تل أبيب- معا- انتخبت عضو الكنيست عن حزب "ييش عتيد"، كارين إلهرار، مندوبة في لجنة تعيين القضاة بعد حصولها على تأييد 58 عضو كنيست ومعارضة 56 آخرين، وذلك في انتخابات استمر فرزها أكثر من ساعتين.
وفي السياق، أعلن رئيس المعارضة، يائير لبيد، ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، بعد انتخاب إلهرار عن وقفهما المفاوضات مع الائتلاف في ديوان هرتسوغ حتى يتم تشكيل لجنة تعيين القضاة.
وتشير الأصوات التي حصلت عليها إلهرار إلى حصولها على تأييد 4 أعضاء كنيست، على الأقل، من الائتلاف الحكومي.
في المقابل، جرى إسقاط ترشيح عضو الكنيست عن الائتلاف الحكومي، تالي غوتليب، للجنة تعيين القضاة بعد سجال ومداولات متوترة شهدها الكنيست منذ صباح اليوم.
وصوت 15 عضو كنيست لصالح توليب، فيما عارض ترشيحها 59 عضو كنيست.
وعليه، سيصوت أعضاء الكنيست على مرشح من طرف الائتلاف الحكومي في انتخابات أخرى ستجرى خلال 30 يوما.
وقال لبيد في تصريحات مشتركة مع غانتس عقب انتخاب إلهرار إنه "تم اختيار مندوبة في لجنة تعيين القضاة لكن لم يتم اختيار اللجنة المعنيّة، ومن قام بمنع إقامة اللجنة هو نتنياهو ووضع حدا للتظاهر بأنه منفتح على المفاوضات. نتنياهو كان يوما ما مخادعا وقويا والآن هو مخادع وضعيف، والتهديد على الديمقراطية لم يتم إزالته".
وأكد "نتنياهو كان يعرف بالضبط العواقب وقد أوضحت له من قبل الرئيس ومن قبلنا، وعليه فإنه من دون لجنة اختيار القضاة لن تكون مفاوضات في ديوان هرتسوغ، إذ تعهد نتنياهو أمام هرتسوغ لكنه انهار بعد ذلك بفعل ضغط شركائه".
وتابع "لقد خسر التصويت لأنه حتى في ائتلافه يوجد أشخاص يقدرون الديمقراطية وقرروا وضع حد للأكاذيب".
وذكر غانتس أن "نتنياهو قرر اليوم العمل ضد الدولة، لقد حاول ذلك وفشل، في الوقت ذاته أنا منزعج لأن نتنياهو انهار واستسلم للمتطرفين الذين يريدون تفكيك المجتمع الإسرائيلي، في الوقت الحالي حيث لا توجد لجنة تعمل بالشكل المطلوب لا جدوى من إجراء محادثات في ديوان هرتسوغ".
وأضاف "نحن لم ندخل في المحادثات من أجل نتنياهو، إذ دخلناها رغما عنه ومن أجل إسرائيل، كما قلنا من البداية لجنة تعيين القضاة هي حجر البداية، وقبل أن نحل هذه القضية لن تكون هناك اتفاقات بشأن أي قضية أخرى".
ورد نتنياهو على تصريحات لبيد وغانتس بالقول إنه "تبين اليوم أن لبيد وغانتس حاولا بشتى الطرق تجميد المفاوضات، إذ كانت لهم ادعاءات عديدة من قبل وقد جرى تنفيذها فعلا وصولا إلى انتخاب مندوبة عنهم في لجنة تعيين القضاة، ورغم ذلك قاما بتجميد المفاوضات".
وتابع أن "لبيد وغانتس لا يريدان مفاوضات جادة، وعليه أتعهد للمواطنين بالعمل بمسؤولية خلافا لهما".
وفي وقت سابق، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أحزاب المعارضة إلى "وقف تهديداتها والدخول في مفاوضات جادة" مع الائتلاف من أجل التوصل إلى اتفاق.
ولوّح منظمو الاحتجاجات إلى التظاهر في شارع "كابلان" بتل أبيب عند الساعة الثامنة من مساء اليوم، في حال لم يتم اختيار لجنة تعيين القضاة ومن ضمنها عضو الكنيست عن المعارضة، كارين إلهرار.
وقال سكرتير الحكومة، يوسي فوكس، إن "ممثلي غانتس ولبيد وافقوا على اقتراح عودة رئيس حزب ’شاس’، أرييه درعي، إلى الحكومة"، الأمر الذي نفاه حزبا "ييش عتيد" و"المعسكر الوطني".
ودعا رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي، في بيان مشترك، إلى مواصلة المفاوضات، وقالوا إن "رئيس الحكومة ورؤساء أحزاب الائتلاف وحزب الليكود لا يقبلون أي وضع يقوم فيه عضو كنيست بالعمل من تلقاء نفسه ويقوم بخرق الاتفاقات الائتلافية خصوصًا في قضية حساسة كهذه".
وأضاف البيان "بناء عليه قرر رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي دون خيار تفعيل البند في لوائح الكنيست الذي يسمح بترك الوضع كما هو وعدم اختيار أي مرشح حتى إجراء انتخابات جديدة في غضون 30 يوما".
وقررت كتلة حزب الليكود في الكنيست التصويت ضد جميع المرشحين لعضوية لجنة تعيين القضاة، بهدف تأجيل تشكيل اللجنة لمدة شهر. في أعقاب ذلك هدد رئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، بأنه "إذا أحبط الائتلاف اليوم انتخاب عضوي كنيست لعضوية لجنة تعيين القضاة، لن نعود إلى المحادثات في ديوان الرئيس".
