رام الله- معا- في الذكرى السنوية الـ75 للنكبة الوطنية الكبرى، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، استهلته بتوجيه تحية الإجلال والإكبار لآلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، وملايين اللاجئين الذين شردتهم النكبة الوطنية الكبرى، على يد التحالف الغربي الاستعماري، وفي مقدمه الولايات المتحدة وبريطانيا، والحركة الصهيونية ومشروعها الفاشي الدموي العنصري القائم على التطهير العرقي، وتواطؤ بعض الجوار العربي، ما أدى إلى تمزيق دولة فلسطين، وشطب كيانها، دولة شامخة عن خريطة المنطقة، وإلغاء هدية شعبها.
وتابعت الجبهة الديمقراطية "إننا في الذكرى السنوية الـ75 للنكبة الوطنية الكبرى، نستذكر بكل إجلال وإكبار كل أبناء الوطن، الذين تمردوا على النكبة وعلى التشرد، وتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، في قلب مخيمات اللجوء، وفي قلب زنازين الاعتقال وداخل الكيان الغاصب، في استعادة الوعي الوطني الذي أريد له أن يغيّب إلى الأبد، وفي العمل على إعادة بناء الهوية الوطنية الفلسطينية التي أريد لها أن تمحى إلى الأبد، وفي إعادة بناء الكيانية الوطنية الفلسطينية التي أريد لها أن تشطب إلى الأبد".
وقالت الجبهة الديمقراطية: لقد نجح شعبنا بفضل أصالته الوطنية، وصموده الأسطوري، وثباته التاريخي، في إعادة بناء حركته الوطنية، وإطلاق مقاومته الباسلة رداً على النكبة وعلى الهزيمة المذلة في 5 حزيران (يونيو) 67، وإعادة قضية فلسطين ودولة فلسطين إلى مقعدها، في جامعة الدول العربية وفي المنظمة الدولية للأمم المتحدة، وفي كافة المحافل الدولية، تحت راية م. ت. ف. الممثل الشرعي والوحيد لشعبها، وبرنامجها الوطني (المرحلي)، برنامج العودة وتقرير المصير، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67.
وأكدت الجبهة الديمقراطية ضرورة توفير الشروط من أجل أن تواصل المسيرة تقدمها إلى الأمام، في مواجهة تحالف إسرائيلي – غربي، ومشاريع وسيناريوهات فاسدة وهابطة، تستهدف القضية الوطنية لشعبنا وحقوقه المشروعة، ومقاومته ووحدته الميدانية.
وفي هذا السياق، دعت الجبهة الديمقراطية إلى إعلاء برنامج العمل الوطني بديلاً لباقي المشاريع، والتوافقات الوطنية بديلاً للانقسام، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية بالانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة والشفافة في الوطن وخارجه، بديلاً للتفرد والهيمنة، وبديلاً لآليات مفبركة لا تحوز على الإجماع الوطني.
واستطردت الجبهة الديمقراطية في الدعوة إلى إعلاء قرارات المجلس المركزي، بما يعني وقف العمل بالمرحلة الانتقالية لـ«اتفاق أوسلو» والتحرر من قيودها السياسية والأمنية والاقتصادية، ووقف العمل بتفاهمات مسار «العقبة – شرم الشيخ»، وتعزيز الوحدة الميدانية لشعبنا ومقاومته، بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة وتأطير تشكيلاتها وأنشطتها على محاور المجابهة والصراع اليومي مع الاحتلال.
واختتمت الجبهة الديمقراطية بيانها في توجيه التحية إلى شعبنا الصامد في قطاع غزة، وقد خرج من معركة التصدي للعدوان الإسرائيلي منتصب الهامة مرفوع الرأس، شامخاً بكرامته الوطنية. وفي هذا السياق قدم ثمناً غالياً من دماء شهدائه وجرحاه، وتشريد عائلاته التي دمر العدوان منازلهم.
وقدمت الجبهة الديمقراطية تحية النضال إلى المقاومة الباسلة في غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة، التي سطرت مرة أخرى ملحمة جديدة، لقنت الاحتلال وحكومته المتعجرفة درساً بالغاً، وخصت بالتحية سرايا القدس، الذراع العسكري لمنظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي قدمت كوكبة غالية من قادتها المناضلين، وإلى كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية (قوات الشهيد عمر القاسم) الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية، التي وقفت مع سرايا القدس في الميدان، وفي الخندق الواحد.
وأكدت الجبهة الديمقراطية في الختام، أن أسرانا الأبطال سيظلون في قلب الحدث يصنعونه يومياً، خلف الزنازين، يقدمون شهداءهم ضحايا الإهمال الطبي وشهداءهم الأحياء الصابرين على المصاعب بكل شموخ.