القدس- معا- يلجأ كثير من المواطنين الفلسطينيين إلى طرق أخرى للوصول إلى مدينة القدس الشرقية لأداء الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، لتجاوز إجراءات سلطات الاحتلال التي تحد من وصول غالبيتهم.
وفي بلدة الرام شمال مدينة القدس والتي يفصلهما جدار الفصل الإسرائيلي الإسمنتي، يتدفق العشرات من المواطنين الفلسطينيين خاصة في يوم الجمعة، لتسلق الجدار عبر سلالم خشبية وحبال للوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى.
ويقول شاب في العشرين من عمره إن محاول تسلق الجدار مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر تبدأ من مخاوف السقوط والتعرض للرضوض والكسور، ولا تنتهي بالملاحقة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
ويضيف الشاب الذي رفض المثول أمام الكاميرا خشية الملاحقة الأمنية، إن "السلطات الإسرائيلية تدعي إنها فرضت تسهيلات للفلسطينيين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، لكن في الحقيقة هي إجراءات أمنية مشددة".
ويقول مواطن آخر في الـ 40 من عمره، إنه "لا يوجد طريقة أخرى للدخول إلى مدينة القدس سوى تجاوز الجدار".
وعن الخشية من الملاحقة الأمنية الإسرائيلية، يضيف: "لا نفعل شيئا كل ما نريده الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة ليس أكثر وهذا حقنا".
وتجري عملية تسلق الجدار الفاصل بطريقة معقدة إلى حد ما، حيث يمتهن شبان عملية التهريب وينقسمون على جانبي الجدار بين فريق يساعد في عملية تسلق الجدار وآخر لمراقبة قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ويصعد شبان الجدار وأعلاه يجلس شاب في العشرين من عمره حاثا المتسلقين على السرعة، فيما تجري عملية إنزال المتسلق عبر الحبال بالتنسيق مع شبان ينتظرون في الجهة الأخرى.
وعادة ما يتعرض الشبان المسؤولين عن التهريب للملاحقة من الشرطة الإسرائيلية.
وفي موقع آخر من بلدة الرام صنع شبان سلم خشبي من مخلفات ورشة بناء، وحاولوا التسلق بواسطته لكن أحدهم قال "انتظروا هناك دورية إسرائيلية في الطرف الآخر".
وبعد دقائق تلقى أحدهم اتصالا بوجود دورية عسكرية في طريقها إليهم، وعلى الفور فر الشبان، قبيل وصول الدورية الإسرائيلية.
ورصد مراسل الأناضول مصادرة وإتلاف الجيش الإسرائيلي السلم الخشبي.
ومنذ ساعات صباح الجمعة، وصل آلاف الفلسطينيين إلى الحواجز العسكرية في محيط مدينة القدس لصلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان، غير أن السلطات الإسرائيلية أعادت العشرات بحجة المنع الأمني، ومنعت من هم دون سن الـ 55 من الدخول للمدينة بحجة عدم الحصول على تصاريح خاصة.
ويقول زياد مسلم (57 عاما) من بلدة تلفيت قرب نابلس للأناضول، إن السلطات الإسرائيلية أعادته ومنعته من الوصول للقدس بحجة المنع الأمني بالرغم من أن عمره يتوافق مع الشرط الإسرائيلي للعبور إلى المدينة.
واستنكر مسلم الإجراء وقال: "يدعون وجود تسهيلات لكن في الحقيقة الأمر غاية في التشديد".
ولفت إلى أنه للسنة الخامسة على التوالي يمنع من الدخول لمدينة القدس.
ومسلم اعتقل لدى السلطات الإسرائيلية قبل نحو 30 عاما بحسب قوله.
وقال: "الأقصى يعني كل شيء لي".
وعلى الجانب المخصص للنساء على حاجز قلنديا العسكري، تدفقت آلاف النسوة، حيث تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول المدينة للنساء من كافة الأعمار.
لكن السلطات منعت عشرات النسوة من قطع الحاجز لـ"أسباب أمنية".
وتقول سيدة وتدعى سهاد جمعة وتبلغ من العمر 57 عاما: "منعت من الوصول إلى القدس بحجة أنني شقيقة معتقل في السجون الإسرائيلية".
وتشهد مدينة القدس ومسجدها الأقصى حالة من التوتر منذ بداية شهر رمضان، جراء عمليات اقتحام تنفذها الشرطة الإسرائيلية للمسجد وافراغه من المعتكفين، مستخدمة العنف.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن اعتقال ما يزيد عن 400 فلسطيني من داخل المسجد الأقصى يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقبيل رمضان، أصدرت إسرائيل قرارا بشأن دخول سكان الضفة الغربية، للقدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
وبموجب القرار تسمح السلطات الإسرائيلية، للنساء بكافة الأعمار، والأطفال الذكور حتى 12 عاما، والرجال فوق 55 عاما، الوصول إلى القدس دون تصاريح مسبقة، فيما تشترط الحصول على تصريح الصلاة خلال رمضان على الرجال من 45 إلى 55 عاما.
ولا تشمل الإجراءات الجديدة، سكان قطاع غزة، حيث تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم للقدس، إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة.