القدس- معا- قالت قوى العمل الوطني الفلسطيني بالسويد إنها تحيّ وتفق إجلالاً وإكباراً لتضحيات أبناء شعبنا الذين يسطرون أروع نماذج الصمود والنضال والمقاومة في مواجهة الاحتلال البغيض وقطعان مستوطنيه دفاعاً عن وجودهم وتأكيداً على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى حق شعبنا بتقرير مصيره وبالحرية والاستقلال في دولته ذات السيادة كباقي شعوب العالم.
واضافت قوى العمل الوطني الفلسطيني بالسويد في بيان لها: نشيد بصمود شعبنا دفاعاً عن مقدساته العربية الاسلامية والمسيحية التي يحاول الكيان الإحتلالي الغاصب تدنيسها وتهويدها في انتهاك صارخ للقانون الدولي ويستمر في سياسة الاحتلال العنصري والتي يعتمد استمرار بقائها ووجودها على تدمير الوجود الفلسطيني التاريخي، الحضاري والثقافي بإرثه الغني.
وتابعت: في ظل هذا المشهد الخطير، تقع علينا المسؤولية الوطنية بضرورة رص صفوف أبناء شعبنا أينما تواجدوا والعمل الدؤوب لضمان توحيد القوى الفلسطينية والارتقاء إلى حجم التحديات الخارجية والتي يتطلب مقاومتها التحلي بأعلى درجات المسؤولية ووحدة الكفاح أمام معاناة وتضحيات أبناء شعبنا لتعزيز صموده الأسطوري في مواجهة عدوان وغطرسة كيان الإحتلال الصهيوني الغاصب والعنصري.
وقالت: إن الجالية الفلسطينية في أوروبا، المتواجدة بأعداد كبيرة، يقع عليها واجبات ومسؤوليات كبيرة؛ فكل فرد فيها هو سفير في تمثيل قضيته والدفاع عن حقوق شعبه في جميع أماكن الإغتراب واللجوء، ودورهم مكمل لدور القيادة ومكونات المجتمع الفلسطيني المختلفة.
واشارت الى انه كما هو مطلوب من جاليتنا أينما تواجدت الحفاظ والتأكيد على وحدة مرجعية الصف الوطني الفلسطيني لتكون سنداً حقيقياً وفاعلاً في دعم نضال شعبنا وحراكه الرسمي والشعبي في مختلف الظروف.
وتابعت: ان المواقف الوطنية الجامعة لاتستثني أحداً كي تحافظ على زخم وتيرة استمرار التأريخ النضالي لمسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني منذ الساعات الأولى للثورة والتأسيس.
وقالت: إن بدايات انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة تبنت برنامجاً وطنياً كبيراً تحت شعار موجه إلى الكل الفلسطيني بمختلف شرائحه وفئاته والذي لعب دوراً أساسياً لتغيير الواقع وإنهاء الإحتلال الصهيوني الاستعماري لأرض دولة فلسطين المحتلة، فكانت وحدة المصلحة في التحرير كون أبناء الجاليات هم أداة الثورة ووقودها.
واردفت: إن الملتقيات التي ترفع شعارات زائفة مخادعة وتضليلية لا تتعدى أن تكون لقاءات تدعوا إلى تمزيق وحدة الصف وإضعاف الجهد الوطني وتشتيته وهذا من شأنه أن يخلق حالة من الضعف والوهن في وحدة النسيج الوطني الفلسطيني النضالي، الأمر الذي يصب في خدمة العدو الإحتلالي الصهيوني وسياساته الإحتلالية الاستعمارية وعليه وجب العمل على كشف هذه المرامي والحفاظ على وحدة الصف والموقف بشكلٍ فوريٍ وعاجل.
