رام الله- معا- أطلقت جامعة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف في مدينة رام الله الدورة الأولى من "منتدى الأيام الحرة"، تحت عنوان "القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في القدس: رهانات الواقع وشروط التنمية".
ونظمت الفعالية، في إطار تخليد وكالة بيت مال القدس الشريف لليوبيل الفضي لانطلاقتها، بحضور الدكتور محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف وسفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين عبد الرحيم مزيان، ورئيس جامعة القدس أ.د. عماد ابو كشك ومفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، إلى جانب شخصيات مقدسية سياسية واقتصادية.
من جانبه، قال رئيس جامعة القدس أ. د عماد أبو كشك، إن منتدى الأيام الحرة الذي تقيمه وكالة بيت مال القدس الشريف بالتعاون والشراكة مع جامعة القدس، يأتي تزامناً مع اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، وتقديراً لما قدمته هذه الوكالة الرائدة من جهود خيرة، وعمل صادق وأمين ودؤوب، من أجل القدس وتنميتها وتعزيز صمود أهلها، ومواجهة مخططات التهويد والاقتلاع والمصادرة، وتزوير التاريخ وفرض وقائع جديدة على الأرض، ورواية مزورة يسعى الاحتلال لترويجها وفرضها كرواية تاريخية لتبرير وجوده في فلسطين على حساب أهلها الحقيقيين وأصحاب الحق الوحيدين فيها.
وأضاف أبو كشك: "يأتي هذا المنتدى في إطار تخليدنا جميعاً لليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، واعترافاً وتقديراً منا جميعاً، وخاصة في القدس، لما حققته وما زالت تحققه هذه الوكالة من أجل القدس وأهلها وقضيتها، إذ ساهمت بجد وجلد وصبر في عمليات التنمية في القدس في كافة المجالات والقطاعات، وفي الحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي والإنساني فيها، وتراثها الفكري والثقافي والمعماري، وآثارها الممتدة في عبق التاريخ، وكان لها الفضل من خلال ما تقيمه من معارض ونشاطات ومؤتمرات وفعاليات في إبقاء قضية القدس على رأس أولويات العمل العربي المشترك والاهتمام الإسلامي والدولي".
وقال، المدير المكلف بتسيير بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن الوكالة لا تزال على عهدها في مناصرة أهل القدس ومؤسساتها، حتى اطمأن الناس لالتزامها وتأكدوا من صدقها وحسن طوية القائمين عليها، فأقبلوا على طلب تمويلها، وقدموا لها المشاريع الملموسة والقابلة للتنفيذ في القطاعات الاجتماعية المختلفة، كالصحة والتعليم والإسكان والترميم والثقافة والرياضة والشباب والمرأة والطفولة.
وأوضح أن وكالة بيت مال القدس الشريف، نفذت منذ تأسسها ما يزيد عن 200 مشروع كبير، وعشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا "رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المدينة المقدسة، استطاعت الوكالة بناء وترميم وإصلاح وتأهيل 14 مدرسة، من بينها 4 مدارس جديدة، كمدرسة الحسن الثاني في واد الجوز، ومدرسة المسيرة في شعفاط، وتجهيز 6 أقسام استشفائية متطورة في كافة مستشفيات القدس الرئيسية، كما قامت بشراء عدد من العقارات ووقفتها لمنفعة إدارة الأوقاف ومديرية التربية والتعليم، وعملت على ترميم 5 مساجد في البلدة القديمة، ومبنى الزاوية المغربية، ومولت 25 مشروعا لفائدة الجمعيات النسائية، وجهزت 8 نوادٍ ثقافية واجتماعية، وقامت بتأهيل ملعبين رياضيين كبيرين وهما ملعب "صور باهر" و ملعب "سلوان" وتجهيزه بالعشب الاصطناعي، فضلا عن تجهيز 24 نادٍ رياضي".
وذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف، أطلقت في العام الماضي جائزة للتميز الصحفي في الإعلام التنموي مع معهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس، وحملت دورتها الأولى اسم الصحفية الشهية شيرين أبو عاقلة، تكريما لها ولزملائها الذين ارتقوا دفاعا عن قيم الحق الحرية والعدالة، وأقرت الوكالة ميدالية سنوية للشجاعة والإقدام، تمنح لصحفيين أو مؤسسات إعلامية لدعم حرية الإعلام والصحافة ذات العلاقة بقضايا القدس وفلسطين.
بدوره، تحدث رئيس لجنة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو لجنتها التنفيذية عدنان الحسيني عن أهمية مدينة القدس المحتلة والتي تستوجب عدم التفريط فيها والحفاظ على هويتها، وشدد الحسيني على أن مدينة القدس بحاجة للكثير من العمل الجاد للحفاظ عليها وهذا واجب يقع على عاتق الأمة العربية والإسلامية بأجمعها، بما يتيح تسخير الإمكانيات التي تمكن من مقارعة العدو.
وفي كلمته، عبّر سفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين عبد الرحيم مزيان، عن سعادته بحضور الدورة الأولى من منتدى الايام الحرة حول موضوع يتعلق بدعم القدس إلى جانب نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والدينية والحقوقية والإعلامية.
وقال إن الحضور يعطي الانطباع بالأهمية التي تحظى بها القدس لدى أتباع الديانات السماوية، والرغبة المشتركة في دعم صمود المدينة المقدسة، لتبقى منارة للسلام والازدهار والتعايش، إلى جانب الإدراك المسبق أن دعم صمود المقدسيين اقتصادياً واجتماعياً يجسد القناعة الراسخة بأن استقرار وأمن مدينة القدس هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
وبيّن السفير المغربي أن بلاده وفي إطار هذه المبادرة ومساندتها لتنظيم هذا المنتدى، تعكس الالتزام المتجدد والثابت في دعم القضية الفلسطينية عموماً وقضية القدس على وجه الخصوص، التي يوليها الملك محمد السادس أهمية قصوى من منطلق الأمانة التي يتقلدها بصفته رئيساً للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد أن المملكة المغربية، ومن خلال بيت مال القدس الشريف، وبإشراف شخصي ومباشر من الملك محمد السادس، تعمل طيلة 25 عاماً على دعم صمود المقدسيين وللتخفيف من وطأة الاحتلال من خلال برامجها ومبادراتها التي تستهدف بالخصوص دعم الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، ودعم تمويل عدة مشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، والحفاظ على الوجه الديني والحضاري للمدينة المقدسة.
وشهد منتدى الأيام الحرة، توقيع اتفاقية شراكة بين بيت مال القدس الشريف وجامعة القدس، لتطوير منظومة بيت المال للتعليم والتدريب، التي تعنى في مرحلتها الأولى بالحرف المرتبطة بالأخصائيين النفسانيين، للتكفل بالحالات الأولية لأشخاص في وضعية اضطراب نفسي، والبيئة والتوازن الطبيعي وتدوير النفايات، والتسويق الرقمي لمنتجات التجار والجمعيات.