رام الله - معا- نظم الائتلاف التربوي الفلسطيني بالشراكة مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الجامعات المحلية وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والجمعية الألمانية لتعليم الكبار، والحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد مؤتمر "توجهات التربية على المواطنة في فلسطين بين الإشكالات والإمكانات".
ويأتي المؤتمر استكمالاً لجهود تعزيز التربية على المواطنة في فلسطين عبر الاعوام الماضية من قبل الجهات الحكومية والمدنية والأهلية، وليسهم في مواكبة التطورات والتحديات في ميدان المواطنة، خاصة بعد ولوج أشكال جديدة من المواطنة مثل المواطنة العالمية، والبيئية والرقمية، وإثارة الحوار، و اقتراح الحلول للكثير من الإشكالات التي تواجه المواطنة في مجتمعنا.
جاء ذلك بمشاركة وزير التربية والتعليم أ. د. مروان عورتاني، ووكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي د. بصري صالح ممثلاً عن الوزير أ. د. محمود أبو مويس، ورئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني أ. رفعت الصباح، وعدد من الباحثين والأكاديميين والتربويين والمعلمين، وممثلي المؤسسات الشريكة وذات العلاقة.
وفي الافتتاح رحّب رئيس اللجنة التحضيرية د. وحيد جبران بالحضور، متحدثاً حول تجربة الشراكة في تنظيم هذه المؤتمر، حيث ضمت هذه الشراكة بين جناحيها وزارات حكومية، وجامعات، ومؤسسات من المجتمع المدني، لتؤكد أن التربية على المواطنة تتطلب تضافر الجهود وتكاملها، كما تطوير السياسات والبرامج وتوجيهها لتعمل على تحقيق إدماج جوهري لقيم المواطنة وقيمها في ميادين الحياة والمجتمع على نحو عام، وفي المناهج والبرامج التعليمية وتحويلها من مجرد نصوص مكتوبة إلى واقع ملموس.
بعد ذلك، دعت مديرة المشاركة المجتمعية في بلدية رام الله ، د. فيليتسيا أديب ، والمحاورة في الجلسة الحوارية الأولى كل من وكيل وزارة "التعليم العالي" د. بصري صالح ممثل وزير التعليم العالي، و ممثل وزير التربية والتعليم ومستشار الوزير أ.ثروت زيد ، ورئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني الصباح .
وفي كلمته، نقل الوكيل صالح للحضور تحيّات الوزير أبو مويس، لافتاً إلى حرص وعمل الوزارة على تعزيز وتكريس قيم المواطنة في إطار قطاع التعليم العالي، متطرقاً للبرامج والجهود التي تبذلها الوزارة في سياق تعزيز قبول التنوع والاختلاف، والقيم الأخلاقية والإنسانية لدى الطلبة، لافتاً إلى استجابة استراتيجية التعليم العالي للأولويات الوطنية وتحقيق هدف تحسين جودة التعليم العالي ومخرجاته، مؤكداً أن التعليم هو أحد أفضل الطرق لتعزيز قيم المواطنة، وأن قطاع الشباب هو طاقة التغيير في ممارسة أدوار المواطنة الصحيحة والإيجابية.
وأكد صالح دور مؤسسات التعليم العالي في صقل مهارات وسلوكيات الطلبة المرتبطة بقيم المواطنة من خلال برامجها الأكاديمية والإرشاد والتوجيه والنشاطات النوعية الهادفة، مشيراً إلى أهمية تعزيز الريادة لدى الطلبة بما ينعكس إيجابياً على الواقع الاقتصادي، فالريادة تفضي إلى واقع اقتصادي إيجابي، وهو ما ينعكس إيجابياً على المجتمع، ويُعزّز قيم المواطنة، مشدداً على دور المعلمين بالمدارس والجامعات على صعيد تعزيز هذه القيم.
وفي هذا السياق وخلال جلسة حوارية مع المشاركين أكد الوزير عورتاني أن المواطنة تعد مكوناً فاعلاً ومنطلقاً رئيساً في المنظومة التربوية وتم التأكيد في بنية النظام التعليمي وعملت الوزارة منذ أعوام على تعزيزها خاصة في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى ضرورة الانتباه إلى آثار التكنولوجيات الراهنة وارتباطها بالإعلام الاجتماعي وتأثيرها على الناشئة الأمر الذي يتطلب تعزيز منطلقات وركائز المواطنة الرقمية وتفعيلها في النظام التربوي وفي مختلف القطاعات، مثمناً الجهود التي تضافرت لإنجاح هذا المؤتمر وأهمية الاستفادة من توصياته ومخرجاته والبناء عليها بما يخدم ويحقق الغايات المنشودة.
