جنين- معا- تقرير حياة حمدان- أيام دامية شهدتها مدينة جنين ومخيمها مؤخرا في واحدة من أعنف الهجمات العسكرية الاسرائيلية منذ سنوات، كان اخرها اغتيال ثلاثة فلسطينيين داخل مركبة بمنطقة الجلمة قرب مدينة جنين بوساطة طائرة مسيرة، رغم كل الاحداث السياسية الصعبة والتدهور الأمني وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها محافظة جنين عموما، الا ان روح المعنويات للمواطنين عالية ويقابلوا الاحداث ب إرادة قوية وبصمود وثبات لاسترجاع الامان والاستقرار.
هذا التقرير يسلط الضوء على رأي الشارع في جنين حول الاحداث الأخيرة وحالة الترقب مجتمعيا حول التصعيد في ظل تهديدات إسرائيلية بشن عمليات عسكرية واسعة ضد المدينة ومخيمها.
اللواء اكرم رجوب محافظ جنين علق على الاحداث قائلا:" هناك حالة من الغضب وروح الانتقام عند أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء جنين جراء هذه الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال، معنويات الناس عالية وإرادتهم قوية وهم مصرون على عدم الاستسلام لسياسة الاحتلال وقمعه وارهابه، وبالتالي كل ما يمكن ان يحصل من احتمالات لتصعيد او هجمات عسكرية ف أبناء جنين جاهزون للمواجهة بكل الإمكانيات المتاحة حتى يكون هناك احترام لكرامة المواطن الفلسطيني على هذه الأرض".
وحول تهديدات ودعوات وزير الامن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإطلاق عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، أشار رجوب الى أن: " تهديدات بن غفير ليست جديدة على واقع الشعب الفلسطيني هو معروف بمواقفه المعادية ضد العرب وضد أبناء شعبنا ف هذا الصوت لن يأتي ب جديد في عالم المواجهة مع الاحتلال، الاحتلال سبق وان استخدم كل ادواته الفتاكة من ترساناته العسكرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بالتأكيد شعبنا مؤمن ولديه إرادة قوية في مواجهة إرادة القوى وهناك فرق شاسع بين إرادة القوى وقوة الإرادة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني، لن يكون هناك شيء جديد بل سيهزم الاحتلال مثلما خرج مهزوما في عام 2002، من الممكن ان تضرر بعض المصالح اليومية لابناء المخيم بسبب هذه الهجمات لكن هذا لن يمس روحهم النضالية ومعنوياتهم ولن يثني عزيمتهم وإرادتهم عن الاستمرار بمواجهة الاحتلال".
وفي لقاء مع احدى السيدات في مخيم جنين وحول الظروف الحالية والحياة اليومية للمواطنين في ظل الاقتحامات قالت مريم السعدي: " هناك حالة من القلق والخوف والرعب في المخيم، نستيقظ على صافرات الإنذار، وهناك بعض من الشباب ينامون بالشوارع مرتقبين أي اقتحام للمخيم للتصدي له، نحن نواجه عدو وفي هذه اللحظات جيش الاحتلال بات يقتل كل من يجده امامه الأطفال ومن ليس له ذنب فقط للوصول الى أهدافهم".
وتابعت:" نسمع من الاعلام العبري عن تهديدات الاحتلال ب شن عمليات عسكرية واسعة على جنين ونابلس وطولكرم ظنا منهم انهم يستطيعون انهاء حالة المقاومة وعدم تجديدها، لكن عندما يقتل الشهداء ولديهم أصدقاء يصبح هناك ردة فعل لدى الشباب للمقاومة والثأر للشهداء لان الاحتلال حرمهم منهم".
وفي مقابلة مع الشاب براء جبر من مخيم جنين قال: “الاحتلال يصعد مؤخرا من اجراءاته ضد أبناء شعبنا من خلال الاغتيالات وقتل المدنيين، لكن مخيم جنين ب إمكانيات بسيطة ومحدودة استطاع توقيف جيش الاحتلال من خلال صموده 11 ساعة في وجه الاقتحام، في المخيم عشنا أجواء حرب وانتفاضة واجتياح من قبل ولم نخف من الجيش، أبناء المخيم الأطفال خصوصا تربوا على هذه الحالة البعض لديه هدف يريد المقاومة والدفاع عن الوطن وان يعمل شيء لأجل فلسطين".
امين سر حركة فتح في محافظة جنين عطا أبو رملية، قال:" إن شعبنا يحب ان يعيش كبقية شعوب العالم، الاحتلال مجرم وينغص الحياة علينا، حتى طلبة التوجيهي يعيشون أجواء ارباك بسبب الاقتحامات والقصف بالطيران وتهديدات عسكرية بالتصعيد وبالتالي الأجواء التي يعيشوها ليست طبيعية ".