إطلاق مشروع " ألبان بادية فلسطين" لدعم بدو القدس

القدس- معا- ضمن مشروع لدعم الصمود الفلسطيني في بادية القدس والأغوار، أشرف الملتقى المدني على توقيع اتفاقية إيجار لأحد مرافق شركة تطوير مدينة أريحا الصناعية الزراعية.

يأتي ذلك عبر إطار مشروع لدعم مجتمعات بادية القدس وألأغوار، الذي يتمثل بإطلاق مرفق إقليمي؛ لبسترة حليب الماعز، الذي سيديره مجموعة من بدو بادية القدس والأغوار.

وقد تم توقيع الاتفاقية بحضور عيد الجهالين؛ ممثلاً عن بدو الخان الأحمر، ومروان كتانة؛ كممثل عن مدينة أريحا الصناعية والزراعية، ومحمد أبو دياب؛ ممثلا عن مؤسسة الملتقي المدني.

وينطلق المشروع من هدف إنساني تجاه سكان بادية القدس وألأغوار ومساندتهم، وذلك لخصوصية المنطقة التي يسكنون فيها، فهي من المناطق الأقل حظاً في الحصول على المشاريع والتطوير، وتتعرض باستمرار للتهديد من قبل المستوطنين، مما يجعل سكان هذه المناطق غير قادرين على تطوير مستقبلهم الاقتصادي والمادي وزيادة دخلهم. فمنذ عام 1974 عانت هذه المناطق من المنع من البناء، والتوسع والعمل، في الوقت الـذي كان سكان بادية القدس وألأغوار يثابرون باستمرار لكسب لقمة عيشهم من قطعان الماشية التي يملكونها، غير أن سياسات الاحتلال والتخريب الإسرائيلي ومهاجمة قطعانهم بعنف تسبب في تناقص تلك القطعان التي يعتمدون عليها بمعيشتهم. مما أدى إلى شيوع الفقر في هـذه المجتمعات، بحيث وصلت نسبة البطالة إلى 60%.

وقال عيد الجهالين: إن إطلاق مرفق إقليمي لبسترة حليب الماعز سيعزز قدرة المجتمعات البدوية على خلق مصادر للدخل من قطعان الماعز، بالإضافة لتعزيز ثقافتهم التقليدية في الصحراء، ومواجهة القيود السياسية الإقليمية؛ حيث ستقوم منشأة البسترة بشراء الحليب البدوي المنتج من المجتمع المحلي، ومعالجته وإنتاج منتجات الألبان الثانوية (الجبن بشكل أساسي)، وتوريدها للبيع بالتجزئة لاحقًا لزوار المنطقة، وكذلك المتاجر الموجودة في مناطق السلطة الفلسطينية.

وعبر أبو دياب مدير مؤسسة الملتقي المدني عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية باعتبار أن المشروع يضيف دعما مستداما تزداد الحاجه اليه في منطقة بادية القدس وألأغوار ، مضيفا أن المؤسسة ستقوم بالإشراف على إدارة العملية، إيماناً بأهمية تنفيذ مثل هذه المشاريع ودعم الأقليات والمناطق المهمشة، حيث ستقوم بمتابعة عمليات الشراء ضمن الأصول، وتقييم المشروع من النواحي جميعها، وأكد انه ضمن المشروع، ستتم إعادة الأرباح جميعها إلى المجتمعات البدوية.

ويهدف المشروع كذلك إلى حماية مصادر الدخل وزيادتها، و توفير فرص العمل لمجتمعات بدو بادية القدس والأغوار، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة البدوية التقليدية والرفاهية في الصحراء، حيث سيخلق المشروع آلية مالية مستدامة للدخل، من خلال زيادة قدرة العائلات على بيع حليبهم بكميات غير محدودة، وبالتالي خلق مصادر لزيادة الدخل المادي اللازم للعائلات التي لديها قطعان صغيرة، وتوفير منشأة بسترة مركزية مطلوبة للتسويق المركزي، علماً بأنها غير متوفرة حاليا للبدو.