وأضافت : وهنا علينا أن نكون أكثر وضوحاً ونسمي الأمور بمسمياتها، فما يسمى (ملتقي العودة) الذي يجري العمل على تنظيمه في مدينة مالمو بالسويد، ماهو إلا تحشيد يوجه سهامه ضد وحدة الجهد والعمل الوطني الفلسطيني المشترك، ويستهدف هذا الإجتماع الخارج عن الصف الفلسطيني جمع أكبر عدد من أبناء الجالية في أوروبا، مستغلاً مشاعر أبناء شعبنا الشرفاء وإلتفافهم حول انتمائهم الصادق تجاه القضية الفلسطينية التي توارثتها الأجيال الفلسطينية المتعاقبة من خلال الموروث الثقافي الفلسطيني الموحد. إن هذه الدعوة لهذا التجمع هو استغلال واضح ومفضوح لتمرير أهداف سياسية محددة وواضحة، أولها العمل على خلق شرخ حيقيقي في المجتمع والنسيج الوطني الفلسطيني والتشكيك بإحدى أهم مؤسساتنا الوطنية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت ولا تزال الحاضنة الحقيقية لنضال شعبنا على مدار عقود نضاله.
وقالت قوى العمل الوطني: إن منظمة التحرير الفلسطينية التي خاضت معارك شرسة على كافة المستويات لأجل أن ينال شعبنا حق الاعتراف وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، والتي عملت خلال فترات نضال شعبنا على أن تكون الحامية والضامنة لوحدة صفنا الوطني الفلسطيني تدعونا جميعاً إلى الإلتفاف حولها. وإننا إذ ندعوا لوحدة الصف الوطني الفلسطيني، فإننا نؤكد على أهمية تفعيل الدور الريادي لمنظمة التحرير الفلسطينية ونرفض الدعوات التي تخرج علينا من خلال هذه اللقاءات الكرنفالية الداعية لإيجاد جسم بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية بحجة الإصلاح وإعادة الهيكلة داخل المنظمة. إن مكان هذه الدعوات ليس هنا من خلال هذه الملتقيات الكرنفالية المدعومة وبشكلٍ واضح بالمال السياسي ويتم الإنفاق عليها مبالغ طائلة. وقد كان الأجدر أن تذهب هذه الأموال لشعبنا من المحتاجين هناك في أرض الوطن وفي مخيمات سوريا ولبنان والأردن وفي غزة الصامدة. وإن من يريد ممارسة الترف السياسي على شعبنا عليه أن يعي جيداً أن هذا لن يكون على حساب تضحيات شعبنا ومعاناته فمنظمة التحرير الفلسطينية قد شقت طريقها بدم الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى وليس بالتفرقة والالتفاف على الشرعية. مع كل الإحترام والتقدير لبعض الشخصيات الوطنية المتواجدة هنا في أوروبا وإدراكاً منا للدور الهام لأبناء الجالية الفلسطينية، فإننا نؤكد على تأطير دور أبناء جاليتنا هنا من خلال الإتحادات والجمعيات الداعمة لمسيرة نضال شعبنا وعلى ضرورة التوافق على النقاط المشتركة؛ ألا وهي دعم مسيرة نضال شعبنا والابتعاد عن نقاط الخلاف. أما إصدار البيانات والتخطيط لعقد انتخاباتٍ هي غير شرعية بالمطلق وما إلى ذلك من محاولات فاشلة فهي تعتبر قفزات في الهواء ليس لها أي معنى في قاموس العمل الوطني الفلسطيني. وبإمكان أي شخصية وطنية فلسطينية فاعلة ومؤثرة أن تقدم نفسها للمجلس الوطني الفلسطيني المؤسسة الجامعة لابناء شعبنا في المهجر.
وختمت بيانها بالقول: إننا من هنا، نؤكد على أن أي مبادرة تهدف إلى جمع الصف الوطني الفلسطيني والاصلاح داخل مؤسساتنا الوطنية يجب أن تكون مدروسة بشكل جيد وتراعي كل الظروف المحيطة بتاريخ نضال شعبنا ومطلوب أن تحظى بموافقة الكل الوطني الفلسطيني في كل مكان.