القدس- معا- عقدت النائبة عايدة توما- سليمان (الجبهة والعربيّة للتغيير)، الأربعاء، في الكنيست مؤتمرا استثنائيا تحت عنوان "نساء وأطفال في ظلّ التهجير" بالشراكة مع جمعية إيتاخ-معك ومركز الطفولة وبحضور واسع من نشطاء حقوقيين، مندوبي سفارات وأعضاء كنيست؛ د.أحمد الطيبي، عوفر كاسيف، يوسف العطاونة وايمان خطيب-ياسين.
بعد أن حيَّت النائبة توما-سليمان الحضور والمنظمات الحقوقية المشاركة افتتحت المؤتمر وقالت:"صممنا على استحضار صوت نساء مسافر يطا المهددات بالترحيل القسري الى الكنيست رغم كل محاولات تغييب أصواتهن عنوة" وتابعت: "لقد تظاهرنا في نهاية الأسبوع المنصرم ضد الاحتلال بالتزامن مع الذكرى ال-56 للنكسة، ولكن عمليات التهجير والطرد والهدم والسيطرة على الأراضي بالقوة لم تبدأ قبل 56 عام فقط بل قبل ذلك بكثير ومسافر يطّا هو مثال حيّ على ترحيل قسري يحدث أمام أعيننا اليوم". وشددت توما-سليمان في افتتاحيتها: "تنشغل الحلبة السياسيّة والجماهيرية الإسرائيلية اليوم بالنقاشات حول شكل الديموقراطيّة التي يريدونها لأنفسهم ونحن هنا لنذكر كل من يرفض سماع ذلك أن لا ديموقراطيّة مع الاحتلال".
وقد سلط المؤتمر الضوء على الورقة البحثيّة التي كتبتها المحامية رهام نصرة للجمعيتين المشاركتين وصاغتها بناءً على مقابلاتها مع 12 امرأة من سكّان مسافر يطّا وحصلت على دعم 40 جمعية مجتمع مدني حول ترحيل سكّان مسافر يطّا وتداعيات ذلك على النساء والفتيات والأطفال. شرحت السيّدة نبيلة اسبنيولي مديرة جمعيّة الطفولة هدف الورقة الأساسيّ ومطالب النساء الجوهريّة: "كُتب الكثير عن حالة النزاع المستمرة في مسافر يطا منذ 30 عام ولكن تم تغييب صوت النساء ومعاناتهن وجئنا بهذه الورقة البحثيّة من منظور نسوي يسلط الضوء على الصوت المركب لنساء مسافر يطا اللاتي صمدن وأطفالهن وبنيّن مدارس واقتصاد ويطالبن الآن من أجلهن وأجل أطفالهن بأبسط الحقوق من إيقاف الانتهاكات والترحيل الى الحفاظ على حقهن في الحياة والعيش والكريم".
استعرضت المحامية نيتاع ليفي عن جمعية "ايتاخ-معك" ما جاء في الورقة البحثيّة عن الأبعاد التي تؤثر بشكل خاص على النساء والفتيات والأطفال وعرضت واقع الحياة والأزمات اليوميّة من فقدان المسكن، خوف الاطفال وقلق الأمهات من قطع الطريق الطويل من البيت إلى المدرسة، النقص الحاد في الخدمات الصحية، ضرب قدرتهن على التنقل بحريّة والخوف الدائم من فقدان مصدر الرزق.
واحتجت الصحافية عميرة هاس، على حاجة الجمهور لتقديم إثباتات في كل مرّة من جديد على الجرائم الحاصلة مؤكدة أن الجرائم مستمرة وأن أهالي مسافر يطا قد يرحلون في كل يوم، وفصّلت المحاميّة روني بلي من جمعية حقوق المواطن تسلسل وسيرورة المسار القضائي الشائك الذي أدارته الجمعيّة في قضيّة مسافر يطا وقرارات المحكمة العشوائيّة والعبثيّة التي تضرب كل الأعراف القانونيّة عرض الحائط. وكشف نداف فاينمان من جمعيّة "نكسر الصمت" عن بشاعة تدريبات الجيش في مسافر يطّا كطريقة لتفريغ الأراضي الفلسطينية وللسيطرة عليها.
واختتمت توما-سليمان المؤتمر محذرة من خطورة وتداعيات الحقبة السياسيّة الوشيكة في ظل حكومة تحمل سياسات استيطانيّة احتلاليّة معاديّة لكل ما هو فلسطينيّ ومن خطورة التطورات الاخيرة في سياق الترحيل والتهجير القسري وتحويل الاستيطان إلى أمر واقع: "حالة الاحتلال التي كان من المفترض أن تكون "مؤقتة" تتجذر أكثر وأكثر تحت حكومة تسخّر كافة أذرعها من أجل توسيع غير مسبوق للمستوطنات والاستيلاء بحكم القانون على مناطق "ج" وضمها وتطبيق خطط الترحيل والتهجير" وأخيرا دعت النائبة توما-سليمان الى تكثيف العمل في المحافل الدوليّة، إيصال صوت سكّان مسافر يطا وتشكيل ضغط من أجل وقف هذه الموبقات".