الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماد يطل على العالم بتصميمات بصرية يعلو بها اسم فلسطين

نشر بتاريخ: 19/04/2023 ( آخر تحديث: 19/04/2023 الساعة: 15:37 )
حماد يطل على العالم بتصميمات بصرية يعلو بها اسم فلسطين

غزة- خاص معا- يبدأ الشاب نافذ حماد في العشرينيات من العمر في التصميم البصري رغم أن دراسته الجامعية في أصول الدين ، فما الذي جمع بين التخصصين رغم البعد الكبير بينهما .
محمد نافذ حماد من سكان مدينة غزة، درس في كلية أصول الدين في الجامعة وفي السنة الأخيرة بدأ يفكر ماذا بعد الجامعة، خاصة أن سوق العمل بشهادة أصول الدين ضعيف ومحدود، فأصبح يبحث عن أشياء حياتية تساعده، فكان التصميم أحد الأشياء التي جرب فيها ووجد فيها شيء واعد وأفق ممتاز لتصبح مصدر دخل أساسي بالنسة له.
وقال لـ معا:" فرص العمل بالتخصصات الشرعية بصفة عامة ضعيفة وقليلة وما عليها طلب فكان هذا السبب الأساسي فبدأت التدريب ضمن التعليم الذاتي لأنه خارج الإطار التعليم الأكاديمي، عبر دورات أو تدريبات لا أكاديمية و غير معتمدة بشكل رسمي من الوزارات".
وأضاف: طورت نفسي من خلال عدة قنوات تدريبية سواء اف لاين أو أونلاين، من خلال الاستلهام و تحليل الأعمال للاستديوهات الإبداعية أو للمحترفين المتخصصين في المجال وأيضا من خلال الإطلاع و القراءة في هذا المجال في الكتب المتخصصة سواء في التصميم أو حتى في الألوان في علم النفس في الخطوط وفي كل العناوين أو المباحث هذه تخدم كلها في التصميم بشكل أساسي.
ويشير إلى انه بدأ في الممارسة العملية و التجربة للوصول ألى التصميم الجرافيكي وهو تحويل العناصر البصرية لتصميم مرئي يوصل رسالة معينة عبر الشكل والخط و اللون والفراغ و الملمس، الظل ، النور وهي العناصر التي تكوّن الصورة أو التصميم النهائي.
وأكمل:" أما الهوية البصرية ( أو البراند هو المصطلح باللغة الانجليزية)، بالعربي نحكي عنه العلامة التجارية أو الماركة؛ ابتداء من الشعار " الرمز " مرورا بكافة المطبوعات مثل البزنس كارد، اليافطة، سواء مطبوعات داخلية أو خارجية، مرورا أيضا بتصاميم الشاشة سواء على السوشيال ميديا أو على التلفزيون."
واضاف:" ممكن تتدخل الهوية البصرية بتصميم ديكور المكان نفسه ، زِيّ الموظفين أو العاملين ، أي شيء بصري يعتبر اتصال بصري عن هذه الشركة او المؤسسة أو الكيان بغض النظر ما هي يعتبر جزء من عملنا في الهوية البصرية، لكن تخصصي أصبح أشمل من الهوية البصرية."
ويقول حماد إنه واجه صعوبات بالبداية أخدت وقت لا بأس به حتى وصل لمرحلة التمكن و الاحتراف مضيفا:" بالبداية وحدة من الصعوبات كانت هي الجهاز اللي اشتغلت عليه كان جهاز مكتبي لم يكن مخصص للتصميم والبرامج الإبداعية، فكان البرنامج بطيء جدا على الجهاز، وبرنامج آخر الجهاز لا يحتمل تنزيله وأيضا ضعف المحتوى بالبداية و لم نكن ندرك أهمية العلم، دخلنا نتعلم عن الأدوات والبرامج وكنا نظن أن هذا هو التصميم ، و هذا خاطئ ، بالأساس العلم هو التصميم و البرامج تعتبر أداة من أدوات التصميم ، فأنت ممكن تصمم بالبرنامج أو بدون البرنامج أو ببرامج أخرى ".
