واشنطن- معا- كشف تقرير حديث صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) عن ارتفاع في عدد الإصابات البشرية بفيروس تنفسي أعراضه تشبه كورونا.
وذكرت المراكز الأمريكية أن هذا الفيروس يُدعى الفيروس الحركي البشري metapneumovirus واختصاره HMPV أو MPV فقط.
وفقًا لأنظمة مراقبة فيروسات الجهاز التنفسي التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد ارتفعت حالات الإصابة بفيروس HMPV في البلاد هذا الربيع، حيث امتلأت وحدات العناية المركزة بالمستشفيات بالأطفال الصغار والمرضى المسنين المصابين بالفيروس.
وفي منتصف مارس عندما سجلت المستشفيات ذروة التعافي، كان ما يقرب من 11% من المرضى الذين تم اختبارهم إيجابيين لـ HMPV، وهو رقم أعلى بنحو 36% من المتوسط، والذروة الموسمية قبل الجائحة كانت 7% فقط.
ما هو الميتابينوموفيروس البشري؟
الميتابينوموفيروس HMPV هو فيروس معروف موجود منذ عام 2001 أو ربما لفترة أطول، وعادةً ما يسبب أعراضًا خفيفة شبيهة بالبرد أو الإنفلونزا أو كورونا لدى البالغين والأطفال الأصحاء، ولكن من المحتمل أن يصبح أكثر خطورة.
ونقل موقع health عن الدكتور ديلي أوغونسيتان، الحاصل على درجة الدكتوراه والخبير في الأمراض المعدية وأستاذ صحة السكان والوقاية من الأمراض في جامعة كاليفورنيا قوله: "فيروس HMPV مشابه للفيروسات الرئوية للطيور".
واستطرد أوغونسيتان: "لكن من المحتمل أن يكون قد امتد من الطيور إلى البشر أو بالعكس منذ أكثر من 75 عامًا، ليسبب عدوى الجهاز التنفسي السفلي، وهو يحتل المرتبة الثانية بعد RSV من حيث الانتشار".
وتظهر الأبحاث أن كل طفل تقريبًا سيُصاب بفيروس HMPV في سن الخامسة، لكن نظرًا لعدم اكتمال المناعة ضد الفيروس يمكن أن تحدث العدوى مرة أخرى خلال مرحلة البلوغ.
ورأى براين لابوس، خبير في الأمراض المعدية وأستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الصحة العامة التابعة لجامعة UNLV، أن "معظم الناس لم يسمعوا من قبل عن HMPV لكننا نعلم أنه كان ينتشر في البشر منذ عقود".
وأضاف لابوس أن HMPV سبب شائع للمرض في الأشهر الباردة لكنه ليس شيئًا يتم اختباره بشكل روتيني، موضحا أن هذا الفيروس ينتشر كل شتاء مع فيروسات البرد والإنفلونزا الأخرى، لكن نظرًا لأننا "عدنا إلى حياتنا الطبيعية بعد COVID فإننا نعود أيضًا إلى أنماطنا المعتادة لانتقال المرض"، وفقا للطبيب.
أعراض الميتابينوموفيروس
عادةً ما يسبب HMPV أعراضًا شبيهة بالبرد، وتشمل:
- السعال
- التهاب الحلق
- الحمى
- سيلان الأنف
- احتقان الأنف
وفي حالات المرض الشديد بهذا الفيروس تشمل الأعراض:
- الصفير
- صعوبة التنفس
- انخفاض مستوى الأكسجين في الدم
طرق الانتشار والعلاج
أوضح لابوس أنه "مثل فيروسات البرد الشائعة الأخرى، ينتشر HMPV عبر الهواء عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي التي تنشأ عندما يسعل المرضى ويعطسون".
وتابع: "يمكن أن ينتشر أيضًا عن طريق لمس عينيك أو أنفك أو فمك إذا كان الفيروس على يديك من لمس الأسطح الملوثة"، مشيرا إلى أنه أحيانا لا تظهر أعراض العدوى على المريض.
بالنسبة لمعظم الناس تختفي عدوى HMPV من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام دون أي نوع من العلاج، لكن في بعض الحالات يمكن أن تؤدي عدوى HMPV إلى أمراض تنفسية أكثر خطورة.
وقالت ماندي دي فريس، معالجة ومديرة التعليم في الجمعية الأمريكية للرعاية التنفسية (AARC): "تشمل الأمراض التنفسية الأكثر خطورة التهاب القصيبات والالتهاب الرئوي، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة".
وتقدر فترة حضانة الفيروس HMPV بحوالي 4 إلى 6 أيام، لكن بعض الدراسات وجدت الحمض النووي الريبي من الفيروس بعد أسبوعين من ظهور الأعراض.
يتحسن معظم الأشخاص المصابين بعدوى HMPV في غضون 7 أيام تقريبًا دون أي نوع من العلاج، وبالطبع هذه أخبار جيدة بالنظر إلى أنه لا يوجد حتى الآن مضادات فيروسات أو لقاحات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) متاحة لعلاج HMPV.