جنيف- معا- بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، أمس الاثنين، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (روسيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتناولت الرسائل، مناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يحييه الشعب الفلسطيني في 17 ابريل من كل عام، منوها الى قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، باعتقال أكثر من 800 ألف فلسطيني منذ احتلالها العسكري العدواني للأرض الفلسطينية في العام 1967، وأنه حتى يومنا هذا، هناك ما يقرب من 5000 فلسطيني، من بينهم 31 امرأة و170 طفلا، معتقلون في السجون الإسرائيلية بشكل تعسفي وغير قانوني ويتعرضون لأبشع أنواع المعاملة اللاإنسانية، بما في ذلك الاستجواب العنيف والاعتقال الإداري وسوء المعاملة الجسدية والنفسية والحبس الانفرادي، إضافة إلى الظروف غير الصحية والإهمال الطبي والعقاب الجماعي والتعذيب.
وفي هذا السياق، شدد منصور على ضرورة الانتباه العاجل لمحنة الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم المضربون عن الطعام، والمرضى، داعيا المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، إلى تحمل مسؤولياتها لضمان احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بالتزاماتها في هذا الصدد، مكررا دعوته للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار منصور إلى استمرار إسرائيل في قمع المصلين الفلسطينيين وانتهاك حرية الدين، حيث عرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الاحتفالات السلمية بعيد الفصح في فلسطين المحتلة، وقامت بضرب المصلين الفلسطينيين والمؤمنين المسيحيين بشكل وحشي أثناء محاولتهم الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس الشرقية المحتلة للاحتفال بسبت النور، منتهكة مرة أخرى الوضع الراهن التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة في القدس. بالإضافة الى قيامها بإلغاء التصاريح التي منحت لـ 700 مسيحي فلسطيني من غزة لحضور احتفالات عيد الفصح في القدس، وفرضت قيودا على الوصول اعتبرها قادة الكنيسة "غير معقولة وغير مسبوقة"، هذا إلى جانب قيامها بتخريب واتلاف ممتلكات الكنائس والمقابر المسيحية، وشتم الراهبات ورجال الدين والمصلين المسيحيين من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة.
كذلك أشار منصور إلى مواصلة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى والحرم الشريف، منوها الى أن تصاعد الاعتداءات والقمع ضد الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين في المدينة يَكشف أجندة إسرائيل لتهويد المدينة واستبعاد الأديان الأخرى، وتغيير التركيبة الديمغرافية للقدس الشرقية المحتلة ووضعها وطابعها، بهدف فرض سيادتها بالقوة على المدينة التي تحتلها بشكل غير قانوني.
كما نوه منصور الى مواصلة المستوطنين المتطرفين مداهمة المدن والقرى الفلسطينية، وترهيب ومهاجمة المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وتدمير الممتلكات الفلسطينية، والمحاصيل الزراعية والبساتين.
وفي الختام، شدد منصور على أنه يتوجب على المجتمع الدولي مطالبة إسرائيل بوقف هجماتها واعتداءاتها على المدنيين الفلسطينيين بمن فيهن المصلين، ووقف غاراتها العسكرية، بما في ذلك على أماكننا المقدسة، ووقف عنف المستوطنين وارهابهم، وجدد دعوته لمجلس الأمن وجميع الدول للعمل على وجه السرعة لحماية الشعب الفلسطيني واتخاذ إجراءات المساءلة الفعالة للضغط من أجل إنهاء هذا الاحتلال الاستعماري غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، وضمان إعمال الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير وجميع حقوقه غير القابلة للتصرف.