القدس - معا- افتتحت جامعة القدس اجتماع هيئة المجالس التاسع والعشرين تحت عنوان "الانضباط والمساءلة في البيئة الجامعية" في مدينة أريحا، وينعقد على مدار يومين متتاليين في مواضيع الحوكمة والحاكمية الرشيدة والحرية والقيادة الأكاديمية الجامعية، والانضباط الوظيفي والسلوكي الطلابي، تأتي في أوراق علمية لباحثين وأكاديميين وطلبة بحضور ثلة من طاقم الجامعة وكوادرها.
وأشار أمين عام هيئة المجالس أ.د. عدنان اللحام إلى أهمية الحديث في المساءلة والنزاهة والحوكمة، لدور الجامعات المحوري في المجتمعات في ظل تنافس حاد بين مؤسسات التعليم العالي، إذ تتجه الجامعات اليوم إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الأداء الوظيفي وصنع القرار الجمعي وتوفير الوقت والجهد، وهو ما تسعى إليه الجامعة من خلال بناء علاقات لتطوير بناها التحتية بشكل مستمر لما للتعليم العالي من دور أساسي في المساهمة في حل المشكلات ومواجهة التحديات وتحقيق مصلحة الجامعة والطلاب، مما يتطلب من الجامعة بكل مكوناتها العمل معًا بكل مسؤولية وأمانة ونزاهة وشفافية بتطوير التعليمات وتطبيق مبادئ المساءلة ونشر ثقافة الحوار البناء وتقييم الأداء العام بشكل موضوعي، الأمر الذي تناقشه الجامعة في اجتماعها لتحقيق رسالتها الاستراتيجية ورؤيتها في الشراكة والعمل الجاد.
بدوره، أكد رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك دور الانضباط والمساءلة كعملية محورية وأساسية في تحقيق الجودة الأكاديمية عبر الشفافية في العمل وتحمل المسؤولية وتعزيز ثقافة الأسرة الواحدة والقدرة على الابتكار تحقيقًا لرؤية الجامعة الاستراتيجية التي تسعى لإرسائها بمراكمة الإنجازات في المجالات العلمية والأكاديمية ورفع مستوى النشر البحثي وتطوير البرامج لمواءمتها واحتياجات سوق العمل، وإقامة شراكات أكاديمية وبحثية عالمية لبناء بيئة بحثية متكاملة والوصول للاستقرار المالي في سبيل الارتقاء بالجامعة على مختلف الأصعدة، من خلال العمل بروح الفريق والحوكمة الرشيدة والتعاون والمشاركة الفاعلة ووضع مصلحة الجامعة وطلبتها فوق كل اعتبار.
وفي الجلسة الأولى التي ترأسها نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية أ.د. معتصم حمدان بعنوان "نظم الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي"، قدمت د. نجاح دقماق ود. سلوى البرغوثي من كلية الحقوق ورقة حول نظم الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي وترسيخ الإدارة اللامركزية، واستعرض د. محمد شريعة في كلية الأعمال والاقتصاد تجارب جامعية مختلفة في حوكمة الجامعات، التي أكدت ضرورة العمل على توفير الإطار التشريعي والتنظيمي لتطبيق الحوكمة على مستوى الجامعة ودعم الشراكة بين الجامعة ومؤسسات القطاع الخاص وغير الحكومية، وتقنين دور الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في حوكمة الجامعات.
وعرض د. يوسف حرفوش ود. محمد شعيبات في كلية العلوم التربوية ورقتهما بعنوان "درجة تطبيق معايير الحاكمية الرشيدة في جامعة القدس من وجهة نظر العاملين فيها وتصور مقترح لتنميتها"، واقترحا إثرها تصورًا لتحسين واقع تطبيق معايير الحاكمية الرشيدة في جامعة القدس، وأوصت الدراسة بضرورة تشجيع العاملين في الجامعة على الاهتمام بمعايير الحوكمة عبر تقديم الدعم المناسب.
وجاءت الجلسة الثانية "دور القيادات الجامعية في تحقيق إدارة الانضباط في البيئة الجامعية" من تقديم عميد كلية الصيدلة أ.د. أحمد عمرو، لتركز على الحرية الأكاديمية والانضباط الوظيفي والتطوير التربوي، بحيث ذهب د. وليد سالم في ورقته "الحرية الأكاديمية بين الحق والواجب" إلى تطبيقات الحرية الأكاديمية وما يترتب عليها من حقوق وواجبات بالعودة إلى الميثاق الأخلاقي للبحث العلمي ومدونة السلوك ودليل المسؤولية الاجتماعية والإنسانية للوصول إلى بيئة تقوم على الأداء الفعال للمسؤوليات المتبادلة، وتابع أ.د. محمود أبو سمرة من كلية العلوم التربوية في "القيادة الأكاديمية الجامعية والانضباط الوظيفي: مهام وواجبات"، والتعريف بالانضباط الوظيفي وأنواعه وأهميته وعوامل تحقيقه وبيان أهم المتغيرات التنظيمية، والعلاقة بين الانضباط الوظيفي والبيئة الجامعية والقيادة الجامعية.
وتناول د. ناصر أبو السعود ود. جمال عبد الجليل من كلية الدعوة وأصول الدين "دور الأكاديمي في تحقيق الانضباط في البيئة الجامعية"، بحيث أشارا عبرها إلى أهمية ضبط إيقاع العمل الجامعي والالتزام بالانضباط المكاني والزماني والأخلاق وتعزيز الرأي والرأي الآخر، فيما ركزت دراسة د. رنا السرخي ود. دانيال تيريز وأ. دينا بريغيث من كلية القدس بارد، على عملية تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس واستراتيجية مراقبة الأقران: نحو نهج داعم للتطوير التربوي، وتوصلت إلى إمكانية تعزيز فعالية التدريس ونجاح الطلاب في الجامعة من خلال مراقبة الأقران وثقافة التحسين المستمر وتشجيع إشراك المركز في التعليم والتعلم خلال التدريب والاستشارة ومشاركة الموارد وبناء المجتمع والبحث لدعم تنفيذ عملية تقييم أعضاء هيئة التدريس.
وتطرقت الطالبتان في الأعمال والاقتصاد دانا أبو سعد وعهد الطويل في الجلسة الأخيرة برئاسة د. حازم أغا، إلى سلوكيات الطلاب السلبية داخل الحرم الجامعي، وأهم مظاهر السلوكيات السلبية وأسبابها ووسائل معالجتها، وتحدث أ.سامر عريقات ود. عبد السلام حمارشة ود. وديع سلطان عن واقع المخالفات الطلابية في جامعة القدس خلال جائحة كورونا وما بعدها، وختامًا قدمت ورقة "استكشاف العلاقة بين بيئات التعلم وتأثيرها على سلوك الطلاب وانتمائهم في جامعة القدس: دور المساحات المفتوحة"، التي هدفت لفهم العلاقات بين البيئة التعليمية والمساحات المفتوحة وسلوك الطلاب وانتمائهم، وتصميم هذه المساحات واستخدامها لدعم مشاركة الطلبة وزيادة تفاعلهم وانتمائهم لجامعة القدس، في سبيل تعزيز خبراتهم وتشجيع إنجازاتهم وتطوير البيئة التعليمية في الجامعات.
وتتواصل جلسات اجتماع الهيئة في يومها الثاني حول تطوير قواعد السلوك وآلية الانضباط الطلابي من خلال الدعم الاجتماعي والذكاء العاطفي والدعم النفسي لخلق ثقافة إيجابية في مجتمع الجامعة، وآليات الانضباط من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.