جنين- معا- تحت رعاية رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن"، عقدت الجامعة العربية الأمريكية في حرمها بمدينة رام الله المؤتمر الدولي للتحول الرقمي الذي حمل شعار "تمكين المستقبل الرقمي"، وذلك بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبدعم رئيسي من مجموعة بنك فلسطين بالإضافة إلى دعم من بنكي القدس والوطني وشركة اوريدو، وبمشاركة محلية وإقليمية ودولية رسمية وخبراء دوليين.
وهدف المؤتمر الذي عقد على مدار يومين إلى توفير نقطة التقاء للقطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية والدولية وشركات تكنولوجيا المعلومات لتبادل الأفكار والرؤى من خلال الخبراء، وتوفير الفرص التي تساعد على تمكين المستقبل الرقمي وإلهام الابتكار ودفع النمو وتعزيز الاستدامة في مشهد رقمي سريع التطور.
و في كلمته، رحب رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري بالحضور والمشاركين، وقال، "يُعد هذا المؤتمر مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات حول أهمية التحول الرقمي في المجال الأكاديمي ومستقبل التعليم من جهة، وتحديد دور المؤسسات العامة والخاصة من جهة أخرى"، وأوضح أن الجامعة العربية الأمريكية استثمرت بقوة في مجال التحول الرقمي على مدار السنوات الماضية، وهذه الجهود لاقت تقديرا محليا وإقليميا ودوليا، حيث حصلت الجامعة على لقب "أفضل مؤسسة في التحول الرقمي" من قِبل شركة ليزرفيش العالمية، كما تم نشر دراسة حالة رسمية على موقع مايكروسوفت العالمي تتحدث عن تحول الجامعة العربية الأمريكية رقميًا وجهودها الكبيرة في هذا المجال.
وأكد الأستاذ الدكتور أبو زهري على التزام الجامعة بتطوير بيئة تعليمية رقمية متطورة، تساهم في تحسين جودة التعليم وتعزز طرق الوصول إلى المعرفة، موضحا أن الجامعة تعمل مع كافة القطاعات لضمان توافق استراتيجيات التحول الرقمي وتعزيز التعليم العالي بما يلبي احتياجات سوق العمل ويساهم في تنمية المجتمع، وأشار أن الجامعة نفّذت العديد من المشاريع والبرامج والفعاليات في هذا الإطار، وأنها على استعداد للعمل مع جميع الأطراف لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز الابتكار والتطوير في هذا المجال المهم وأن انعقاد المؤتمر هو تكليل للجهود المستمرة.
وضم المؤتمر في يومه الأول أربع جلسات رئيسية واختتم بحلقة نقاش. وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "الشمول الرقمي: جسر الفجوة الرقمية"، وتحدث فيها كل من: الدكتور محمد نوار العوا المستشار الإقليمي للتكنولوجيا في التنمية بمنظمة الاسكوا، ويعقوب سعد مستشار الرقمنة لمشروع INDIGO في المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، ورانيا أبو غبوش مدير إحصاءات العلم والتكنولوجيا في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ورانيا جابر مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والابتكار في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسعيد زيدان الخبير الوطني في التحول الرقمي.
وناقشت الجلسة واقع الشمول الرقمي محليا ودوليا، واستراتيجيات تعزيز التقنيات والخدمات الرقمية قليلة التكلفة وسهلة الوصول، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الشمول الرقمي، وأفضل الممارسات لتعزيز المعرفة الرقمية وتنمية مهارات فئات المجتمع المختلفة، والفوائد والإمكانيات للشمول الرقمي بما في ذلك زيادة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات المالية.
بينما حملت الجلسة الثانية عنوان "الأمن والخصوصية الرقمية"، وتحدث فيها كلا من: أيمن تكروري مدير مايكروسوفت في المملكة العربية السعودية، وإمرث ناوور مدير التكنولوجيا وهندسة البرمجيات في شركة أوراكل، والعقيد سامر الهندي مدير إدارة الجرائم الالكترونية في الشرطة الفلسطينية، وخالد ضمرة مسؤول مخاطر أمن المعلومات في بنك فلسطين، وربيع بركات المدير التنفيذي لشركة CYSTACK.
وشملت الجلسة محاور أساسية في مجال الأمن والخصوصية الرقمية هي: واقع الأمن والخصوصية الرقمية محليا ودوليا، واستراتيجيات تعزيز الأمان والخصوصية الرقميين في ظل عالم متصل، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الأمن والخصوصية الرقمية، وأفضل الممارسات لحماية البيانات الشخصية ومنع الهجمات الالكترونية، وأهمية الأمن والخصوصية الرقمية والتي تشمل حماية المعلومات الشخصية ومنع سرقة الهوية.
