غزة- معا - زار وفدٌ قياديٌّ من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين قيادةَ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي المصري، حيث ضمّ وفد الجبهة الشعبيّة نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر، وعضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول، وعضوي اللجنة المركزيّة ماهر مزهر وأحمد خريس.
وكان في استقبال وفد الجبهة الشعبيّة من حزب التحالف كلٌّ من: رئيس الحزب مدحت الزاهد، والخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني، وعضوي المكتب السياسي في الحزب هشام إسماعيل وأحمد سعد.
وفي كلمةٍ له، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة الرفيق جميل مزهر، إنّ الجبهة متمسكةٌ بفلسطين كل فلسطين، مُؤكدًا أنّ القضية الفلسطينيّة تعيش لحظةً من أخطر اللحظات، مع صعود اليمين الفاشي الإسرائيلي، الذي تجسّدت ممارساته في محاولة تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى ومحاولة اقتحامه أكثر من مرّة.
ونبّه مزهر، أنّ الاستيطان يتسارع بطريقةٍ غير طبيعيّة، بضوءٍ أخضر أمريكي، في ظل محاولات التهجير، والسياسة الإسرائيليّة التي تقوم على التطهير والتهجير، وهو ما يقابله في غزّة حصار دائم ومستمر، وفي مقابل ذلك، فإنّ هناك مخاطر تحيق بالاحتلال الاسرائيلي في ظل الصراعات القائمة بين فئاته، ويتخذ هذا الصراع أشكال عدّة؛ آخرها أزمة قانون (التعديلات القضائية) وهو يهدّد نسيج مجتمع الاحتلال الذي يعيش أزمةً حقيقيّة.
وأشار مزهر إلى أنّ إسرائيل تعيش في ظلّ حالةٍ من القلق؛ بسبب المقاومة في الضفة الغربيّة، وفي كل مكان، فتصاعد العمليات يشكّل قلقًا لدى الكيان وحكومته، وهذا في ظل تنامي حالة المقاومة في الداخل الفلسطيني، إلى جانب الأزمة الداخليّة، إضافةً إلى جبهة الشمال وما تمثّله من ضغوط، مُشدّدًا أنّ كل تلك العوامل تشكّل قلقًا وجوديًّا للاحتلال.
ورأى مزهر، أنّ الانقسام الداخلي الفلسطيني يُضعِف الموقف الفلسطيني، لا سيّما وأنّ إسرائيل تُغذّي هذا الانقسام، لذلك فإنّ الجبهة الشعبيّة تبذل المحاولات من أجل إنهاء حالة الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس، بإضافة تيّارٍ ثالثٍ عابرٍ للأيديولوجيا.
وخلال حديثه، أعرب نائب الأمين العام عن تطلّعه إلى المزيد من التعاون مع حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وقوى اليسار المصري.
وحول، المؤتمر الوطني الثامن للجبهة الشعبيّة، أكَّد مزهر أنّه جرى خلاله عمليّة تجديدٍ واسعة، لافتًا إلى أنّ الاستثناء الوحيد كان للأمين العام أحمد سعدات المعتقل في سجون الاحتلال لرمزيّته بالنسبة إلى الجبهة، مُبيّنًا أنّ المؤتمر جاء تعزيزًا للديمقراطيّة، وانعقد رغم كل الظروف وتغوّل الاحتلال.
أمّا بشأن التطبيع مع الاحتلال شدّد مزهر أنّه كانت هناك هرولة غير طبيعيّة في فترةٍ من الفترات لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، ومع صعود اليمين الإسرائيلي تراجعت وتيرة التطبيع، وارتبط ذلك بالتغيّرات على مستوى العالم، مُؤكدًا أنّ منع التطبيع بحاجةٍ إلى جهد الأحزاب والقوى التقدميّة واليساريّة في العالم العربي واضطلاعها بدورها، وهذا يحتاج إلى إنتاج حواضن لتوحيد الجهود عبر الأقطار وعبر المنطقة العربيّة لتعميق عزلة إسرائيل.
ومن جهته، أكَّد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، أنّ "القضية الفلسطينيّة هي قضيّة المصريين التي لا تُنسى، وكل المصريين يولدون بهوى فلسطين، وعقدنا 3 مؤتمرات آخرهم كان في أكتوبر الماضي، وظلت خلالهم مسألة النضال الفلسطيني، وفلسطين الموحّدة من النهر إلى البحر هي القضية الثابتة في كل أدبيّاتنا".
وأشار الزاهد إلى أنّ "حزب التحالف نشأ من رحم ثورة يناير وتشكّلت رؤيته من قلب الميدان، لذلك نعدّ كل الأحزاب الاشتراكيّة أحزابًا صديقةً ورفيقةً، وجوهر نشاطنا هو بناء كتلة، والهدف الاستراتيجي الأبرز بالنسبة لنا هي القضية الفلسطينيّة، ففلسطين حاضرةٌ في كل وثائقنا وأنشطتنا، ونؤكّد دومًا على مسألة العدوانيّة التي تنتهجها إسرائيل، وهي قضيّةٌ متجذّرةٌ داخل الشعب المصري".
وأكَّد الزاهد، أنّ "الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين مزجت ما بين النضال السياسي والنضال الجماهيري والشعبي، ومن حق كل شعب أن يختار وسائله للمقاومة، وأشكال المقاومة تتنوّع وهناك مشروعيّة لاستخدام القوة في سبيل استعادة الأرض المغتصبة".
بدوره، شدّد إلهامي الميرغني عضو المكتب السياسي للحزب، على أنّ "هناك حاجة ماسة إلى بلورة رؤيةٍ يساريّةٍ جديدةٍ لقطبٍ آخر على الصعيد العالمي، لا سيما وأنّ لدينا مؤلفات سمير أمين الذي طرح فكرة أمميّة الشعوب في مواجهة أمميّة العولمة".
كما أشار الميرغني في ختام اللقاء، إلى أنّ "هناك مساعيًا مشتركةً بين الحزب والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أبرزها التعاون الإعلامي وتوحيد الجهود لمقاومة التطبيع؛ لأنّه من المهمّ والضروري أن يكون هناك تعاون كامل بين قوى اليسار".
واتفق الجانبان على تشكيل جبهةٍ لمقاومة التطبيع، بالإضافة إلى التبادل الإعلامي والثقافي، وكذلك تبادل الكرّاسات والوثائق، وعقد لقاءاتٍ مفتوحةٍ بصفةٍ دوريّة.