غزة- معا- نظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في مخيم الشاطئ غرب محافظة غزّة، مساء اليوم الثلاثاء، مسيرةً جماهيريّة ومهرجانًا وطنيًا حاشدًا على شرف ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي.
وشارك في المسيرة عضو المكتب السياسي للجبهة، مسؤول فرعها في غزة الرفيق محمود الراس، وأعضاء من اللجنة المركزيّة وكوادر الجبهة الشعبيّة، إلى جانب لفيف واسع من أبناء شعبنا وممثلي القوى الوطنيّة والإسلاميّة في المحافظة.
وفي كلمة الجبهة المركزية، قال عضو اللجنة المركزية العامة ومسؤول مكتب العلاقات الوطنية في الجبهة الشعبيّة الرفيق ماهر مزهر: "نحتشد وإياكم اليوم إحياءً ليوم الشهيد الجبهاوي تخليدًا لذكرى استشهاد الرفيق القائد محمد الأسود "جيفارا غزة" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، وتأكيدًا على افتخارنا بعظمة التضحية والبطولة التي جسدها هؤلاء الأبطال، وبأنّ فلسطين والجبهة لا تنسى أبطالها ومقاوميها وثوارها الذين امتشقوا السلاح وقاوموا الاحتلال، كما نحتفي بهذا اليوم إعلاءً لقيم الوفاء وترسيخًا لقيم الانتماء لهذا الوطن، فقد حظي الشهيد جيفارا غزة ورفاقه بمكانة خاصة لما قدموه من نماذج حقيقية تجسدت فيها قيم النضال والتضحية، لتبقى حية في صفحات النضال الفلسطيني، فالشهيد جيفارا غزة ورفاقه قدموا صورة حقيقية ومشرقة للنضال الوطني والجبهاوي في قطاع غزة، والذي أذاقوا من خلالها الاحتلال الاسرائيلي الويلات والهزائم، مما يجعلنا نفتخر ونعتز بمكانتهم وانجازاتهم ونغرسه في عقول أجيالنا".
ووجه مزهر "التحية إلى الأبطال المشتبكين في ميادين المواجهة وعلى جبهات النار، وعلى امتداد فلسطين، من عرين الأسود لكتيبة جنين وأريحا والدهيشة وطولكرم إلى أبطال القدس والمقاومة في غزة، وهم يوجهون الضربات المتتالية للعدو الصهيوني المتغطرس وحكومته الفاشية والعنصرية، رغم جسامة التضحيات، وتحية إلى جماهير شعبنا في كل مكان في الداخل المحتل، وفي غزة، وفي الشتات، وفي الضفة والقدس، وهم يحطمون كل مراهنات الاحتلال بإمكانية إجهاض انتفاضتهم وصمودهم، وتمسكهم بالثوابت وحقوقهم الثابتة بأرضهم ومقدساتهم، وتحية للأسيرات والأسرى البواسل وهم يستعدون لخوض غمار معركة الإضراب المفتوح عن الطعام".
وقال مزهر خلال كلمته: "يحمل الوضع الفلسطيني أعباءً ومهامًا معقدة على كافة الصعد في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على شعبنا وأرضنا وتجاوزه حدودًا خطيرة بعمليات القتل والمجازر، وتكثيف سياسات الاغتيال، والتهويد والاستيطان وهدم البيوت، والحصار والملاحقة والاعتقال، ومحاصرة الضفة والقدس في كانتونات مقطعة الأوصال، وصولاً للهجمة على الحركة الأسيرة ومحاولة سحب المنجزات منهم، وسن قانون لإعدام الأسرى، وهذا التصعيد يترافق مع استمرار مراهنة قيادة السلطة على الوهم والسراب بإمكانية الوصول إلى حلول مع الاحتلال، واستمرار المراهنة على الحلول الأمريكية، التي تسعى من خلال القمم واللقاءات الأمنية إلى محاولة تصفية المقاومة وتأبيد الاحتلال، والعودة مرة أخرى إلى مربعات التسوية والمفاوضات العبثية".
