غزة- معا- نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنيّة والإسلاميّة، والحركة الأسيرة، والمؤسسات العاملة بشؤون الأسرى، الأربعاء، وقفة دعمٍ وإسنادٍ للأسير المريض القائد وليد دقة أمام حاجز "إيرز" بيت حانون شمال قطاع غزة، بالتزامن مع الجلسة الثانيّة للنظر في طلب الإفراج المبكر عنه، وذلك في إطار الحملة الدوليّة لإنقاذ الأسير دقّة، التي أطلقها مكتبُ الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.
وفي كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنيّة والإسلاميّة، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عطية صالحة: "خلف القضبان والأسلاك الشائكة وعتمة الزنازين أبطالاً اعتلوا سرج التاريخ مكبلي الأيدي معصومي الأعين قابضين على الجمر متسلحين بإرادتهم الفولاذيّة وبعدالة قضيتهم الوطنيّة في وجه غطرسة السجان بكل مكوناته الهمجية وإجراءاته التعسفيّة وسياساته القمعية".
وأكد صالحة، أنّ "قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني تشكل أحد اهم قضايا الصراع مع العدو الصهيوني وجزءاً اساسياً من نضال شعبنا واحد دعائم مقومات القضية الفلسطينية وتحتل مكانة عميقة في وجدان الشعب الفلسطيني لما تمثله من قيمة معنوية ونضالية قضية وطن وحكاية شعب".
وأشار إلى أنّ "سلطات الاحتلال تمعن في انتهاكاتها وتصعد من جرائمها وهجمتها الشرسة داخل السجون تنفيذاً لسياسة حكومة اليمين المتطرف باتباع قائمة من القمع والإذلال والقتل البطيء، بالإهمال الطبي والتعذيب الممنهج، وعدم الإفراج عن الاسرى وصولاً إلى سن مشروع قانون إعدام الأسرى الذين نفذوا عمليات ضد أهداف إسرائيلية، كما تمعن في زيادة معاناة الاسير المناضل وليد دقة الذي امضى اكثر من 37 عاماً في سجون الاحتلال الاسرائيلي واصيب خلالها بالسرطان في النخاع العظمي والرئتين ادى لتفاقم حالته الصحية نتيجة الاهمال الطبي مما يشكل خطورة حقيقية على حياته"، مشيرًا إلى أنّ وليد دقة قضى أيامه ولياليه خلف القضبان مؤمناً بقضيته غارقاً بين صفحات التاريخ يقرأ ويتأمل ويحلل ويصنف ، تخبرنا تجارب الاسرى ان مثل هذا البطل عصي على المرض والانكسار والذوبان في القهر الذي يريده الاحتلال".
ولفت صالحة إلى أنّ "الحركة الفلسطينية الاسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني تواصل بخطواتها النضالية ضد اجراءات ادارة سجون الاحتلال التي تأتي للتضييق عليهم وسحب حقوقهم وانجازاتهم والتي تحققت بفعل نضالات عقود من السنوات امتدت على عمر الاحتلال".
وفيما يتعلق بجرائم الاحتلال وسياسة القتل واستمرار سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى، قال صالحة إنه "يجب علينا العمل بجدية لوضع المؤسسات الدولية أمام واجباتها وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية والإنسانية، لإحداث نقلة جدية في التعامل مع ملف الأسرى، بل ودفع المحكمة الجنائية الدولية إلى البدء بفتح تحقيق في الجرائم التي اقترفت وما زالت بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فمعظم الحالات المرضية داخل السجون هي نتيجة مباشرة للإجراءات القمعية والشروط الحياتية البائسة التي تفرضها إدارة المعتقلات التي حرمت الأسرى من كل أصناف العلاج، وجعلت منهم مشاريع موت وشهادة".
ودعا صالحة إلى "أوسع حركة تضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بإيصال صوت الأسرى، وصوت الأسير وليد دقة إلى أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني التي تنادي باحترام حقوق الإنسان للضغط على سلطات الاحتلال من أجل إطلاق سراح الأسرى، كما دعا "الوفود الأوروبية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في انقاذ الأسير وليد دقة والضغط على الاحتلال للإفراج عنه، لا نريد أن نرى شهيداً جديداً من الأسرى، إنما نريد أن يفرج الاحتلال عن كافة الأسرى من سجونه كونهم أسرى حرية وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية".
وطالب "قيادة السلطة والمنظمة بمواصلة نقل ملف الأسرى الشهداء والأسرى المرضى إلى المحافل الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه والتي كان آخرها استشهاد الأسير خضر عدنان وناصر أبو حميد وتواصل احتجاز جثامين الشهداء الأسرى من أنيس دولة وصولاً إلى خضر عدنان في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى في مخالفة للقانون الدولي".
وفي ختام حديثه، دعا صالحة "المؤسسات الحقوقية المحلية والاقليمية والدولية للضغط على حكومة الاحتلال العنصرية للتراجع عن إجراءاتها وقراراتها وقوانينها بحق الحركة الاسيرة التي تتنافى مع اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة بشأن معاملة الأسرى، محملاً "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير المناضل وليد دقة الذي يعاني من سياسة الموت البطيء الهادفة لقتله".