تل ابيب- معا- أعلنت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن استدعاء 4 سرايا احتياط من قوات "حرس الحدود" لتعزيز عناصرها المنتشرين في أنحاء البلاد، وذلك في ظل التصعيد الأمني المتزايد في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك فيما اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مع زعيم المعارضة، يائير لبيد، لإطلاعه على آخر المستجدات الأمنية، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو.
وفي أعقاب ذلك، قرر لبيد الإدلاء بتصريحات في مؤتمر صحافي يعقده مساء اليوم، علما بأن المعارضة الإسرائيلية كانت قد أعلنت عن دعمها الكامل للحكومة في أعقاب التصعيد الأمني، الأسبوع الماضي.
وجاءت دعوة لبيد للقاء نتنياهو إثر عملية إطلاق النار في الأغوار وما تزعم إسرائيل أنها عملية في تل أبيب، الجمعة، بالإضافة إلى الصواريخ التي أُطلقت خلال الأسبوع الماضي على إسرائيل من غزة ولبنان وسورية.
وقالت الشرطة، في بيان صدر عنها، إنه تم تجنيد "4 سرايا احتياط أخرى من ‘حرس الحدود‘ صباح اليوم، في عدة مراكز في أنحاء البلاد".
وأضافت أن هذه القوات "ستنضم إلى القوات النظامية والاحتياطية التي تقوم بنشاط متزايد في الميدان، وستعمل على تعزيز الأمن في مراكز المدن".
وذكرت أن هذه القوات ستنتشر في المناطق "الوسطى والشمالية والساحلية والجنوبية من أجل تعزيز الأمن في مراكز المدن والمراكز المزدحمة".
وأوضحت أن هذه القوات "ستنضم إلى 6 سرايا احتياط من قوات ‘حرس الحدود‘ التي تم توظيفها في الأسابيع الماضية".
ولفتت إلى أن قوات الاحتياط التي دفعت بها مؤخرا "تقوم بالفعل بأنشطة مشددة إلى جانب القوات النظامية في مناطق القدس ومحيط القدس ووسط البلاد".
وقالت إنه تم نشر عناصر السرايا التي جندتها صباح اليوم "في إجراء عملياتي سريع، وذلك بفضل الاستعدادات الأولية التي تمت في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت أنه "تماشيا مع تقييم الوضع والأحداث الإرهابية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، استعد ‘حرس الحدود‘ لتجنيد سرايا احتياط إضافية".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد قرر تعزيز عناصر الشرطة بقوات من الجيش التي ستنتشر داخل المدن الإسرائيلية لمساندة الشرطة في التأمين والحراسة داخل المدن المركزية في منطقة تل أبيب ومركز البلاد.
وفي وقت سابق اليوم، عقدت لجنة الاستخبارات والأجهزة السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اجتماعا وصفته بأنه "طارئ"، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل وبين قطاع غزة ولبنان في نهاية الأسبوع الماضي.
وعُقد الاجتماع في مقر وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي في تل أبيب، بشكل غير مألوف.
واستمعت اللجنة التي يرأسها عضو الكنيست عن حزب الليكود، يولي إدلشتاين، إلى تقارير "استخباراتية – عملياتية" حول "الأنشطة الهجومية والدفاعية" التي قدمها ضباط كبار في الجيش ومسؤولون أمنيون، وفقا لبيان صادر عن اللجنة.
هذا واعتبر الجيش الإسرائيلي خلال مداولات أمنية جرت في الأيام الأخيرة أنه تزايدت احتمالات خوض إسرائيل مواجهة "متعددة الجبهات"، بادعاء أن إيران تحاول "تسخي"ن جميع الجبهات مع إسرائيل وأنهم "نجحوا في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من ذراع آخر لأهداف إرهابية في المناطق (الضفة الغربية) وغزة وكذلك بين عرب إسرائيل" بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي أن التصعيد الأمني، الأسبوع الماضي، الذي شمل إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة ولبنان إثر اعتداءات الشرطة الإسرائيلية الوحشي على المصلين في المسجد الأقصى، والتظاهرات الاحتجاجية على هذه الاعتداءات في مدن وبلدات المجتمع العربي، هو "حدث موضعي واحد فقط في سلسلة أحداث، وفيما يواصل الإيرانيون العمل بمساعدة أذرعهم".
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران ترصد اتجاهين "مقلقين": الأول، أن تراجع الضلوع الأميركي في الشرق الأوسط، وتركيز اهتمام الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا أدى إلى استئناف العلاقات بين إيران والسعودية وإلى تعزيز العلاقات الإيرانية – الروسية.
والاتجاه الثاني يتعلق بإسرائيل التي تواجه أزمة داخلية تنطوي على أزمة مع الولايات المتحدة، حليفتها الإستراتيجية. ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه بالنسبة لإيران، نشأت على إثر ذلك فرصة ذهبية من أجل تحدي إسرائيل والانتقام من هجماتها المتتالية في سورية وداخل إيران أيضا.
وبحسب الصحيفة، فإن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن المرشد الروحي الإيراني الأعلى، علي خامنئي، هو الذي اتخذ القرار، بتصعيد إيران وحزب الله وفصائل فلسطينية ضد إسرائيل.-"عرب ٤٨"