بيت لحم- معا- سجلت الكرة الأرضية يومي 3 و4 تموز/ يوليو الجاري أعلى درجات حرارة في تاريخها، في حين اعتبر حزيران/ يونيو الماضي "الأكثر حرا" على الإطلاق مع ارتفاع حرارة المحطيات من جراء التغير المناخي.
وبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية في 4 تموز/ يوليو 17.18 درجة مئوية (62.9 درجة فهرنهايت)، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 17.01 درجة مئوية (62.6 فهرنهايت) الذي تم تسجيله في اليوم الذي سبقه.
وتتبع مرصد "كوبرنيكوس" لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي الارتفاع العالمي في درجات الحرارة،
وأشار في بيان إلى أن "درجات الحرارة في حزيران/ يونيو ارتفعت بفارق كبير عن الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في 2019".
وأوضح المرصد أن درجات حرارة سطح المحيطات "كانت أيضا الأكثر دفئا على الإطلاق في الشهر الماضي، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة في شمال المحيط الأطلسي، وظاهرة النينو العاصفة في المحيط الهادئ".
وتحدث ظاهرة النينو (إل نينيو) عندما ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط بما لا يقل عن 0.5 درجة مئوية.
أرقام قياسية في آسيا
وعلى النحو ذاته، شهدت العديد من البلدان في آسيا درجات حرارة شديدة الارتفاع على مدار العام الجاري، محطمة بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة.
وشهدت تايلاند أكثر أيامها حرارة في التاريخ في 15 نيسان/ أبريل الماضي، حيث ارتفعت الحرارة إلى 45.4 درجة مئوية (114 فهرنهايت)، في حين سجلت مدينة لوانغ برابانغ في لاوس المجاورة 43.5 درجة مئوية (110.3 فهرنهايت) في أيار/ مايو.
وارتفعت درجات الحرارة إلى 44.1 درجة مئوية (111.38 فهرنهايت) في مدينة هوي شوان الفيتنامية في أيار/ مايو، ليكون بذلك الشهر "الأكثر دفئا" في تاريخها، متجاوزة الرقم القياسي السابق للبلاد البالغ 43.4 درجة مئوية المسجل في 2019.
كما سجلت كمبوديا أيضا رقما قياسيا في ارتفاع درجات الحرارة في أيار/ مايو، حيث بلغت 41.6 درجة مئوية (106.9 فهرنهايت) في مقاطعة كراتي ومنطقة بونهيا كريك الجنوبية.
وفي سنغافورة، شهد أيار/ مايو درجات حرارة قياسية وصلت إلى 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت) لأول مرة في البلاد منذ 4 عقود.
وفي حزيران/ يونيو، ارتفعت درجات الحرارة في العاصمة الصينية بكين إلى ما فوق 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) للمرة الأولى منذ عام 2014، بينما تجاوزت درجات حرارة المناطق الجنوبية لبكين في الشهر ذاته 40.6 درجة مئوية.
ومؤخرا، قال مركز المناخ الوطني الصيني إن البلاد تشهد "أكثر أيامها حرارة منذ 6 عقود"، حيث تصل الحرارة في معظم المناطق إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
مشكلات الطقس تلاحق أوروبا
ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، شهدت أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بشكل أسرع من أي قارة أخرى في العقود الأخيرة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمعدل "ضعف" متوسط المعدل العالمي.
وسجلت درجات الحرارة في المملكة المتحدة ارتفاعا غير مسبوق بنحو 2.5 درجة مئوية عن المتوسط في حزيران/ يونيو الذي تم تصنيفه بأنه "الأكثر سخونة على الإطلاق"، منذ بدء رصد درجات المناخ في عام 1884.
كما سجلت إسبانيا والبرتغال ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة في نيسان/ أبريل الماضي الذي تم اعتباره "الأكثر سخونة في تاريخهما".
وسجلت الدولتان الأوروبيتان درجات حرارة بنحو 20 درجة، أعلى من المعتاد خلال الشهر ذاته من الأعوام السابقة، وفق سجلات رصد درجات الحرارة الوطنية.
من جهته، رصد عالم الأرصاد الجوية، ماكسيميلانو هيريرا، تسجيل 8 دول أوروبية على الأقل أشد أيامها حرارة في كانون الثاني/ يناير الماضي، بما في ذلك بولندا والدنمارك وتشيكيا وهولندا وبيلاروسي وليتوانيا ولاتفيا.
وقفزت درجات الحرارة بمدينة كوربيلوف البولندية إلى 19 درجة مئوية (66 فهرنهايت)، أعلى بكثير من المتوسط السنوي المعتاد لدرجات الحرارة خلال الشهر ذاته من العام.
وقال هيريرا، في تصريحات صحافية، إن "أجزاء أخرى من القارة الأوروبية حطمت الأرقام القياسية المحلية لدرجات الحرارة".
وفي السياق، تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية في السنوات الخمس المقبلة، نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري وظاهرة النينو المناخية.
وأشارت المنظمة إلى وجود "احتمال بنسبة 98% أن تكون إحدى السنوات الخمس المقبلة أو الفترة بأكملها هي الأكثر دفئا على الإطلاق في تاريخ كوكب الأرض".