القدس- معا- قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الفريق جبريل الرجوب، إن عدم تحميل إسرائيل المسؤولية عن الاعتداءات التي ترتكبها بحق الرياضة في فلسطين، من شأنه إعاقة قدرة فلسطين على الوفاء بالتزاماتها للتنافس في المسابقات الوطنية والدولية.
وفي مؤتمر صحفي، عقد اليوم بمقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، أوضح الرجوب أن الاعتداء الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء 30 من آذار/ مارس الماضي، خلال مباراة نهائي كأس الشهيد ياسر عرفات على استاد فيصل الحسيني الدولي في بلدة الرام، ليس الأول من نوعه الذي تُستهدف فيه الرياضة في فلسطين، وسبقه عشرات الانتهاكات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الرياضيين والمرافق، ما تسبب بقتل وإصابة واعتقال عدد من اللاعبين.
وقدم الرجوب، أمام مجموعة من السفراء والقناصل وأعضاء البعثات الدبلوماسية العاملة في فلسطين، بحضور النائب العربي في الكنسيت أحمد الطيبي، ووكيل وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو شرحا لحادثة الاعتداء التي شنتها قوات الاحتلال مؤخرا، في مباراة نهائي الكأس بين فريقي مركز مخيم بلاطة وجبل المكبر، بحضور نحو 2000 مشجع، فضلا عن مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب.
وقال: "في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء، وصلت عربتان مدججتان بالسلاح من قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مدخل مقرّ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وحاصرت محيط الاستاد، وأخذت قوات الاحتلال ودون وجود أي مبرر، تطلق وابلاً من قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط نحو أرضية الملعب والمدرجات، ما أدى إلى إصابة العشرات من الجماهير، بينهم أطفال، وهو ما أدى بدوره إلى توقف المباراة لمدة ساعة، إلى أن تمكّنت الطواقم الطبية من معالجة المصابين وإخلاء أرضية الملعب الوطني الرئيسي".
وذكر أنه وفي نهاية المباراة، عادت قوات الاحتلال لتستأنف اعتدائها بإطلاق قنابل الغاز بكثافة تجاه الاستاد، ما أدى لإصابة اللاعبين والحكام ومسؤولي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذين لم يغادروا الاستاد.
وشدد الرجوب على أنه حرص على شجب واستنكار الاعتداءات والهجمات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل منتظم بحقّ الرياضيين، والبنية التحتية الرياضية.
وقال: "دائماً ما كنّا نوضح بالتفصيل في تقاريرنا إلى الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم وغيرها من الاتحادات والمنظمات الدولية صعوبات ممارسة الرياضة في فلسطين، بسبب سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، لكن حتى يومنا هذا، لم يُتخذ أي إجراء لتحميل إسرائيل المسؤولية عن الاعتداءات التي ترتكبها والتي تعيق من قدرة فلسطين، بصفتها عضوا في الفيفا، على الوفاء بالتزاماتها للتنافس في المسابقات الوطنية والدولية".
وأكد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أنه تم تزويد الفيفا بمعلومات تفصيلية عن أندية كرة القدم في المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي يسمح لها الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم باللعب بشكل غير قانوني في الدوري الإسرائيلي، في حين أنها تستفيد من التمويل الذي تخصصه الفيفا للتطوير، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً للوائح وأنظمة الفيفا نفسها. لكن للأسف، لم تحرك الفيفا ساكناً تجاه ذلك!
واستنكر الرجوب ثقافة غضّ الطرف وعدم معاقبة المسؤولين عن الاعتداءات المتكررة بحقّ اللاعبين والمنشآت الرياضية في فلسطين، وأضاف: "نرى أنه في الوقت الذي يُهاجم فيه استادنا الوطني، يستمتع المستوطنون الإسرائيليون بممارسة لعبة كرة القدم على الأراضي المغتصبة في المستوطنات غير الشرعية المجاورة العديدة، مثل مستوطنتي "معالي أدوميم" و"بسجات زئيف".
وذكر أن المجتمع الدولي اتخذ إجراءات بحق حالات في سياقات أخرى، لكن الاحتلال الإسرائيلي يُشكل مثالاً على الإفلات من العقاب على المستويات كافة، بما فيها على مستوى لوائح وأنظمة الفيفا، والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة وكذلك الميثاق الأولمبي.
وطالب بتوفير الحماية الدولية لشعبنا في ظل الاعتداءات والهجمات المتكررة، وبوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي يُقابل بها ارتكاب مثل هذه الممارسات من قبل إسرائيل.
وختم الرجوب تصريحه بالقول: "إنّ حرمان الفلسطينيين من حقّهم في ممارسة الرياضة بأمان يلخص الواقع العام الذين يعانون منه في ظل الاحتلال الإسرائيلي".
وفي بداية المؤتمر، رحّبت الوكيل جادو بالسفراء والقناصل والدبلوماسيين، وقدمت شرحا لما حدث يوم الخميس المنصرم، من هجوم لقوات الاحتلال على استاد فيصل الحسيني.
وطالبت السفراء المتواجدين بنقل صورة ما يتعرض له أبناء شعبنا من ظلم واضطهاد، والتضامن مع أبناء شعبنا.
بدورها، عرضت نائبة رئيس اتحاد كرة القدم سوزان شلبي قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط المطاطي الذي أطلقه جنود الاحتلال على الاستاد ومقر اتحاد الكرة، إلى جانب عرض مادة فيلمية تلخص ما حدث.
كما تجول الحضور في استاد فيصل الحسيني ومحيط الاتحاد، لمعاينة الأضرار والوقوف على مكان الحدث.