تل أبيب- معا- على ضوء الأزمة السياسية والاجتماعية غير المسبوقة التي تجتاح إسرائيل بشأن خطة الإصلاح القضائي وإقالة وزير الجيش الإسرائيلي، بعث رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي، اليوم الاثنين، برسالة إلى القوات المسلحة دعاهم فيها إلى "تحمل المسؤولية"، وجاءت الرسالة في سياق محاولة إضعاف الجيش، سيما أن العديد من الجنود يرفضون أداء فترة الاحتياط احتجاجا على خطة الحكومة للإصلاحي القضائي.
وقال هيرتسي هاليفي في رسالته: "المجتمع الإسرائيلي يعيش أياما صعبة ومن المستحيل على الجيش الإسرائيلي ألا يهتم بما يحدث، الساعة التي نعيش فيها تختلف عن أي ساعة عرفناها من قبل. لم نكن نعرف مثل هذه الأيام عندما تكون التهديدات من الخارج" وتابع "أتوجه إليكم في هذا الوقت، يجب أن نظهر المسؤولية والصمود والتماسك، مهمتنا هي حماية البيت من التهديدات المتزايدة من الخارج، يجب أن يعرف أعداؤنا أننا جميعًا معبأون، وعلى أهبة الاستعداد".
وشدد رئيس الأركان الإسرائيلي على أنه "لا يوجد مكان داخل الجيش للاحتجاجات ضد خطة الإصلاح القضائي، وأن الجنود يجب أن يظل تركيزهم على مهمتهم المتمثلة في الدفاع عن البلاد" وأكد على أنه "أتحمل مسؤولية التأكد من أن كل مهمة أوكلت إليكم هي مهمة لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها، وأنها تتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي، ولكل منكم مسؤولية الوفاء دوره في هذه المهمة، مع العلم أنه لا يمكن لأحد أن يحل محل الآخر، مكان التعبير عن الاحتجاج هو الفضاء العام، ولا مكان لهم في الجيش الإسرائيلي، لأن أعداءنا يفسرون ذلك على أنه ضعف وفرصة لمهاجمتنا" وتابع" علينا تنفيذ المهمة دون أي اعتبارات خارجية".
وكان هيرتسي هاليفي قد حذر كبار المسؤولين الحكوميين وادعى أنه بسبب الاحتجاج العسكري ضد استمرار التشريع لمخطط التعديلات القضائية- انخفض عدد جنود الاحتياط الذين عليهم ان يحضرو للخدمة هذا الشهر لدرجة أن الجيش الإسرائيلي على وشك تقليص عملياته. تم الإعلان عن ذلك،الجحعة المنصرمة، في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" وأضافوا في المقال الذي وصف الوضع الحالي في إسرائيل بأنه "أحد أصعب الأزمات الداخلية في تاريخ إسرائيل"، وأن "القيادة العسكرية العليا قلقة أيضًا من احتمال مغادرة بعض الأفراد الدائمين".
وأكد المعلومات التي نشرتها الصحيفة ثلاثة مسؤولين إسرائيليين على علم بتفاصيل الأمر.
ورفض الجيش نشر إحصائيات كاملة حول الانخفاض في عدد جنود الاحتياط الذين التزموا بأداء الخدمة هذا الشهر ، لكنه أكد أن 200 طيار احتياطي - جزء كبير منهم طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، وإن لم يكن معظمهم - وقعوا عريضة الخميس الماضي على انهم لن يحضروا للخدمة في الاسبوعين المقبلين احتجاجا على التغييرات القضائية.