وتحدث غانتس مع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وحذر من تفجر المفاوضات حول خطة إضعاف القضاء، فيما قال رئيس المعارضة، يائير لبيد، إن "نتنياهو فقد السيطرة على ائتلافه ويتسبب بإنهاء المحادثات في ديوان الرئيس"، في أعقاب رفض مرشحين من الائتلاف لعضوية لجنة تعيين القضاة سحب ترشيحهم.
وفي ظل هذه التطورات، ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل بـ1.5% ليصل إلى 3.6 شيكل، حتى الساعة 12:30 ظهرا، ويتوقع أن يرتفع الدولار أكثر. وفي موازاة ذلك شهدت مؤشرات بورصة تل أبيب انخفاضا، حيث تراجع مؤشر "تل أبيب 35" (أكبر 35 شركة إسرائيلية) بنسبة 1%، ومؤشر "تل أبيب المؤسسات المالية" بـ2%، ومؤشر "تل أبيب 125" بأكثر من 1%.
وكان قد تقرر في ختام اجتماع رؤساء أحزاب الائتلاف في مكتب رئيس الحكومة، قبيل ظهر اليوم، أن الائتلاف سيؤيد انتخاب عضو كنيست من الائتلاف وآخر من المعارضة، لعضوية لجنة تعيين القضاة، وفق ما ذكرت القناة 12.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يؤيد انتخاب عضو الكنيست عن المعارضة، كارين الحرار، من حزب "ييش عتيد". وسيجري التصويت بالكنيست بشكل سري، حيث سيدعى أعضاء الكنيست، الواحد تلو الآخر، لوضع بطاقة باسم عضو الكنيست في صندوق اقتراع خلف ستار.
وفيما يدعو أعضاء كنيست في حزب الليكود وأحزاب في الائتلاف إلى انتخاب عضوي كنيست من الائتلاف لعضوية لجنة تعيين القضاة، يسعى نتنياهو إلى التوصل إلى تسوية في ديوان رئيس الدولة، تسمح بإعادة رئيس حزب شاس، أرييه درعي، إلى الحكومة، إلى جانب سن قانونين أو ثلاثة من قوانين "الإصلاح القضائي" بالتوافق مع المعارضة.
وقال مصدر في حزب الليكود إنه بالنسبة لنتنياهو "المعضلة هي (بين) مواجهة شديدة مع اليمين أو داخل الدولة يمزق المجتمع الإسرائيلي (تصاعد الاحتجاجات)، والثمن سيكون باهظا في كلتا الحالتين"، حسبما نقل عنه موقع "واينت" الإلكتروني.
وتتزايد الضغوط على نتنياهو من خارج الحكومة أيضا من أجل انتخاب مندوب عن المعارضة. وبعث رؤساء بنوك وشركات كبيرة "رسالة شخصية" إلى نتنياهو، مطالبين بعدم تغيير التركيبة التقليدية للجنة تعيين القضاة، بحيث تضم عضو كنيست من المعارضة.
وقبل التصويت في الكنيست، سيجتمع رؤساء أحزاب الائتلاف اجتماعا في مكتب رئيس الحكومة بهدف اتخاذ قرار بشأن انتخاب عضوي كنيست من الائتلاف والمعارضة، أو انتخاب عضوي كنيست من الائتلاف، واستمرار المفاوضات.
ويطالب رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بانتخاب عضوي كنيست من الائتلاف، وسيعقد اجتماعا لكتلة حزبه في الكنيست قبل التصويت. ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصادر في هذا الحزب قولها إن سموتريتش "يميل إلى تأييد انتخاب مرشحين من الائتلاف، لكنه سيستمع أولا لرؤساء أحزاب الائتلاف".
يشار إلى أن لجنة تعيين القضاة هي واحدة من أهم القضايا المختلف حولها بين الائتلاف والمعارضة، التي تريد منع سيطرة الحكومة عليها. وانتخاب عضوي كنيست لعضوية اللجنة هي خطوة أولى، إذ يتعين لاحقا رؤية ما إذا كانت لجنة تعيين القضاة ستجتمع، فيما رئيسها، وزير القضاء ياريف ليفين، يعتبر أنه لا شرعية لوجود عضو كنيست من المعارضة في اللجنة.
وتسود أجواء متوترة جدا في الكنيست، بسبب أن التصويت سيكون سريا وخلف ستار، ما يعني أنه لن يكون بالإمكان شكل تصويت أي عضو كنيست، الأمر الذي يحتم على نتنياهو ضمان تصويت أعضاء الائتلاف بشكل لا يفجر الأوضاع.
وفي هذه الأثناء تتزايد الانتقادات داخل المعارضة ضد رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، بشأن احتمال موافقته على إعادة درعي للحكومة. والاعتقاد في المعارضة هو أن عودة درعي للحكومة بموافقة المعارضة، فإن الحكومة ستكون مستقرة لفترة طويلة.
وقال قادة الاحتجاجات في بيان إنهم في حالة تأهب، "وفي حال عدم انتخاب مندوبة المعارضة لعضوية لجنة تعيين القضاة، فإن الوضع سيشتعل. وننصح الحكومة ألا تختبرنا. ولكن حتى إذا انتخبت مندوبة عن المعارضة، ولا يتم حفظ (تشريعات) الديكتاتورية، ولا تتم إزالة التخوف من تسوية عفنة، فإن الاحتجاجات ستستمر وتتصاعد".
عرب 48