بيت لحم-معا- الكثير من التكهنات حول دور الصين في تسهيل الاتفاقية السعودية الإيرانية الأخيرة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، والتي تنذر بدور أكبر بكثير لبكين في منطقة الخليج الفارسي، حيث لطالما تمتعت الولايات المتحدة بالتأثير الأكبر.
بحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، "ومع ذلك، فإن هذه الاتفاقية قد تكون ذات أهمية أكبر في ما يتعلق بالثقة الدبلوماسية بالنفس المتنامية لدى المملكة العربية السعودية، أكثر منها لدى الصين.
إن التطبيع السعودي الإيراني ليس تقاربًا، كما زعم الكثيرون. في الواقع، لا تزال الرياض تنظر إلى طهران على أنها تهديد. ولكن على عكس الماضي، عندما كانت الرياض تميل إلى النظر إلى إيران على أنها خصم عنيد لا يلين، فإن ما يعنيه اتفاق التطبيع هذا هو أن السعوديين يرون الآن في إيران تهديدًا يمكن التحكم فيه".
وتابعت الصحيفة، "لا تزال طهران تقوم بأشياء لا تحبها الرياض في العراق وسوريا ولبنان واليمن. لكن الرياض تدرك أيضًا أن قادة الجمهورية الإسلامية يواجهون احتجاجات واسعة النطاق من المواطنين الإيرانيين، وخاصة الشابات. علاوة على ذلك، هذا شيء يمكن أن يمتد إلى المملكة. ففي حين كان لدى المملكة العربية السعودية سبب للخوف من إيران في الماضي، إلا أن المملكة ليس لديها مصلحة في الإطاحة بآيات الله على يد حركة معارضة ديمقراطية".
وأضافت الصحيفة، "مثلما ألهمت الإطاحة بالشاه عام 1979 من قبل القوى الإسلامية حركات المعارضة الإسلامية في الدول الإسلامية المجاورة، فإن نجاح الثورة الديمقراطية في إيران يمكن أن يلهم صعود قوى المعارضة في العديد من الأنظمة الاستبدادية العربية".
وبحسب الصحيفة، "قد يكون الدافع الآخر للرياض في السعي إلى التطبيع مع طهران هو إبعاد نفسها عن رئيس الوزراء الإسرائيلي المناهض بشدة لإيران، بنيامين نتنياهو، واحتمال شن ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية - وهو ما هدد نتنياهو بالقيام به. من خلال تطبيع العلاقات مع إيران، قد يرسل السعوديون إشارات إلى إسرائيل بأنهم لن يدعموا أي عمل من هذا القبيل. وقد يسعون أيضًا إلى تجنب التورط في أي أعمال عدائية متصاعدة بين إسرائيل وإيران".
وتابعت الصحيفة، "لن تنتهي المنافسة السعودية الإيرانية على النفوذ في سوريا ولبنان والعراق واليمن نتيجة استئناف العلاقات الدبلوماسية والزيارات بين القادة السعوديين والإيرانيين. في الواقع، قد لا تكون التقارير حول التحسن الوشيك في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران في سوريا علامة على التقارب السعودي الإيراني ولكن المنافسة المستمرة. ساعدت إيران وروسيا الأسد في الفوز بالحرب ضد خصومه الداخليين، والتي كانت مدعومة من السعودية وآخرين في 2010، لكن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى وسوريا قد يشير إلى نية لكسب السلام من خلال تقديم المساعدة الاقتصادية للأسد - وهو ما لا تستطيع إيران ولا روسيا توفيره".
وختمت الصحيفة، "ليس معروفا بعد ما إذا كان استعداد المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات مع إيران وسوريا سيؤتي ثماره للرياض ، لكن ما هو واضح هو أنه،بينما تركز الولايات المتحدة وإسرائيل على منع إيران من أن تصبح أقوى مما هي عليه، فإن المملكة العربية السعودية تركز بشكل أكبر على إدارة التهديدات والفرص التي تواجهها الرياض والتي قد تنجم عن ضعف إيران".