وتحدث في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "الدور المؤسساتي في دفع عجلة التحول الرقمي"، كلا من، راسم صوان مدير إدارة المشاريع في وكالة التنمية البلجيكية ENABLE، واندرياس بلاكيتيس خبير في الاتحاد الدولي، ومحمد عطا الله مدير دائرة الأبحاث والسياسات النقدية في سلطة النقد الفلسطينية، والمهندس رامي جابر مدير دائرة الاستشارات في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وشملت محاور الجلسة دور الحكومة والمؤسسات في ضمان استخدام التقنيات الرقمية بشكل أخلاقي ومسؤول، وأفضل الممارسات لحماية البيانات والخصوصية في العصر الرقمي، والآثار الاجتماعية والثقافية للتحول الرقمي، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بالأتمتة واستبدال الوظائف والتربية والثقافة، تأثير التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على الأطر الأخلاقية والقانونية والتربوية، واستراتيجيات تعزيز الشفافية والمساءلة في الحوكمة الرقمية.
أما الجلسة الرابعة فجاءت بعنوان: "دور الجامعات في مستقبل التوظيف في العصر الرقمي"، وركزت على الدور المتوقع من الجامعات في إعداد الطلبة لسوق العمل في مستقبل سريع التغير، وناقش المتحدثون فيها التحديات والفرص المرتبطة بضمان تزويد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في حياتهم المهنية في العصر الرقمي، كما ناقشوا الدور المحتمل للجامعات في تعزيز ريادة الاعمال والابتكار في عصر التحول الرقمي.
وشارك في الجلسة كلا من، موسى أبو زيد رئيس ديوان الموظفين العام، والدكتور معمر شتيوي رئيس هيئة الاعتماد والجودة، والدكتور عدلي صالح مستشار مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية لشؤون التخطيط والتطوير والجودة، والدكتور سارو نكاشيان مدير مؤسسة التعليم من أجل التوظيف.
واختتم المؤتمر بجلسة نقاشية حملت عنوان "مستقبل التعليم في العصر الرقمي"، شارك فيها الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أمجد غانم أمين عام مجلس الوزراء، ومارك ويست من منظمة اليونسكو في قطاع التعليم، والأستاذ الدكتور وليد ديب المستشار الأكاديمي لمجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية، وتحدث المشاركون عن مستقبل التعليم في العصر الرقمي وطرق اكتشاف آلية تغير التكنولوجيا طريقة تفكيرنا وتعليمنا، كما ناقشوا الفرص والتحديات المحتملة والمرتبطة بالتحول الرقمي التعليمي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالوصول والعدالة والجودة، كما تطرقوا إلى الدور المحتمل للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في تحول التعليم.
ونظم القائمون على المؤتمر في يومه الثاني محاضرات تقنية استهدفت العاملين في مجال التكنولوجيا والرقمنة والمهتمين من القطاعات المختلفة. وخلال الجلسات استعرض أيمن تكروري المدير في شركة مايكروسوفت في السعودية الخدمة الجديدة التي أطلقتها الشركة والتي من شأنها أن تساعد عملائها في بناء خططهم ومراقبة تنفيذها في مجال التحول الرقمي. كما تحدث محمد الخطيب المستشار الاستراتيجي في مجال التكنولوجيا في دبي عن توظيف الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في الخدمات المصرفية وأهمية نقل التجارب الناجحة في المؤسسات المصرفية والمالية إلى فلسطين.
وبدوره تحدث إمرث ناوور مدير التكنولوجيا وهندسة البرمجيات في شركة أوراكل عن نماذج الأمن فائقة الحماية في الشركة، بما يشمل المصادقة وتشفير البيانات والتخزين الآمن والتدقيق والمراقة وتطوير التطبيقات الآمنة. وتناولت المحاضرة الأخيرة التي قدمها الريادي في القطاع المصرفي عبد الله أبو هاشم موضوع التحول الرقمي للخدمات المصرفية حيث ناقشت فاعلية الحلول الرقمية القائمة في الاستجابة للاحتياجات المصرفية وإمكانية تصميم حلول أصيلة تساهم في تطوير الخدمات التي تقدمها المصارف.
وأوضحت الجامعة العربية الأمريكية في البيان الختامي للمؤتمر أبرز نتائجه وتوصياته، كما أعلنت فيه عن إنشاء المركز الوطني للتحول الرقمي إيمانا منها بأهمية التحول الرقمي ودور المؤسسات التعليمية في دعم الجهود الوطنية في هذا الإطار وللمساهمة في تحقيق أهداف أجندة فلسطين الرقمية.