بيت لحم- معا- بعد تسع سنوات من إشغاله، ينهي "حـﭽاي إلعاد" مهام منصبه كمدير عام لبتسيلم، و"يولي نوﭬـاك" ستخلفه في هذا المنصب.
وعلى امتداد فترة سياسية عاصفة وفي مواجهة إجماع متزايد في المجتمع الإسرائيلي اليهودي، قاد إلعاد توجهاً حازماً في معارضة الاحتلال وعمل على إبقائه مطروحاً على جدول الأعمال السياسي والجماهيري.
وخلال فترة ولايته، توقفت بتسيلم عن إحالة شكاوى إلى جهاز تطبيق القانون العسكري الذي يشكل منظومة لطمس حقائق العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد الفلسطينيين، دعا القنّاصة إلى رفض أوامر إطلاق الذخيرة الحية على متظاهرين فلسطينيين وهم يقفون في الجانب الآخر من السياج الحدودي في قطاع غزة، وأصرّ على ضرورة تدخل المجتمع الدولي في الدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين.
وتحت قيادة "إلعاد"، تحدّت بتسيلم الفكرة السائدة وكأنّ إسرائيل هي دولة ديمقراطية تدير، إلى جانبها، نظام احتلال وكشفت، بمثابرة وحزم، حقيقة الواقع على الأرض: بين البحر (الأبيض المتوسط) والنهر (الأردن) هنالك نظام أبارتهايد يكرّس الفوقية اليهودية في جميع المناطق الخاضعة لسيطرته.
المحامية "يولي نوﭬـاك" كانت قد أشغلت منصب المديرة العامة لحركة "لنكسر الصمت" بين الأعوام 2012- 2017. في تلك السنوات، بلغت ذروتها الحملة التي شنتها الحكومة وتنظيمات اليمين ضد منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل.
وقادت "نوﭬـاك" المعركة ضد تلك الحملة التي كانت ترمي إلى نزع الشرعية عن تلك المنظمات وأنشطتها، وقد كتبت عن ذلك وعن تبصّراتها السياسية في كتابها، المذكرات الشخصية ـ السياسية بعنوان "من أنت أصلاً" الذي صدر في العام الماضي. وخلال السنوات الأخيرة، أقامت نوﭬـاك وأدارت مشروعاً لتطوير مهارات استراتيجية لدى ناشطين اجتماعيين وسياسيين، إسرائيليين وفلسطينيين.
"أتقدم بالشكر لحـﭽاي إلعاد على سنوات من القيادة الشجاعة والمبدئية في بتسيلم"، تقول نوﭬـاك، "كإسرائيلية، أعتبرُ حقاً وواجباً المطالبةَ غير المهادِنة بإنهاء الاحتلال واستبدال نظام الأبارتهايد بنظام ديمقراطي. هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله ضمان حقوق الإنسان لجميع الأشخاص الذين يعيشون في هذه البلاد.
أعداد متزايدة باستمرار من الناس، الإسرائيليين وغيرهم، يفهمون أن لا ديمقراطية مع الاحتلال ولا ديمقراطية تحت الأبارتهايد. التزامي والتزامنا هو بأن نواصل تعزيز هذا الفهم، هنا وفي كل مكان، بصدق، بإيمان وإصرار"