أبوظبي- معا- نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع مجموعة الصين للإعلام ندوة بعنوان "التحديث الصيني وفرص المنطقة والعالم"، بهدف التعريف بمفهوم التحديث الصيني.. النمط والمهمة المستقبلية المحورية لجمهورية الصين الشعبية، وانعكاس هذا الأمر على المنطقة والعالم.
كما تم تسليط الضوء على مسار التنمية في دولة الإمارات وانسجامه مع التحديث الصيني، مما سيعزز مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ويدفعها قدمًا. وقال الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز إن التجربة الصينية يمكن الاستفادة منها، خصوصًا في ظل تنامي التأثير الصيني عالميًا وإقليميًا، موضحا أن التعاون بين المؤسسات البحثية والإعلامية له تأثير إيجابي كبير في تثقيف المجتمعات وتسليط الضوء على التحارب الناجحة.
من جانبها، أشارت مديرة الندوة تشانغ لي المديرة التنفيذية لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط إلى أبرز سمات التحديث الصيني، وما يحمله من مفاهيم قائمة على التناغم بين الإنسان مع الطبيعة، ضمن مسار يدعو للسلام والتنمية والتعاون القائم على الكسب المشترك.
وقالت إن الصين والإمارات يمضيان على طريق ومنهج متشابه في التحديث المستقبلي باعتمادهما على تنمية الإنسان وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب بكافة مكوناته وأطيافه.
واستعرض عمر بيطار سفير الدولة السابق لدى الصين تاريخ التنمية الصينية، والمراحل التي مرت بها الصين من التحديث والتطوير،مشيرا إلى أن الصين انتهجت أسلوبها الخاص في التنمية معتمدة على قوة عقولها، بانسجام مع تاريخها الحضاري والمادي.
وقال إن هذا التحديث يشبه الأسلوب الإماراتي الذي اعتمد على تطوير الدولة مع المحافظة على العادات والتقاليد والقيم المجتمعية، مثمّنا دور الإمارات كدولة مؤثرة ضمن المبادرة العالمية.
من جانبه، سلط السيد عبدالله عبدالكريم المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة أنباء الإمارات "وام" الضوء على أهمية التعاون الإعلامي بين الإمارات والصين، موضحا أثر هذا التعاون في تقريب وجهات النظر، وخصوصًا إن البلدين يمضيان بشكل جيد في تعميق الشراكات على جميع الأصعدة وفي شتى المجالات.
وثمّن المبادرات التي أطلقتها مجموعة الصين للإعلام لتعميق الشراكة الإعلامية مع الدول العربية، بما في ذلك مبادرة تعميق التبادل والتعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية، مشيرًا إلى الاستعداد لزيادة التعاون الإعلامي مع مختلف وسائل الإعلام الصينية.
وقال سلطان ماجد العلي، مدير إدارة الباروميتر العالمي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات إن الصين عززت من علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج خلال السنوات الماضية؛ ما ضمن تعاونًا إيجابيًا في أسواق التجارة والملاحة البحرية، وضمن لكلا الطرفين الاستفادة من مقومات الآخر وموقعه الجغرافي للوصول لأسواق جديدة.
وتطرقت نجلاء الزرعوني الباحثة غير المقيمة في مركز "تريندز" إلى مبادرة "الحزام والطريق"، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ، مشيرة إلى أن الصين وتحديثها نموذج عالمي يمكن الاستفادة منه، وخصوصًا أنه ينسجم مع المفاهيم الإماراتية القائمة على السلام والتسامح.
وقال الكاتب خالد عمر بن ققه الباحث والإعلامي إن التحديث الصيني.. النمط سيوفر للدول العربية مسارات تنمية جديدة، لافتا إلى أن الصين والدول العربية تتشارك في التاريخ والثقافة، وأن العلاقات بين الشعبين ليست مبنية فقط على الاقتصاد، بل هناك أيضًا جوانب عديدة تجمع الشعبين ثقافيًا واجتماعيًا.