من جهته، استعرض زيد، أثناء الحوار؛ توجهات وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالمواطنة والبرامج التعليمية واللاصفية المختلفة التي تناولت المواطنة عبر الاعوام الماضية. أما الصباح، فقد ركز في حواره على أهمية المخرجات الاجتماعية في التربية على المواطنة وضرورة وضع مؤشرات للمنظومة القيمية التي تسعى الدولة لتحقيقها وأبراز ادوات قياس لذلك قادره على تعزيز الرقابة والمتابعة والتقييم لهذه المخرجات ، مؤكدا على تفعيل دور المجتمع المدني في تحقيق ذلك.
وترأس عميد الكلية الجامعية للعلوم التربوية- وكالة الغوث د. طارق الشيخ الجلسة الأولى التي تمحورت حول إدماج التربية على المواطنة وترسيخ قيمها في التعليم، ودعا فيها كل من د. أحمد عمار من جامعة فلسطين التقنية- خضوري لعرض ورقة مشتركة مع أ.د. حسين عبد اللطيف بعارة-جامعة مؤته حول "فاعلية برنامج تعليمي قائم على النظرية البنائية في تطوير مبادئ المشاركة والحوكمة في مادة الدراسات الاجتماعية لدى طلبة الصف الثامن في فلسطين"، والسيد زيد مستشار وزير التربية والتعليم لعرض وثيقة مرجعة مقترحة حول "إدماج التربية على المواطنة في التعليم المدرسي" التي تم إعداد من قبل فريق مشترك من وزارة التربية والتعليم والائتلاف التربوي الفلسطيني. كما دعا د. زاهرة خالد عامر لعرض ورقة مشتركة مع الباحث د. وحيد جبران حول "مدى إدماج قيم المواطنة في كتاب التربية الوطنية والحياتية للصف الثاني الأساسي-في المنهاج الفلسطيني".
بعد ذلك ترأس عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم جامعة بيرزيت د. أحمد فتيحة الجلسة الثانية التي تمحورت حول التربية على المواطنة في سياق التحديات والإشكالات، حيث دعا كل من الباحث أ. منتصر أبو الهيجا-مشرف تربوي في مديرية تربية جنين لعرض ورقة حول "أثر الإعلام التربوي في تعزيز المواطنة لدى طلبة المرحلة الثانوية في مديرية تربية وتعليم جنين من وجهة نظر المعلمين"، والباحث فادي أبوبكر مدير عام الدوائر التخصصية في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لعرض ورقة حول "اتجاهات وإشكالات التربية على المواطنة العالمية في السياق الفلسطيني"، كما تم دعوة الباحث . باسل عابد-وزارة التنمية الاجتماعية-غزة لعرض ورقة مشتركة مع الباحثة: د. منى موسى-جمعية عايشه لحماية المرأة والطفل غزة حول " أثار الانقسام الفلسطيني على المواطنة لدى الشباب الجامعي في المحافظات الجنوبية"، ثم تم دعوة خالد دويك- مدير عام مدارس الفجر الجديد- القدس لعرض ورقة حول "توجهات أسرلة المناهج وأثرها على المواطن الفلسطيني في مدينة القدس الشريف".
ثم انتقل المؤتمر إلى الجلسة الثالثة التي ترأسها د. أشرف أبو خيران رئيس دائرة تعليم المرحلة الأساسية ورياض الأطفال وتمحورت حول دور أعضاء الهيئة التدريسية ومديري المدارس والمشرفين التربويين في إدماج التربية على المواطنة، ودعا كل من الباحث د. محمد عوض شبير-مدير مدرسة وزارة التربية والتعليم في غزة لعرض ورقة مشتركة مع الباحثين د. محمود خليل البراغيثي-مشرف غير متفرغ في جامعة الأقصى، ود. محمد كامل عمران-محاضر في جامعة القدس المفتوحة، حول " الأدوار المستقبلية المأمولة لمديري المدارس الحكومية الفلسطينية لإدماج التربية على المواطنة في الممارسات المدرسية"، كما تم دعوة الباحثتان أ. خلود عامر و أ. سهى زيادة- المعهد الوطني للتدريب التربوي لعرض ورقة مشتركة حول " دور مديري المدارس الحكومية الملتحقين ببرنامج دبلوم القيادة المدرسية للعام الدراسي 2021-2022م في فلسطين في الكشف عن المواطنة الرقمية لدى الطلبة".
وأتاح المؤتمر الفرصة للاطلاع على تجارب ميدانية وعملية للتربية على المواطنة من خلال الجلسة الحوارية الثانية في نهاية المؤتمر، حيث قام السيد حذيفة جلامنة مدير جمعية قطر الخيرية بمحاورة د. رائدة قرابصة باحثة تربوية ومدير مدرسة والسيدة اية حصارمة ناشطة، الرائدات في برنامج للتربية على المواطنة تم تنفيذه في مركز إبداع المعلم منذ 18 عاما، وعبر هذا الحوار تم استقصاء فيما إذا كان أثر هذا البرنامج ما زال باق ومستدام، وتم تسليط الضوء على الرسائل التي يمكن استخلاصها وتعلمها من هذه التجربة.