تل ابيب- معا- بعد إعلان كل من إيران والسعودية اتفاقهما على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسيةـ، وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، من العاصمة الصينية بكين، توالت ردود الأفعال الاسرائيلية التي عبرت عن قلق عميق ومخاوف من هذا التقارب.
وفي عدة تقارير، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تبادل الاتهامات في كيان الاحتلال، وعن الفشل بعد الاتفاق السعودي الإيراني.
مصدر سياسي كبير: لابيد زعيم المعارضة مسؤول عن التقارب بين السعودية وايران
قناة "كان" الإسرائيلية نقلت عن مصدر سياسي كبير قوله إنّ "يائير لابيد زعيم المعارضة، مسؤول عن التقارب بين السعودية وايران"، وأشار إلى أن "السعودية تشعر بوجود ضعف أميركي وإسرائيلي، ولذلك توجهوا الى أفاق أخرى".
أما روعي كايس معلق الشؤون العربية في قناة "كان"، قال: "لا يجب الاستخفاف به، ومن جانب آخر، لا يجب الدخول في حالة هيستريا"، مضيفاً أنّه "يجب الانتظار لمعرفة إذا كان هذا الاتفاق سينفذ، وكيف سينفذ". وبعد ذلك، تسائل: "هل سيفتحان السفارات بعد شهرين؟ سيكون من المثير رؤية ذلك".
إلا أنّ النقطة الأكثر اهتماماً، ويجب التركيز عليها، وفق كايس، هي "الوساطة الصينية"، مشدداً على ضرورة متابعتها.
حالة القلق نفسها، عبّرت عنها كارميلا مناشيه، المحللة في الشؤون العسكرية، حيث قالت: "أنا اعتقد أن ذلك يقلق جداً إسرائيل، وأنا اسأل أين كانت الاستخبارات، وهل علمت، لأننا نحن لم نعلم بذلك".
وفي حديثها لوسائل اعلام إسرائيلية سألت : "ماذا علمنا، وماذا فعلنا، وكيف تعاملوا مع الأمر إذا كانوا يعلمون؟".
الاتفاق ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني لا يمكن الحد منها
من جهته، قال ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي رونن منليس، إنّ الاتفاق السعودي الإيراني "ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني، ولا يمكن الحد منها".
من جهتها، قالت معلقة الشؤون السياسية في القناة 12، دانا فايس، إنّ "نتنياهو أمضى طوال فترات توليه منصبه، محارباً ايران وخرج ضد الاتفاق النووي، ونحن نتذكر خطابه في الكونغرس، لكننا الآن نتواجد في وضع تتقدم فيه إيران كثيراً نحو التخصيب بنسبة 90%".
ووفق فايس، فإنّ نتنياهو تعهد في ولايته هذه أنه سينجح "في تطبيع العلاقات مع السعودية، ونحن الآن نرى ذلك يبتعد"، مشددةً على أنّ "هذا ضرر إقليمي كبير جداً".
بينيت: الاتفاق انتصار سياسي لإيران وفشل مدوٍ لحكومة نتنياهو
بدوره، هاجم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت نتنياهو بشأن الاتفاق السعودي الإيراني وقال إنّ "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير لإسرائيل، وانتصار سياسي لإيران وفشل مدوٍ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو".
وأضاف بينيت أنّ "دول العالم والمنطقة تراقب "إسرائيل" في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه".
كما اعتبر أن كل يوم من عمل حكومة نتنياهو يعرض "إسرائيل" للخطر.
كذلك قال يائير لبيد، شريك بينت في رئاسة الحكومة السابقة إنّ "الاتفاق هو فشل كامل وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، وهذا انهيار لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران".
وخلال اليوم، أعلنت كلّ من إيران والسعودية، في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسيةـ وإعادة فتح السفارتين في البلدين، في غضون شهرين.
ووفق البيان المشترك، فإنّ "استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني"، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت بين 6 و10 آذار/مارس الحالي في بكين.
وأعرب البلدان عن تقديرهما استضافة الصين للمحادثات الأخيرة ودعمها لها، وامتنانهما للعراق ولسلطنة عمان لاستضافة المحادثات بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022.
ووفق البيان، فإنّ طهران والرياض أكدتا مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001.