رام الله- معا- استذكر عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر حلول "عيد الميلاد الـ52 للشهيدة شيرين أبو عاقلة (اليوم)، بغيابها للمرّة الأولى، بعد الاغتيال العمد من قِبل قوّات الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أنّه "رغم غيابها جسداً، فإنّ حضورها ما زال ساطعاً".
وقال: "نحن نستذكر "أيقونة الإعلام الفلسطيني"، التي أصبح اسمها منارة في رسالة الإعلام خلال مسيرتها العمليّة عبر شاشة قناة "الجزيرة"، ناقلة هموم ومُعاناة أبناء شَعبِها بمُواجهة أعتى آلة حقد يُمارسها أطول احتلال في العالم، وباستشهادها برصاص عمد لقنّاص إسرائيلي، بأمر عسكري وتعليمات سياسية، أثبتت المكانة المُميّزة التي تتمتّع بها، وحتى باعتداء الاحتلال على موكب تشييعها ونعشها، تأكيدٌ لمُخطط استهدافها، انطلاقاً من دورها الإعلامي المهني بكشف زيف رواية الاحتلال وتأكيد عدالة القضية الفلسطينية، بعمقها التاريخي والحضاري الثقافي".
واستدرك: "لكن المُؤسف، أنَّ هناك مَنْ لا يزال يعيش أزمة عدالة القضية الفلسطينية، فهاله وضع صورة للشهيدة شيرين أبو عاقلة، في ركن من المكتبة الوطنية في بيروت، بقرار من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المُرتضى، وحاجة الوزير إلى أخذ إذن من شخص أو آخر لاتخاذ مثل هذا القرار، الذي يستحق عليه التنويه، لما يُعبّر عن قيم وطنية ومواقف وآراء الشريحة الكبرى من اللبنانيين، الذين امتزجت دماؤُهم وأبناء فلسطين بالتصدّي للمُحتل الإسرائيلي".
ولفت زعيتر إلى أنّه "إذا كان الناشط في "التيار الوطني الحر" ناجي حايك، قد أشار ردّاً على خطوة الوزير المُرتضى بالقول "أنا قضيتي مش القضية الفلسطينية"، فإنّه إنْ كان يعتبر أنّ قضيّته هي لبنانية، فهذا يعني أنّه يعيش تناقضاً حقيقياً داخلياً، لأنّ قضية لبنان، تعني الحق والعدالة والإنسانية، وهي صفات تنطبق على القضية الفلسطينية".
وتابع: "في يوم إضاءة الشعنينة قبل عيد الفصح المجيد، كانت شيرين كعادتها تُضيء الشموع في كنيسة القيامة، كما شموع عيد ميلادها، وتُشارك في تغطية الصلوات في الأقصى الجريح، فماذا سيقول ناجي حايك وأمثاله للسيد المسيح (عليه السلام) يوم الحساب، حيث ما زال الشعب الفلسطيني يسير على درب الجُلجلة الذي سار عليها يسوع المسيح (عليه السلام)، ويتعرّض لأبشع همجية عدوانية من قتل واعتقال واستيطان واضطهاد وتمييز عنصري، وجرائم حرب وضد الإنسانية من قبل المُحتل الإسرائيلي".
وشدّد على أنه "بات مطلوباً من مُؤسِّس "التيار الوطني الحر" الرئيس العماد ميشال عون ورئيس "التيار" النائب جبران باسيل، موقفٌ واضح وصريح من مواقف حايك، خاصة أنّهما يُعلنان في كل مُناسبة دعم القضية الفلسطينية، لذلك ضروري جدّاً وضع حدِّ لمثل هذه المواقف العنصرية غير المسؤولة".
وختم زعيتر: "رحم الله الشهيدة شيرين أبو عاقلة في عيد ميلادها، الحاضرة رغم غيابها جسداً، فرسالتها ومسيرتها واستشهادها نموذج يُحتذى وطنياً وإنسانياً، وشكراً لكل صاحب موقف نبيل يُعبّر عن أصالة لبنان، وتآخي أرزه مع الزيتون المُتجذّر في أرض مهد المُرسلين".