بقلم: سميح فرج
تنفض كفيها من ماء، وتقول اقتربوا،
كانت،
تسمع ما يروي كل هدوء،
وتهذّب ما انسرب إليها من بعض صدوع.
تستلهم،
أو ترفع بعض ذوائبها،
تعقد منديلاً خلف الرأس وتمشي،
تنظر من شق الباب الخشبي الباهت،
لا شيء يفسر هيبتها،
تفتح باب الثلاجة، تقفلها،
تتراجف،
تقرأ آخر سطر من بعض رسائلها، المخبوءة،
تصغي،
وتُنَفّض أردية،
وتلوذ إلى كل سماء.
أطفال فوق رؤوس أصابعهم وقفوا،
أصوات رجال ونساء، أولاد سبقوا،
أو كتبوا أنفسهم،
رسموا أسئلة عالية جداً.
أصوات تترامى فوق بيوت،
تدخل في شجر،
تتسرّب،
أصوات تَجمع من كان تعثر.
تَجلس فوق الكرسي المتعب،
تسترجع أشلاء حديث منصرم،
وتقوم إلى نافذة، وتعود إلى بعض فراغ،
تسند أخيلة بيديها،
تقفل يدها ثانية،
تدفع آنية،
بعض فيوض ساهمة،
وتقول الآن علينا.
وتشاهد أسرار الإغداق الداهش،
وتعيد قراءتها ليلاً،
تسرد رهبتها إن عطشت دالية يوماً.
يتدحرج خبر، خارج تلك الصفحة،
وتعود إلى كل نوفذنا،
لا يدخل،
غير هتاف مشتعل،
أو صوت نداء.
وبعيد نيام الأطفال جميعاً،
دفعت جملتها في بعض بياض،
كانت تكتب بالخط المائلِ،
ذاكرة تدخل وتصوّب ما انزاح بعيداً،
لغة تتعرّج،
حاضرة كانت.
السطر التالي،
كان رغيداً،
والتالي كان حصيفاً،
والتالي،
قرقعة حول الدار.