القاهرة - معا - أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، بحضور رسمي رفيع المستوى .
حضر الحفل لفيف من الشخصيات العامة المصرية والعربية ونواب مجلسي الشيوخ والنواب ، أبرزهم مساعد وزير خارجية جمهورية مصر العربية السفير أسامة خضر مدير إدارة شؤون فلسطين ، و السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ، د.أسامة الحديدي ممثل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ، والأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا ميخائيل ، ومن مجلسي الشيوخ والنواب النائب أشرف رشاد ، النائبة سناء سليمان ، النائب عاطف مغاوري ، النائب محمد اسماعيل ،النائب أحمد مقلد ، النائب طارق الخولي ، والنائب محمود القط، نقيب الصحفيين خالد البلشي ، وممثلو الأحزاب والقوى المصرية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في مصر ، وممثلي التنظيمات الشعبية الفلسطينية.
واستهلت الفعالية بمشاهدة خطاب السيد الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة ، تلاها عزف السلام الوطني الفلسطيني والمصري و افتتاح معرض صور تذكر بالحياة في فلسطين قبيل نكبة ١٩٤٨ ، كما عرض فيلم تسجيلي يروي أحداث النكبة وقضية فلسطين .
وأكد سفير دولة فلسطين بجمهورية مصر العربية دياب اللوح في كلمته على أن إحياء ذكرى النكبة تلك المناسبة التاريخية المؤلمة، وهي التراجيديا الأكبر والأطول في القرن العشرين وفي تاريخ الإنسانية، تكتسب أهمية خاصة في عامها الخامس والسبعين، لتزامنها مع قرار الأمم المتحدة وذلك لأول مرة لإحياء هذه المناسبة الكارثية التي أحلت بالشعب الفلسطيني، وذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا اليوم الموافق الخامس عشر من مايو/ أيار 2023م، بحضور فخامة رئيس دولة فلسطين - رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد الرئيس محمود عباس، حيث يقف رئيس الشعب الفلسطيني وقائده ورمز شرعيته وحامل رسالته وهمومه وحامي حقوقه وأحلامه وآماله على منبر الأمم المتحدة استناداً إلى قرار الجمعية العامة المعتمد في 30 نوفمبر 2022م، بحضور عربي ودولي حاشد رفيع المستوى.
وقال السفير دياب اللوح أن كلمة السيد الرئيس محمود عباس تعد كلمة تاريخية هامة نظرا للحدث الهام في تاريخ الشعب الفلسطيني ومسيرته الكفاحية الطويلة التي أعقبت أحداث النكبة وما سبقها من مراحل تاريخية وأحداث ومعارك وثورات خاضها الشعب الفلسطيني، قدم خلالها التضحيات الجسام، وقوافل من الشهداء والجرحى والأسرى من بينهم شهداء الكلمة الحرة ، مستذكرا الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة بمناسبة مرور عام على إستشهادها ومسيرتها الطويلة ، مستطردا بحديثه عن استمرار ويلات النكبة حيث لايزال أكثر من سبعة ملايين لاجئ ونازح فلسطيني، يعيشون في المنافي في أنحاء العالم في ظروف غير إنسانية وكارثية، ومثلهم من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون داخل فلسطين تحت بطش وصلف الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري العنصري، ويتعرضون لأبشع الممارسات من قواته الإرهابية وقطعان مستوطنيه وعصاباتهم المسلحة، سيما ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد ممنهج، وما يواجهه المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية من اعتداءات يومية، ومخططات مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والبؤر الإستعمارية غير القانونية وغير الشرعية عليها.
وحذر السفير اللوح من مخاطر المخططات الصهيونية لإفراغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وإحلال المستوطنين للقتلة الغرباء بدلاً منهم، في محاولة يائسة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي والتاريخي والقانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومخالفة القانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، وفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، وتقطيع أوصال الأراضي المحتلة إلى جزر جغرافية معزولة عن بعضها البعض، وعزل مدينة القدس عن محيطها العربي، وحصار وعزل قطاع غزة؛ للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، ونزع ملامحها السيادية على أرضها ومواردها الطبيعية، وطمس هويتها التاريخية التي يتجاوز عمرها آلاف السنين وحضارتها التاريخية العريقة، مما يعزز من استمرار دوامة العنف؛ بهدف قتل عملية السلام ونسف الأمن والاستقرار في المنطقة والضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق والمرجعيات الدولية، وللحيلولة دون إنهاء الصراع على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى أساس رؤية حل الدولتين، لتسود العنصرية وسياسة التطهير العرقي ونفي وإنكار وجود الشعب الفلسطيني، وتزوير التاريخ، والترويج لرواية كاذبة مفبركة زائفة لا أساس لها من الصحة التاريخية والسردية المنطقية والواقعية والتاريخية، لذا تعتبر نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948م جزءاً لا يتجزأ من الرواية الوطنية الفلسطينية المستندة إلى الحق التاريخي وقرارات الشرعية الدولية المتعاقبة.
