتصاد في روما".
ومضى: "قال نتنياهو: هدفي هو تحقيق التطبيع والسلام مع السعودية، والإمكانيات الاقتصادية واضحة. ربط سكك حديد المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية عبر الأردن - بميناء حيفا. الأمر يتطلب فقط إضافة 200 كيلومتر من السكك الحديدية لربط خط أنابيب نفط مباشر من شبه الجزيرة العربية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر إسرائيل. وهذا يعني أنه يمكننا تقصير إمدادات الطاقة التي تحتاجها أوروبا بشكل كبير وتجاوز قناة السويس أعتقد أن هذه احتمالات حقيقية".
واعتبر المحلل الإسرائيلي أنه "إذا تم تنفيذ الاتفاق بين السعودية وإيران بالفعل، فهو أيضا ضربة خطيرة لجهود نتنياهو لتوسيع اتفاق إبراهيم. قدم نتنياهو اتفاق سلام مع السعودية على أنه هدفه الرئيسي - الجائزة الكبرى. كان يشدد على أنه إذا كان هناك اتفاق مع السعودية، فسيتم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
يشار إلى أن الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية قوبل بـ"صدمة" كبيرة داخل إسرائيل، وحملت أحزاب المعارضة ومسؤولون سابقون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت أن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران "انتصار سياسي" لطهران، و"ضربة قاتلة" لجهود بناء تحالف إقليمي ضد الجمهورية الإسلامية، و "فشل ذريع لحكومة نتنياهو ونتج عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".
وقال وزير الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس، إن"استئناف العلاقات بين إيران والسعودية تطور مقلق".
وأضاف في تغريدة على "تويتر": "تتزايد التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه دولة إسرائيل، ورئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) وحكومته مشغولون بالانقلاب السلطوي".
وتابع: "بصفتي شخصا كان شريكا لسنوات طويلة في بناء وصيانة تحالف المعتدلين - أصرح بأن نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل ومواطنيها وهذه هي النتائج".
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، راج الحديث عن محادثات تجرى في المنطقة بقيادة واشنطن لتشكيل ما يسمى تحالف "الدول المعتدلة" بقيادة السعودية لمواجهة إيران.
فيما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات "هو فشل كامل وخطير" للسياسة الخارجية لحكومة بلاده، و"انهيار لجدار الدفاع الإقليمي" ضد طهران.