وأكمل:"أيضا السوق المحلي لم يكن متقبلا فكرة أن هناك متخصصا بالتصميم الجرافيكي أو الهوية البصرية، الناس كانت تطلب هذه الخدمة من المطابع ، ولم تكن تدرك انه يوجد شيء مستقل اسمه هوية بصرية وشعار و مختلف ويجب أن يصرف عليه ميزانية ويعطيله اهتماما ووقتا".
ويؤكد أن ثقافة الهوية البصرية بدأت تتواجد بغزة، لأن هناك شركات كثيرة بدأت تهتم بهذا الموضوع، بجانب أيضا الكليات أو الجامعات التي اهتمت بهذا الجانب وتخريج طلاب من هذا التخصص في السنوات الأخيرة ؛ أدى إلى وجود عدد من الخريجين المتخصصين بهذا المجال وهم بدورهم يرفعون ثقافة المجتمع ويزيدون من توعية المجتمع بأهمية هذا الجانب.
ويوضح انه بالبداية كان يبحث عن وظيفة لكن الأمر المتاح كان هو العمل الحر اللي بدأ يوفر له اشخاص و شركات يعمل معها، إضافة إلى التسويق الذاتي على منصات التواصل الاجتماعي، وهذه المنطقة كانت بالنسبة له ناجحة و هي أكتر منطقة كانت فعالة على المستوى الداخلي والخارجي.
وحصل حماد على عدة جوائز ويقول:"كنت انا الفلسطيني الوحيد المتواجد بحفل تسليم الجوائز و الذي حصل على جائزة غريدلاينرز ، وكان التواجد بهذه المسابقة ذات قيمة و فخر اني انا الفلسطيني اللي يمثل فلسطين و قطاع غزة ، المسابقة غريد لاينرز نسبيا جديدة هذا عامها الثاني ، وهي منبثقة عن جمعية جريد لاينرز للتصميم و هي جمعية عربية بحتة و تهدف إلى أن تؤسس و تقود مدرسة تصميمية حديثة في الوطن العربي ، والجائزة نفسها بمثابة أوسكار المصممين في الوطن العربي وبالنهاية كان حفل تسليم الجوائز بالجامعة الأمريكية في القاهرة بميدان التحرير . وكان من نصيبنا الجائزة الفضية عن مشروع الجارو في فئة الريديزاين و الجائزة الذهبية لمشروع أورانوس تصميم بوستر لفيلم عن فئة البوستر."
وتابع، هذه ثاني جائزة أحصل عليها ، المسابقة الاولى كانت في اول دورة أو دبلوم تعليمي حصلت عليها ب 2015 كان هناك مشروع تخرج للطلاب، ومن الطريف ان المدرب كان مشترطا اشتراك اثنين من الطلاب في مشروع تخرج واحد بينما انا لوحدي قدمت مشروعي تخرج، فكان على عكس طلب المدرب، وواحد من المشروعين حصل على أفضل مشروع تخرج في الدبلومة .
وقال :"عندي طموح بمحورين، أحب أن ينتشر مجال التصميم وتخصص العلامات التجارية اكثر بالسوق المحلي ويصبح له حضور واهتمام من قبل الشركات، وايضا عندي بعض المشاربع الشخصية الفنية بعيدا عن سوق العمل المادي ، ايضا منبثق عن اهتمامي بهذا المجال في مجال التصميم الجرافيكي، احد هذه المشاريع بدأت بها قبل عدة سنوات وهي توثيق زخارف للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ورسمها على برامج التصميم بنظام رسم الفيكتور، متعب ومهم ويعتبر نوع جديد من اشكال التوثيق لهذا الارث العظيم."

حماد يطل على العالم بتصميمات بصرية يعلو بها اسم فلسطين