القدس- تقرير معا- بعد ضغوطات متواصلة من جماعات ومنظمات المستوطنين على بلدية الاحتلال، لهدم وإزالة "القبة الذهبية" التي تعلو مسجد الرحمن في قرية "بيت صفافا"، أجبرت الأخيرة أهالي البلدة على "تقصير ارتفاع القبة وتغيير لونها" مقابل عدم الهدم.
وقام أهالي البلدة في ساعة متأخرة من مساء أمس، بإزالة قبة مسجد الرحمن الذهبية، تمهيدا لتقصير ارتفاعها وتغيير لونها من الذهبي الى الفضي، ثم إعادتها من جديد.
وحول ذلك، أوضح مختار قرية بيت صفافا محمد عليان لوكالة معا أن قضية مسجد الرحمن هي قضية قديمة جديدة، بضغط من المستوطنين الذين لم يحلو لهم مشاهدة القبة الذهبية تعلو مسجد الرحمن في البلدة -هذا المسجد القائم منذ عام 1920 "قبل الاحتلال"- وطالبوا بلدية الاحتلال بهدم القبة.
وأضاف المختار عليان أن بلدية الاحتلال أصدرت قبل عام قرارا يقضي بهدم القبة الذهبية والطابق العلوي "الذي أضيف قبل حوالي عامين"، وعليه تم التوجه لبلدية الاحتلال من قبل المحامي للاعتراض على القرار، وبعد مداولات استمرت لعدة أشهر وبعد مشاروات مع أهالي القرية تم الموافقة على "تقصير ارتفاع القبة الذهبية وتغيير لونها الى الفضي"، مقابل عدم هدم القبة الذهبية والطابق العلوي، وكذلك سيتم بناء مأذنة للمسجد.
وأضاف المختار محمد عليان لوكالة معا:" وجد أهالي القرية أن هذا الخيار هو الأفضل والأقل ضررا لحماية مسجد الرحمن، للحفاظ على وجود الجامع وعدم المساس به، لافتا الأعمال في المسجد سيقوم بها الأهالي."
وقال المختار محمد عليان لوكالة معا أن هذه الإجراءات هي عنصرية وتأتي للتنغيص على الفلسطيني في مدينة القدس وفرض القرارات عليه، فنحن نرى القيود والعراقيل التي تفرضها البلدية للحصول على تراخيص بناء والتكاليف الباهظة على ذلك، خاصة في بيت صفافا المحاطة بالمستوطنات من كافة الاتجاهات والتي صودرت أراضيها لشق الشوارع."
وأكد عليان أن عملية التوسعة وإضافة القبة تمت بتبرعات شخصية من أهالي البلدة وأهل الخير من القدس وضواحيها، لإعمار بيت من بيوت الله.
القبة الذهبية التي تتوسط بلدة بيت صفافا، أثارت حفيظة المستوطنين لتطابق شكلها مع قبة مسجد الصخرة المشرفة، وطالبوا بهدمها حتى لا تصبح المنطقة "حرما شريفا"، وحتى لا تصبح القدس حسب ادعائهم كمكة المكرمة، وهذه القبة الذهبية هي محاولة لإظهار البلدة كجزء من مجمع مقدس في القدس، يحرم على الإسرائيليين دخول القرية، وهي مظهر من مظاهر السيادة الإسلامية بحسب تعبيرهم.