مخاتير عشيرة ( فتح )/بقلم: محمود الفروخ
نشر بتاريخ: 13/03/2006 ( آخر تحديث: 13/03/2006 الساعة: 19:47 )
بعد الانتكاسةٌ الكبيرة التي تعرضت لها عشيرة ( فتح ) في انتخابات المجلس التشريعي والتي حصلت عائلة ( حماس ) فيها على اغلب مقاعد المجلس التشريعي, خرج على الملأ الكثير من مخاتير عشيرة فتح وما اكثرهم, كلٌٌ يُحمل ويعزو اسباب هزيمة ابناء العشيره لفلان او علان او لخطاْ تكتيكي او لعدم جاهزية العشيره للانتخابات او للعم برايمرز او ......الخ .
ولكن تعددت الاسباب والهزيمة واحده, وكأْن مخاتير الحركه الذين مصوا دماءها على مدى اربعين عاماًً لا يعرفون ان السبب الحقيقي معروف ليس لديهم فقط وانما لجميع ابناء العشيره المتمخترين او" اللي على الطريق او اللي بتدرب عالمختره" ولو نظرنا على وضع العشيره المترهل والمتخبط نتيجة اسباب كثيره يعرفها الجميع سواء ابناء العشيره اوابناء العائلات الاخرى في قبيلة( فلسطين) كغياب الديمقراطيه و الفساد وتحكم مجموعه من المخاتير الكبار في مصير العشيره الفتحاويه وغيرها من الاسباب , ولو نظرنا ايضاً الى اي عشيره بمعناها الحرفي والمجازي في فلسطين لراْينا ان لكل عشيره مختار او مختارين بالكثير يمونون على جميع افراد العشيره شباناُ وشيباناً يكونون ملتزمين التزامًا كاملاًًً بما يصدر عن مختاتيرهم.
ولكن هذا بعيدا كل البعد عن ابناء عشيرة فتح فما شاء الله ما اكثر مخاتيرهم وما شاء الله ما اكثر الخارجين عن قراراتهم , حتى في ذلك يتمرد ابناء عشيرة فتح, ولو نظرنا ايضاً الى مخاتير اللجنة المركزيه للعشيره الفتحاويه ومخاتير المجلس الثوري وغيرهم من مخاتير الحركه لوجدنا ان الكثير منهم قد قارب على الستين او السبعين اوحتى الثمانين من عمره ومازال يتشبث بمخترته وكاْن المختره لا تذهب لا سمح الله الا بموت المختار,فكما يقول المثل ما اكثر المخاتير حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليلُ.
فهنا لابد ان يدرك هؤلاء المخاتير ان العشيره حتى تبقى وتستمر يجب ان يتنازلوا عن هذه المختره لاْن التضحيه لاتحتاج هنا لملايين الدولارات او الشواكل وانما للتنازل عن هذه المختره التي حمّلت وكبّدت العشيره الفتحاويه خسائر كبرى تحملها ابناء العشيره كبيرهم وصغيرهم ,وانا هنا اريد ان اقترح على مخاتير عشيرة فتح كوني من العشيره ان نعطي كل واحد منهم مدير c)) وهم يا حصره مش بحاجه لمناصب ورتب ونعمللهم حفله صغيره وانزفهم لباب الدار,عشان كل واحد فيهم يتفرغ لكتابة مذكراته وبطولاته السابقه من انتصار حرب الكرامه وحتى هزيمة التشريعي.
وباعتقادي ان عشيرة فتح لاتحتاج لمنهج اوفكر او مال حتى تستطيع ان تلتقط انفاسها بعد ماراثون التشريعي وبعد الخيبة الاخيره, ولكنها تحتاج فعلاً الى تغيير الكثير من مخاتيرها والذين صدؤوا وهم في مواقعهم وامتلاْت جيوبهم وتعددت القابهم ورتبهم واكتسح الشيب رؤوسهم واصبحوا عالةً على العشيره الفتحاويه .
كما واقترح وهذا ليس بجديد ان يحل محل هؤلاء المخاتير الكبار ,مخاتير من الجيل الشاب يكونون اكثر نشاطاً وفاعليه ووجوههم مقبوله على ابناء العشيره نفسها وعلى العشائر والعائلات الفلسطينيه ايضاً, كما ويكونون ذات اياد بيضاء وجيوبٌٌُُ غير مخزوقه وشعرهم اسود وشهاداتهم ليست مزوره وعيونهم زرقاء .
وهنا لا اريد ان امجد في مخاتير الجيل الشاب للعشيره فهم ليسوا انبياء ولا قديسين والكثير منهم يتنادى بمصلحة العشيره لغاية في نفس يعقوب وبعضهم يحلم بالمختره منذ نعومة اظافره والبعض منهم يخيل له ان حركة فتح هي شركه مساهمه محدوده يحاول شراء او سرقة اكبر عدد من الاسهم فيها.
ولونظرنا مثلاًًَ الى مجلس الشيوخ الامريكي لوجدنا ان غالبية اعضاء هذا المجلس لايتعدون الخامسة والاربعين من العمر واسمه (مجلس شيوخ) وهم حقيقةًًًَ من الجيل الشاب من الاحزاب الامريكيه, ولكن واقع حالنا وللاسف من لجنه مركزيه الى مجلس ثوري الى وزراء الى مجلس وطني الى لجنه تنفيذيه من العشيره الفتحاويه غالبيتهم عن جد شيوخ وختياريه وفي منهم على حفة قبره, لا اريد هنا ان انفي احترامي لكبار القوم ولكن وضع العشيره والمصلحه الفتحاويه فوق كل مختار وكبير وصغير , فحتى مخاتير فتح والذين هم من قرر واقر قانون التقاعد لا يطبقونه على انفسهم وعلى مخاتيرهم فهم يا حرام جاءهم وحم المختره بعد الستين واللي على باله ما يحرم حاله.
"وبعدين من وين نروح نجيب مخاتير خبره وتاريخ نضالي وثوري وتحف مثلهم مع اني حالياً مش شايف لا في ثوره ولا بطيخ مسمر, بس عنجد شايف حرب بين مخاتير الجيل القديم ومخاتير الجيل الصرعه , وهذا اللي اخرب بيت العشيره الفتحاويه وفسخها ,وهؤلاء الجيل الصرعه او الشاب من كثر ما انتظروا المختره لتوصللهم من جدودهم المخاتير الكبار صاروا مخاتير عالموديل ومخاتير المستقبل, سامحونني ان اسرفت في بعض المصطلحات العاميه ولكن زي ما بقول المثل" اللي ما بقدر على الحمار بيعض البردعه".
واخيراً وليس اخراً ينبغي على جميع ابناء العشيرة الفتحاويه الواحده بمخاتيرها وشبابها واحبابها ان يدركوا ان ترتيب الوضع الداخلي والخارجي للعشيره والنهوض بالحركه من جديد مربوط بمدى التغيير الجذري والجوهري الحقيقي للوجوه والاشخاص وليس للمنهجيه والفكر والمسميات والالقاب .