غزة - خاص معا - يواكب صوت الرصاص و عزف البارود ، يروي بكلماته حكاية شعبه الباحث عن الحرية و يرسم صورة الملثم المقاوم بقصائده ، التي أصبحت ألحاناً يغنيها المنشدون بغزة .
محمد خالد دبابش صاحب أربعةً و عشرين ربيعاً والذي تخرج من جامعة الأزهر بغزة تخصص لغة عربية و إعلام بمرتبة شرف بعد أن حصل على المرتبة الثالثة في الثانوية الأزهرية في الثانوية العامة على مستوى الوطن.
و يقول دبابش لمعا انه بدأ في العمل الإعلامي و هو على مقاعد الدراسة ، من خلال تقديم عديد من البرامج الاخبارية و المنوعة في إذاعات غزة المحلية وقنواتها الأرضية.
واضاف:" بدأت ايضا في عالم الشعر ربما في مرحلة مبكرة من سن البلوغ وانطلقت في عالم الشعر و القراءة و التمعن .. أحببت الشعر أولاً إلقاءً تم تدحرجت إليه كتابةً ، فبدأ ينسالُ انسيالاً معي بالقلم إلى حيث وصلت الآن أكتب بفضل الله عديد من القصائد و عديد من الأناشيد المغناة ".
واكمل:"كانت البداية كأي انسان يريد أن يكتب ، فيتغزل بالوطن يكتب عن الوطن عن الكوفية عن شجرة الزيتون .فكنت متأثراً جلّ التأثر بالشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي .
ويرى دبابش ان الواقع يحتم ان تصل رسالة المقاومة والثوار الى كل مكان وبكل السبل والاشكال ليعلم الناس ان المقاومة ليست بالسلاح فقط وانما بكل ما يستطيع إلى ذلك سبيلا حتى لو كلمات شعر او اغنية.
ويضيف:"دائما في كثير من حلقات البث المباشر سواء على تيك توك او على فيسبوك او انستاجرام أخرج دائما وأخاطب أنت تستطيع أن تقاوم بكل ما استطعت ".
ويؤكد انه ليس بالسهولة أن يتم تحويل القصيدة الشعرية إلى أغنية وطنية، لكن بالوقت ذاته ليس بالصعوبة إن كان لدى الشاعر خبرة كبيرة في عالم الكتابة مستدركا:"لكن ما يميز شاعر في كتابة النشيد أنه لا بد أن يعرف الفئة المستهدفة ، و لا بد أن يعرف كيف تصل الكلمة و كيف تؤثر و كيف تعلق في ذهن السامع ".
واوضح انه دائماً يستخدم المصطلحات البسيطة و المتداولة في الشارع الفلسطيني مثل يا صوت الرصاص ادوي يا عزف البارود كلمات بسيطة جداً لكن حينما يسمعها المتلقي تعلق في ذهنه ، ربما تعلق الكلمة ربما يعلق اللحن ربما يعلق صوت المنشد ، فهذه كلها تكون متكاملة .
ويشير الى ان كتابة النشيد من أجمل الأمور التي يخوضها حالياً ، و كثيرون من الشعراء ينصحوه بالابتعاد عن جادة الشعر الفصيح العمودي و عدم الانحدار في جانب النشيد فيواجهون بالرد:" نحن أصحاب رسالة مهما كنا و مهما تحدثنا و أينما اتجهنا لا بد أن تصل الرسالة ، السبل تختلف لكن الهدف واحد ".
ويرى دبابش في رمضان فرصة للابداع ففيه يتهافت المنشدون و يتهافت أصحاب الإبداع و كذلك الشعراء إلى استقبال شهر رمضان و الى الترحيب بشهر رمضان لانتاج أعمال تليق بالشهر الكريم ، ما بين الأعمال الانشادية و ما بين الأعمال الابتهالات ما بين الأدعية .
واضاف:"اتجهنا إلى فكرة جديدة في تناول أناشيد رمضان ، اتجهنا الى أسلوب جديد في كتابة أناشيد رمضان . دائما اعتاد الكل المسلم على أن رمضان شهر الروحانيات و شهر الهدوء و شهر الايمان ، لكننا في فلسطين أحببنا وفي الفن المقاوم أيضا ، أن نكون أصحاب رسالة إيمانية مقاومة ، يكون للشعر المقاوم و الكلمة المقاومة و اللحن المقاوم حضور في شهر رمضان.
ويشكو دبابش من الافتقار الى الحضن الأكبر الداعم للابداع فيأخذ باليد و يرفع الى أعالي القمم مشيرا الى انه في غزة كثير من الشعراء و من المبدعين و من أصحاب البصمة الحقيقيةوكثير من اصحاب البصمة الحقيقية في كثير من الجوانب على صعيد الأدب على صعيد الفن التشكيلي و على صعيد الغناء و صعيد العزف و على صعيد كثير من الابداعات لكن لم تكن هناك الفرصة التي تتيح لهم الانتشار بسبب الاختلاف السياسي في فلسطين الذي يؤثر على هذا الجانب مضيفا:" الاختلاف الفكري في كثير من المؤسسات الداعمة للإبداع ايضا أثر ، بعض المؤسسات تقول أنها تتجه الى جانب معين في الفكر ، اصحاب الجانب الآخر والفكر الآخر لا أستقبلهم لا أدعمهم لا أؤيدهم .. فهذه الأمور كلها أثرت ".
واكمل:"بالتأكيد كتبت غزلاً و كتبت وصفاً و كتبت فخراً وكتبت في كافة جوانب الشعر ؛ لكي أعوّد نفسي و لكي أجرب كافة الألوان ، ليس شرطاً أن يكون الشاعر ربما ليكتب في الغزل على علاقة ، فهناك كثيرون من الشعراء الكبار كالمتنبي وغيره لم يكن لديهم محبوبة و انما كتبوا في الغزل ، لم يكن لديهم ما يفتخرون به و انما كتبوا بالفخر . هناك عوامل لم تكن لكنهم طوعوا نفسهم و عاشوا الجو فكتبوا ".