تل أبيب- معا- أين اختفت إليزابيت تسوركوف؟ الجندية السابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، و"الناشطة" الصحافية، اختفت منذ آذار/ مارس الماضي في العاصمة العراقية بغداد.
تسوركوف وهي باحثة إسرائيلية عرفت في الفترة التي أعقبت الحرب في سوريا، لكنها دخلت العراق بجواز سفر روسي، بحسب مصادر أمنية عراقية رفيعة المستوى تحدّثت لـTheCradle.
في الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2023، سُجّلت آخر تغريدة لتسوركوف على حسابها على موقع تويتر. ورغم أنها كثيرة النشر على صفحتها، لم يُثِر أحد مسألة "اختفائها". المعلومات التي وردت عنها في المرحلة الأولى قالت إنها "اختفت" في البصرة. لكن المعلومات التي حصل عليها موقع TheCradle عليها تشير إلى أنها "اختُطِفَت" من منزل في حي الكرادة في بغداد، يوم 26 آذار/ مارس 2023. ومنذ ذلك الحين، لم يعرف أحد عنها شيئاً. وقالت مصادر أمنية عراقية رفيعة المستوى لـThe cradle إن "خاطفي تسوركوف كانوا يرتدون أزياء أجهزة أمنية عراقية رسمية".
في الأيام الأولى عقب 26 آذار/ مارس 2023، انتشرت في العاصمة العراقية أخبار تشير إلى "اختطاف امرأة روسية، تحمل الجنسية الأميركية". لكن تبيّن أن تسوركوف ليست أميركية، بل هي إسرائيلية سبق أن دخلت العراق أكثر من مرة بواسطة جواز سفر روسي. وفي ذلك الحين، نشرت مواقع عراقية أخباراً تفيد بأن سلطات الأمن في بغداد أوقفاً مواطناً إيرانياً على صلة بـ"اختطاف المرأة الروسية – الأميركية"، لكن مصادر عراقية نفت ذلك.
وقالت مصادر أمنية عراقية لـThe Cradle إن "تسوركوف كانت تزور إقليم كردستان العراق، قبل أن تبدأ بزيارة العاصمة بغداد".
طلب موقع The Cradle تعليق وزير الداخلية العراقي الفريق عبد الأمير الشمّري، على "اختفاء" تسوركوف، إلا أنه لم يستجب للطلب. كذلك رفض التعليق على الأمر مسؤولون أمنيون يؤذن لهم عادة بالتصريح.
تسوركوف معروفة جداً لوسائل الإعلام العربية والغربية المتابعة لقضايا غرب آسيا. ويجري تقديمها بصفتها خبيرة بالشؤون السورية والعراقية. وتربطها علاقات متينة بصحافيين معادين لمحور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق. لكن اللافت أن أحداً لم يتعامل مع "اختفائها" الغامض بصفته حدثاً يستحق التعليق.
تسوركوف، التي كانت تتباهى بأنها خدمت في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي إبان حربه على لبنان عام 2006، تصف نفسها بـ"المعارِضة الإسرائيلية" و"المعارضة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين". هي من صنف الإسرائيليين الذين يقدّمون أنفسهم كـ"حقوقيين"، وتقول إنه لم يكن لها أي دور في اختيار جنسيتها الإسرائيلية (رغم أنها تملك جنسية ثانية، هي الروسية، وأبواب العالم مفتوحة لها)، فيما معظم جهدها "الصحافي" و"البحثي" والميداني منصبّ على معاداة أعداء إسرائيل. وهي تبرر بانتظام الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، إضافة إلى دفاعها عن العقوبات الأميركية على سوريا بذريعة أنها لا تستهدف القطاع الدوائي.
موقع The Cradle اتصل بالسفارة الروسية في بغداد، للسؤال عن قضية تسوركوف، فأجابت بأنها غير مطلعة على القضية، ولا علم لها بشخص تسوركوف ولا بجنسيتها، ناصحة بمراجعة السلطات العراقية بهذا الشأن.
كذلك حاول الموقع الحصول على تعليق من معهد "نيولاينز" الأميركي الذي تعمل فيه تسوركوف، لكن لم يحصل على إجابة.