وأكَّد مزهر، أنّ "يوم الشهيد الجبهاوي سيبقى يومًا محفورًا في ذاكرة كل متمسك بخيار المقاومة وبالثوابت، والشهيد هو المدخل للتمسك بجذوة المقاومة ومواصلة القتال والحفاظ على وصايا الشهداء"، مُشيرًا إلى أنّ "تصعيد المقاومة والاشتباك ضد الاحتلال الصهيوني يجب أن يظل خيارنا الأساسي فهو الضامن الحقيقي لانتزاع حقوقنا وبلوغنا أهدافنا الوطنية، وهي تُشكّل الرد الطبيعي عما يتعرض له شعبنا من عدوان ومؤامرات تستهدف حقوقه، ومن هنا من داخل قطاع غزة نقولها بصوتٍ عال: إنّ وحدة الساحات خيارنا، ولا صوت يعلو فوق صوت البنادق، والاشتباك المفتوح مع العدو، وتحويل نقاط التماس والمستعمرات ومواقع جنود الاحتلال إلى ساحة للاشتباك والمواجهة، فكل سياسي وضابط وجندي ومستوطن يجب أن يكون هدفًا لرصاصات المقاومين الشرفاء وعبواتهم وزجاجاتهم الحارقة وحجارتهم المباركة، وهذا يتطلب وحدة المقاتلين في ميادين البطولة والاشتباك، والانضباط الأمني الحديدي من المقاتلين، واتخاذ اجراءات أمنية مشددة حفاظًا على حياتهم من غدر الاحتلال".
وشدّد مزهر في كلمة الجبهة، أنّ "تشكيل القيادة الوطنية الموحّدة يتفرع منها لجان فرعية لحماية أبناء شعبنا من الاحتلال والمستوطنين أصبح ضرورة وطنية ملحة من أجل توسيع رقعة الاشتباك، وتوفير حاضنة سياسية للمقاومين".
وتابع مزهر: "في ضوء إعلان الحركة الأسيرة خوضها معركة الإضراب المفتوح عن الطعام في الساعات القادمة، رفضًا لإجراءات السجان الاسرائيلي والمجرم الفاشي بن جفير، فمن الضروري استنهاض الحالة الشعبية في المشاركة الواسعة نصرةً للحركة الأسيرة، فمعركة الأسرى هي معركة كل الشعب الفلسطيني والأحرار والمقاومين، مما يتطلب اعتبار أيام شهر رمضان أيامًا للتصعيد وممارسة كافة الأشكال الكفاحية نصرةً للأسرى والقدس"، مُشددًا أنّ "إعلان القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ورفاقه في منظمة السجون الانضمام إلى الاضراب في حال تم الإعلان عنه رسميًا يُشكّل مصدر إلهام ومثار فخر واعتزاز بهذا القائد الذي يتقدّم الصفوف دومًا هو ورفاقه، خاصة في أصعب الظروف وأقساها داخل السجون".
ورأى مزهر، أنّ "ما يجري من تفاهمات ولقاءات أمنية هي حلقة من حلقات التآمر على شعبنا، وهدفها تصفية المقاومة، لذلك نجدد في الجبهة الشعبية رفضنا لمؤتمر شرم الشيخ وكل القمم واللقاءات، ونؤكّد أنّ هذه المحاولات لم ولن تنجح في كسر إرادة مقاومتنا"، داعيًا "السلطة إلى استخلاص الدروس والعبر، والانصياع إلى حالة الإجماع الوطني، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بوقف التنسيق الأمني، وسحب الاعتراف بالاحتلال والقطع النهائي مع أوسلو".
وأوضح مزهر، أنّ "مواجهة تصريحات المجرم الفاشي سمويترش بأنه لا يوجد شعب فلسطيني، يتطلب توحيد كل الطاقات عبر تعزيز الوحدة ورص الصفوف ونبذ كل أشكال الفرقة والخلافات، وتجسيد وحدة النضال الميداني ضد هذا العدو، وأهمية الحوار الوطني الشامل ليستهدف ترتيب البيت الفلسطيني، والالتفاف حول برنامج المقاومة".
وتقدّم مزهر باسم الجبهة الشعبيّة "بالتهنئة لجماهير شعبنا بحلول شهر رمضان"، داعيًا "شعبنا في الضفة والداخل المحتل للالتفاف مع جماهير شعبنا في القدس، لمنع الاستفراد بهم، والتصدي لمحاولات استباحة المقدسات خاصة ساحات المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".
وجدّد مزهر التأكيد على وقوف الجبهة "إلى جانب حقوق أهالي الشهداء لعام 2014، وضرورة انصافهم وحصولهم على حقوقهم كاملة".
وفي ختام كلمته، قال مزهر: "في ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي واستشهاد جيفارا ورفاقه، نعاهد الشهداء وجماهير شعبنا بمواصلة الكفاح حتى كنس الاحتلال، وستبقى الجبهة الشعبية رأس حربة المقاومة وإفشال كل المؤامرات والمشاريع الهادفة لتصفية المقاومة".