وطالب السفير اللوح العالم بكافة دوله ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش بتحمل مسؤولياتهم السياسية والتاريخية والإنسانية والأخلاقية لوضع حدٍ لمعاناة ونكبة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمن ، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتدخل العاجل لإنصاف الشعب الفلسطيني، وتبني حل سياسي يُفضي إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله لأرض دولة فلسطين، ووضع حد لآخر إحتلال في العالم، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف والمكفولة وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ، وطالب بتمكين الشعب الفلسطيني من العودة لوطنه ودياره التي أُخرج منها قسراً قبل وبعد وقوع نكبة 1948م، تنفيذاً لقرار الشرعية الدولية (194)، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 11/12/1948م، ووفقاً لما جاء في المبادرة العربية للسلام الصادرة عن قمة بيروت عام 2002م، وكذلك الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ووقف ما يتعرضون له من مخططات وممارسات وحشية عنصرية شرسة، تُعرض حياتهم للخطر الذي وصل لدرجة القتل والموت.
وطالب السفير اللوح بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد شعبنا ووقف مخططات مصادرة الأراضي والموارد الطبيعية، وقرصنة الأموال، والإفراج عن الأموال المحتجزة لدى سلطات الإحتلال، ورفع القيود عن الاقتصاد الفلسطيني، وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة حرة كريمة على أرضه وأن ينعم بخيراتها ومواردها ، مع توفير حماية دولية عاجلة من بطش قوات الإحتلال وسياساته العنصرية التعسفية، لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة المتصلة جغرافياً والقابلة للحياة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية والمجتمع الدولي ومواثيقه ومعاهداته وقوانينه، تعيش في مجتمع ديمُقراطي في إطار متماسك من الوحدة الوطنية، وسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح واحد، وشراكة وطنية وسياسية كاملة بقيادة شرعية واحدة منتخبة من خلال صناديق الأقتراع، وتعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين، والحفاظ على وحدانية التمثيل، ونرفض أي تفريط بوحدانية التمثيل أو الالتفاف عليه، وأي مساسٍ بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل.
وفي ختام كلمته تقدم السفير دياب اللوح للشقيقة الكبرى مصر رئيساً وحكومةً وجيشاً وأجهزة سيادية وشعباً عظيماً بخالص الشكر، لكل ما يقدمونه من دعم وإسناد مستمر للشعب الفلسطيني ولكفاحه المشروع ولقضيته الوطنية العادلة، موجها الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقفه الثابتة والمشرفة مع الشعب الفلسطيني وتعليماته بالتدخل العاجل لوقف العدوانات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ولمبادرته الكريمة لإعادة إعمار ما دمره العدوان في قطاع غزةء، ولما تقدمه مصر من مساعدات إنسانية وعلاج المرضى والجرحى، والشكر على كل ما قدمته من تسهيلات لإجلاء أبناء شعبنا من السودان الشقيق، الذي تمنى له السلامة والأمن والأستقرار والسيادة الكاملة على ترابه الوطني العزيز ؛ وكذلك تقدم بالشكر إلى الدول العربية الشقيقة كافة، ولجامعة الدول العربية الموقرة، وشكر خاص لمعالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط على مواقفه العربية الأصيلة الداعمة للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.
ومن جهته أعرب مساعد وزير الخارجية المصري السفير أسامة خضر مدير إدارة شؤون فلسطين عن أهمية إحياء ذكرى النكبة لتجديد مناصرة وإسناد القضية الفلسطينية التي شغلت وعي ووجدان الأمة العربية باعتبارها قضية العرب المركزية وفي قلبها القدس الشريف، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تمثل أحد المحددات الأساسية للاستقرار والأمن في المنطقه فلا أمان ولا استقرار بالمنطقة بدون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والنماء على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا، مؤكدًا استمرار مصر في جهودها لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدبلوماسية والدولية وعلى كافة المستويات ادراكا منها لمسؤوليتها تجاه أشقائها العرب وفلسطين بشكل خاص ، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس التي ستبقى صامدة صمود جدرانها العتيقة على مر التاريخ .
وقدّم الفنان المصري د خالد عبر الغفار فقرة فنية غنّى خلالها باقة من الأغاني الوطنية، منها الأرض بتتكلم عرض، أخي جاوز الظالمون، يا فلسطينية .