القدس- تقرير معا- من حياة الأسر بين جدران المعتقلات وأقسام السجون، الى أسر للحياة بين قرارات الاحتلال الجائرة، وسحب بطاقة هويته المقدسية، هذا هو واقع الحال مع الاسير المحرر شادي الشرفا، الذي خرج من ضيق السجن الى حرية ضيقة منقوصة.
شهر نيسان عام 2022 كان موعد تحرر المقدسي شادي الشرفا من السجن، بعد انتهاء محكوميته البالغة 20 عاماً، لكنها كانت حرية منقوصة ومقيدة، فأبسط أمور حياته اليومية لا يتمكن من ممارستها بصورتها الطبيعية بسبب "سحب هويته".
لم يكن سحب "الهوية الإسرائيلية" من الأسير المحرر الشرفا مفاجئا له، فكانت التهديدات والقرارات واضحة له بهذا القرار منذ بداية الاعتقال وخلال التحقيقات الأولية عام 2002، عندما هدده المحقق "بسحب الهوية" في حال عدم الاعتراف بالتهم المنسوبة ضده، إضافة الى إبلاغه بتفجير محل العائلة التجاري في مدينة رام الله "للضغط عليه"، وأمام صمود الشرفا خلال ذلك وبعد تحويله للسجن بعد عدة أشهر، أوردت إحدى المحطات "الخبر بسحب هوية 3 أسرى فلسطينيين" وهم: شادي الشرفا، نهاد أبو كشك، وقيس عبيد، وبعدها قامت إدارة السجون بتسليم الشرفا "قرار وزير الداخلية بسحب هويته بحجة "خيانة الثقة بتنفيذ العمليات العسكرية" مع إمكانية الرد والاستئناف عليه.
وأوضح الأسير المحرر الشرفا في لقاء لوكالة معا أن كان رده على وزير الداخلية في حينه:" "الهوية فرضت عليّ وبالأساس هي هوية استعمارية، وأنا وعائلتي من مدينة القدس ونعيش فيها منذ مئات السنين، وأنت أصولك تونسية وكيف لك أن تسحب الهوية مني."
وأوضح الشرفا أن المؤسسات الحقوقية في حينه قدمت التماسا للمحكمة العليا، وتم تعليق القضية، وإدارة السجن بقيت تتعامل معه بأنه "أسير مقدسي"، ولكنه عند تحرره وتوجه للداخلية في القدس لتجديد "وثيقة السفر/ اللاسابيسية"، تم إبلاغه بأن سحب هويته دخل حيز التنفيذ عام 2014، ومنذ علمه بالقرار لا تزال الإجراءات القانونية متواصلة ولم يتم الرد بشكل واضح ونهائي حول الملف".
وعن حياته اليومية، قال الشرفا:" أنا الآن دون بطاقة تعريف، لا يوجد ما يدلل على هويتي، أبسط القضايا اليومية من "العلاج، شراء سيارة، توظيف، فتح حساب بنكي، زواج" غير ممكنة لعدم وجود هوية... القرار صعب حياتي كلها، وحتى الضفة الغربية أمنع من دخولها كذلك بقرار من المخابرات".
ولفت أن تأمينه الصحي تم قطعه كذلك، وحاول الحصول على "تأمين من السلطة الفلسطينية" لكن ذلك لم يتم حتى اللحظة.
وأضاف:" حتى المسجد الأقصى القريب من منزلي، فلا استطيع الوصول اليه بحرية، فالشرطة متمركزة ومتواجدة بشكل دائم على أبوابه، وهي تقوم بتوقيف الشبان وفحص هوياتهم قبل السماح لهم بالدخول، وكذلك السير في شوارع المدينة ليس بالأمر السهل فنقاط التفتيش والحواجز في كل مكان."
وقال الأسير المحرر الشرفا:" قرار سحب هويتي، هو قرار ضمني بأن "أبقى في المنزل، أسير داخل بيتي"، لكني أرفض ذلك، أنا حرمت الحرية على مدار 20 عاماً وأنا بالأسر، اليوم أرفض أن أحرم من ذلك وأنا خارجه، مضيفا:" أعلم أن التنقل من مكان الى آخر قد يكون ثمنه "الاعتقال، الاحتجاز والاعاقة على الحواجز ونقاط التفتيش، إهانات، تعطيل تحركي"، لكني "أحاول أن أتنفس رغم ذلك".
وقال:" جميع أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون في سجن كبير، وتفرض عليهم القيود المختلفة، من الممكن أن تكون القيود علي أكثر وأشد."
وأكد الأسير المحرر شادي الشرفا أنه سيتابع القضية قانونيا، مع إمكانية التوجه للمحاكم الدولية لأخذ حقه بالحياة والعيشة بحرية خارج حدود الأسر.