د. قاسم: امريكا واسرائيل واطراف فلسطينية تسعى لافشال حماس.. اليسار الفلسطيني كان دائما على هامش فتح
نشر بتاريخ: 13/03/2006 ( آخر تحديث: 13/03/2006 الساعة: 16:26 )
القدس- معا- وصف د. عبد الستار قاسم المحاضر في جامعة النجاح الوطنية التحذيرات والتهديدات الامريكية لشخصيات فلسطينية مستقلة من مغبة المشاركة في حكومة تشكلها حركة حماس بأنها جزء من سياسة عامة يتم تبنيها من قبل الولايات المتحدة واسرائيل لافشال حماس بالتعاون من بعض الفلسطينيين بهدف حصار الحركة ومنع اي تعاون معها من قبل فئات وشخصيات فلسطينية مؤثرة.
واضاف قاسم" في اطار هذه التوجهات سيكون هناك مزيد من الاموال الامريكية ستعطى لمنظمات غير حكومية تابعة لامريكا وربما لبعض الاشخاص من حركة فتح لتقوية نفوذهم, وهذا ينسجم مع عنصر آخر من الحرب على حماس تتولاه اسرائيل من خلال تقييد حرية الحركة ومنع قياداتها واعضائها من السفر الى الخارج, او التنقل بين الضفة الغربية وغزة وبالعكس, وافشال سياساتها الداخلية, وفرض حصار على اموال وتعطيل وصول هذه الاموال من الخارج الى الداخل".
وفيما يتعلق بموقف حركة فتح من البرنامج السياسي لحماس ووصف احمد عبد الرحمن المتحدث باسم فتح هذا البرنامج بأنه بلا سياسة قال د. قاسم:" ان مثل هذه التصريحات لا تقتصر على عبد الرحمن فحسب بل على كثرين في فتح وما يعنونه من تصريحاتهم, هو سعيهم لأن تنخرط حماس في الدبلوماسية الدولية بقيادة امريكا, بينما العمل السياسي لا ينحصر في هذه الدولة فقط, ما يعبر عن ضيق افق ورؤيا جامدة, ووضع القضية الفلسطينية رهينة الموقف الامريكي المنحاز, لأننا لا نستطيع ان نتحدث عن سياسة دولية حرة, في حين ان حماس تقول:" نريد ان نلعب سياسة وان نتواصل مع شعبنا انما وفق برنامجنا نحن واعتقد ان الذي يريد ان ينجز شيئا يرفض ان يكون تابعاً, وبالتالي فتصريحات احمد عبد الرحمن هي دعوة للتبعية, ووضع القضية الفلسطينية في يد اسرائيل.
اليسار: دائما على هامش حركة فتح.
وفيما يتعلق بمواقف اليسار الفلسطيني من التطورات الاخيرة التي شهدتها الساحة الداخلية, يرى د. عبد الستار قاسم ان مشكلة هذا اليسار قديمة وممتدة لسنوات طويلة مضت, فمنذ ان تسلم الرئيس ياسر عرفات بمعنى ان عرفات كان يسير بسيساته قدما فيما اليسار يصدر ضجه البيانات.
وبعد عدة اشهر يقوم عرفات بخطوة جديدة, فينسى اليسار الخطوة السابقة ويصدر بيانا جديداً بالموقف الجديد, اي ان اليسار يقبل متأخرا ما كان يطرحه عرفات, ولا يسير معه جنبا الى جنب, ولهذا بقي اليسار يعيش على هامش حركة فتح ويحصل منها على الاموال القليلة التي تكفي لبقاء التنظيم, وليس لبناء قوة التنظيم, ولهذا فتجربتنا بعد مدريد هي ان اليسار انتهى الى قبول اوسلوا من الناحية العملية على الرغم من وجود بيانات ضد اوسلوا.
ويتابع د. قاسم حديثه قائلاً: مشكلة اليسار الآن, انه اذا انفصل عن موقف فتح هل يستطيع الحصول على اموال من اجل أن يبقى التنظيم؟ اعتقد اذا قامت حماس بطمأنة اليسار بأنه سيكون في الحسبان مالياً فجزء منه, سيوافق على البرنامج السياسي الذي تطرحه حماس.
ويعتقد د. قاسم ان لا مشكلة امام حماس في تشكيل الحكومة القادمة بسبب ما لديها من اغلبية في المجلس التشريعي وقال: اذا ما تأخرت حماس في اعلان الحكومة فأن ذلك يعود لاسباب سياسية وليس فنية واعتقد انها تريد كسب فترة الخمسة اسابيع التي اعطيت لها حتى يستوعب العالم حقيقة فوزها في الانتخابات, ولو شكلت الحكومة من اول اسبوع لما استطاعت رد السهام الموجهة اليها, اما بعد خمسة اسابيع فأن اعصاب العالم تكون قد هدأت.
ومعه تأكيده بحرص حماس على مشاركة الآخرين في حكومة تشكلها وقوله أن هذا موقف تاريخي يسجل لها ولا يستطيع احد الادعاء مستقبلاً بتفردها بالقرار, الا ان د. قاسم يأخذ على حماس ارتكابها خطأ واحداً وهو توجهها الى معسكر المنافسين اولا قبل ان تتوجه الى معسكر الاصدقاء", وقال:" كان عليها اولا ان تتوجه الى الاصدقاء اولا حتى تقوي موقفها ثم بعد ذلك يمكنها الحديث مع المنافسين".