بيت لحم- معا- ما زالت تتوالى ردود الفعل المحلية والعربية والدولية حول العدوان الاخير على المسجد الأقصى المبارك، واقتحامه من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال واعتداءاتهم على المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى المبارك، واعتقال نحو 400 مرابط حسب هيئة شؤون الاسرى والمحررين، مطالبات مؤسساتية وحكومية بضرورة توفير الحماية الدولية للمقدسات والأماكن الدينية خاصة في القدس وحماية المصلين اثناء تأدية العبادة، لاسيما اننا في شهر رمضان المبارك الذي في بدايته تمنى فيه المقدسيين ان يعمه الهدوء والاستقرار الأمني، وبعد احداث الامس ما زال هناك امال لدى المقدسيين في عدم استمرار التصعيد وان يعود الهدوء الأمني للقدس واستكمال الشهر الفضيل بالأمن والأمان والاستقرار الذي يؤثر على كافة مناحي الحياة العملية والعلمية والتجارية.
امين سر حركة فتح في القدس ناصر قوس يعلق على الاحداث الأخيرة ويضعنا في صورة التطورات الحالية:" الان انتهت اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى المبارك ولم يكونوا بالأعداد التي كانوا يدعون اليها، ما شهده أمس المسجد الأقصى هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، تنكيل بالمعتكفين داخل المسجد ناهيكم عن عدد المعتقلين الكبير والاصابات الصعبة التي تم اعتقال بعضها وبعضها تلقى العلاج بالمشافي، الان الوضع يتطلب نوع من الحذر مما سيحصل غدا".
وتابع:" لقد ادينا صلاة الظهر بامان الحمدالله، الهدوء يسود ساحات المسجد الأقصى المبارك حاليا وسمح للرجال كبار السن من تجاوزت أعمارهم الستين عاما من دخول المسجد الأقصى، لكن هناك منع من دخول الشبان للمسجد، نحن متخوفون من غدا ومن يوم الجمعة ممكن ان يكون هناك تصعيد إذا سمح لإخواننا في الضفة الغربية من دخول القدس بسبب الاغلاق المشدد على المدينة بسبب الأعياد اليهودية، الان الهدوء يسود الحمدالله وتم سحب القوات وادينا صلاه الظهر ب امان ونتمنى ان تعود الأمور الى سابقها".
وحول التحليلات السياسية للمشهد والتطورات الأخيرة في المسجد الأقصى، قال احمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس: "من قبل شهر رمضان الموضوع كان مبيت من قبل سلطات الاحتلال للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، وهذا ليس بالأمر الجديد، ومن بداية شهر رمضان هناك تدخلات واعتداءات على الأوقاف والمصلين والمرابطين من قبل الاحتلال، ولم تكن الأمور هادئة منذ بداية شهر رمضان، لقد حاولت إسرائيل ان توهم انها تسهل العبادة لكنها غير مؤتمنة على الأماكن المقدسة لأنها هي قوة احتلال."
وتابع:" نحن نرفض موضوع الاقتحام بالكامل ونعتبر ان هذا اعتداء على المسجد الأقصى المبارك ب ان يتم اقتحامه من قبل المستوطنين بهذا الشكل اليومي، وبالتالي موقفنا الفلسطيني قائم على ان المكان بمساحته الكاملة 144 دونما هو حق خالص للمسلمين وحدهم لا يشاركهم به أحد، ومن يتولى ادارته هي الأوقاف الإسلامية التي هي الأداة التنفيذية للوصايا الأردنية وبالتالي هي المسؤولة عن الامن في المسجد الأقصى لان حراس الأوقاف هم الأمناء على المسجد وليس شرطة الاحتلال التي تتواجد فقط.
واختتم:" الاحداث مرشحة للتصعيد ونحن قلنا ان الحرب الدينية على الأبواب ولا نبالغ حين نقول انها حرب دينية، لان هذا جزء من عقيدة المسلمين المسجد الأقصى المبارك، والتجربة في كل مرة تبدأ الاحداث فيها من المسجد الأقصى وتنتقل لباقي محافظات الوطن ولكل العالم، لذلك من يتحمل مسؤولية التصعيد هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يجرم بحق مقدس بحجم المسجد الأقصى المبارك."
تقرير: حياة حمدان