الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يكتب الروائي العربي في راهن الحال؟

نشر بتاريخ: 08/04/2023 ( آخر تحديث: 08/04/2023 الساعة: 19:46 )
ماذا يكتب الروائي العربي في راهن الحال؟

بقلم: نافذ الرفاعي

ماذا يكتب الروائي في لحظة السواد التي تحيط بالكاتب العربي من كافة انحاءه ؟

قد يقف مشدوها للوهلة الأولى لانها تفرض جنونها عليه ، وتتكالب عليه مخاضة الدم العربي لتغرقه، وقد يمتليء احباطا الى حد تسلميه بقدره المحتوم نازعا البشارة من كلماته ومكسرا رائحه الحلم من وجدانه، ولكن عليه ان ينتفض وينطلق لأنه الحالم بفضاء رحب وابيض .

ماذا يقول الكاتب العربي في لحظة الدم فيرى وطنه غارقا في مخاضة الدم، هل يغادره اللون الأحمر بعدما هب الربيع العربي مضمخا بالاحلام ، ذبل سريعا في ظل تراجع الادب وتراجع العقل واعلاء الأمني والسياسي مكان المثقف وتراجع مكانته .

وقع المثقف ما بين الحاكم الظالم المستبد والظلامي المندس بين صفوف الحالمين ليشوه حلمهم ويكسر عزمهم على شفرة سكينه.

ماذا يقول الكاتب العربي عن عصر الاستبداد ودخول الاجنبي الذي جلب جنون الشيطان والبسه سماحة الدين.

الروائي يحمل رؤيا ، يبشر بها ، يرسم في خياله مستقبلا عربيا باهرا. يقف مشدوها ما بين العجز والفعل ويعلم ان الاستبداد عدو الانسان وعدو حريته وهو قيد مجنون يجب ان يكسر.

ماذا يكتب عن سرقة الثورة والاحلام من الحاكم الأرعن ومن الأجنبي، وبيعها في ظل الفراغ للطائفية والمذهبية والاحتماء بالطائفة والقبيلة والحارة وامتلاك السطة هبة من الرب او استخلافا على الارض.

يحلم الكاتب عن انكسار رماد الحرب المسعورة لتعود أحلامه بيضاء مليئة بالحرية وفضاء العصافير المنشدة .

كم أزدري الكتبة الذين ينافقون الحاكم ، اما الكتَاب الواقفين على يسار الحاكم يعانون من غياب أثر النخب الفكرية والتشوه الاخلاقي للأفكار وتكالب مخلفات الاستعمار والاستبداد والجهل.

يدعونا الروائي الى إختيار اولوياتنا ومسار النهوض والحياة والحرية . والتخلص من التخلف لأنه طريق مريع.

آه لو ان الكاتب يملك حفنة من ضوء الحرية لينثرة على ارض بلاد العرب ، كي يكسر عصا الجلاد ويصد السكين من ايدي االقتلة .

يساورني حلم جميل عن الكاتب العربي الغارق ما بين الحاكم الطاغية والطاعون القادم على هيئة رجل دين ينوب عن الله ويفتي ويستبيح القتل بعدما فدى الله اسماعيل بكبش عظيم.

يكتب احلامنا عن الضياء ويحمل نشيدنا على هدير العواصف كي يحطم القيد، ويخلصنا من الاستبداد وينير الظلام الحالك، يسكن بيننا الحب والتسامح من جديد ويبشر بالحرية والضياء، ويملأ الفضاء الرحب الجميل شدوا للعنادل ويسمعنا صوت انكسار الزرد .

ماذا يكتب ومن اين يستلهم طاقته العارمة ، اهي من فيض الالم المحيط بجدار قلبه المتعالي على الوجع ، ام بواطن ارتهان العقل للعهن العربي الموؤود في حفر التاريخ الحديث ، حيث ترتعش الامنيات على كذب الاماني.

ماذا يكتب الجائع الى حريته الانيقة وأحلامه بمجتمع عادي جدا فيه الحياة الكريمة والطب والتعليم، ينظر حوله مشدوها موجوعا ويكتب روايته.