الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"المقاصد".. شهد ميلاد 5 توائم عام 2005 وهذا العام احتفى بنجاحهم

نشر بتاريخ: 25/07/2023 ( آخر تحديث: 25/07/2023 الساعة: 21:42 )
"المقاصد".. شهد ميلاد 5 توائم عام 2005 وهذا العام احتفى بنجاحهم

القدس- معا- عام 2005 وتحديدا في يوم الجمعة 19 من آب شهد مستشفى المقاصد في القدس ولادة خمسة توائم في اقل من نصف ساعة؛ هي واحدة من الحالات النادرة والغريبة واحتمالية نجاحها قليلة جدا لكن القدرة الإلهية ودور المقاصد بطواقمه الطبية والتمريضية في رعاية الأم والاجنة التي كانت ولادتهم اشبه بالمعجزة؛ هذا ما أكده الدكتور حاتم خماس رئيس قسم حديثي الولادة في المستشفى الذي أشرف شخصيا على الأطفال الخمسة منذ ميلادهم حتى نجاحهم اليوم في الثانوية العامة .

هي قصة نجاح تضاف إلى نجاحات مستشفى المقاصد في تميز اطبائه وكفاءة كادره التمريضي وحداثة وتطور أقسام المستشفى خاصة في قسم التوليد والنسائية ورعاية الأطفال الخداج وايضا متابعة المستشفى للمرضى حتى بعد خروجهم منها.

وأكد الدكتور خماش أنه قام شخصيا بمتابعة التطور الصحي للتوائم الخمسة منذ تحويل الام في الاسبوع ال 26، موضحا انها كانت لحظات ترقب وتأهب وخوف شديد على مصير الأجنة وحياة الام ووضعها الصحي ،فولادة خمسة توائم بصحة جيدة هي حالة نادرة وغريبة ولا تحدث دائما ، حيث من الطبيعي خسارة أحد الأجنة أو حتى اثنين منهم، فكانت هناك رعاية كاملة للام أثناء تواجدها في المستشفى حتى لحظة الولادة وبعد خروجها منها وعلى مدار سنوات طوال ، استمرينا في التواصل مع عائلة الاطفال ومتابعة تطورهم الصحي بكافة مراحلهم .

واضاف: ربطتنا علاقة ودية واسرية متحابة مع الأطفال الخمسة، لم تتوقف عند حالتهم الصحية بل أيضا احتفلنا بهم في المستشفى حين بلغوا العشر سنوات وها نحن اليوم نحتفي بهم بنجاحهم بالثانوية العامة.

وأشار خماش إلى أن لحظة الميلاد كانت لحظة حاسمة ومخيفة لكافة الطواقم حيث تم تحضير خمس طواقم احتياطية بالإضافة إلى اشراف الدكتور رياض القصراوي مدير قسم الولادة شخصيا خوفا من حدوث أي مضاعفات

لحظة ولادة التوائم الخمسة كانت فيها خليط من المشاعر ما بين السعادة والبكاء والنجاح والانجاز ، ومن ثم تم تحويل الأطفال الخمسة إلى قسم الخداج كون ولادتهم كانت مبكرة في الاسبوع ال 27 وأوزانهم قليلة جدا ما بين 800 غرام وكيلو، فحرصا على سلامتهم كان من الأفضل رعايتهم لأكثر من شهرين في قسم الخدج مؤكدا أنه لو لم تتم رعايتهم بالشكل الصحيح لكان قد فقد منهم السمع أو البصر أو أصيب أحدهم بالشلل الدماغي أو الموت المفاجئ.

كان حدثا استثنائيا شهدته مستشفى المقاصد في ذلك اليوم ووضع المستشفى أمام تحد كبير ، تم بذل فيه كل الجهود من أجل سلامة الام واطفالها، مبينا أنه لولا تكاملية التخصصات والخدمات من قسم النسائية حتى غرف الولادة وقسم الخداج الذي أسس عام 1987ويحتوي على افضل الأجهزة الطبية بشهادة المنظمات الدولية ووزارة الصحة الاسرائيلية لكنا خسرنا الام وأحد الأجنة خاصة أنه أيضا تم إنقاذ الام بعد حدوث نزيف لها بعد الولادة حيث تم استدعاء الطبيب سعادة جابر وتم توفير وحدات دم من نوع نادر O سالب، واستطعنا أيضا استئصال الرحم نتيجة حدوث ترهل في عضلات الرحم.

ومن جانبه قال حاتم شبير والد التوائم الخمسة : بعد محاولات عدة للانجاب باءت بالفشل لأكثر من 9 سنوات ، أكرمنا الله بحمل زوجتي بخمسة توائم، سعدنا جدا وتابعنا مع الأطباء في غزة الحمل منذ البداية ، وبقيت زوجتي مستلقية على ظهرها لأكثر من 26 أسبوعا ومن ثم تم تحويلها إلى مستشفى المقاصد لمتابعة صحتها حتى يأتي موعد الولادة.

وأثنى شبير على رعاية المستشفى لزوجته منذ لحظة دخولها شاكرا كل من ساهم في نجاة زوجته واطفاله، حيث تمت تهيئة كادر طبي وتمريضي كبير وغرف رعاية فقط من أجل تسهيل عملية الولادة ، وبالفعل بفضل الله وخبرة أطباء التوليد والرعاية التكاملية التي حصلت عليها زوجتي واطفالي الخمسة في قسم الخداج تمت الولادة بنجاح ، ولم تتوقف رعاية المستشفى لزوجتي حيث وفرت لنا سكنا للمبيت عن طريق موظف أمن في المستشفى ويدعى محمد ابو الهوى لمدة شهرين الذي رحب يتواجدنا في منزله دون مقابل وذلك بسبب حاجة اطفالي للرعاية المستمرة في قسم الخداج والبقاء تحت أجهزة التنفس لحين اكتمال الرئتين.

وأكد بقوله: ما حدث في المقاصد لا يمكن أن يحدث في مستشفى اخر ، واحتمالية نجاة الام والأطفال كانت ضئيلة وان كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على التطور الطبي والصحي الكبير في المقاصد وتكاملية التخصصات فيه من توليد وخداج وغرفة عمليات وجراحة .

وأوضح أن العلاقة الودية والإنسانية مستمرة بينهم وبين الهيئة الإدارية والطبية والتمريضية من ما قبل الولادة حتى اليوم الذي نحتفل سويا بنجاح ابنائي الخمسة محمد ، عبد الله، يوسف ، شهد وزينة في الثانوية العامة.