رام الله - معا- بدأت جامعة بيرزيت، اليوم الجمعة 28من تموز 2023، احتفالاتها بتخريج الفوج الثامن والأربعين من طلبتها من كليتي الحقوق والإدارة العامة والدراسات العليا والأبحاث، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود أبو مويس ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس مجلس الأمناء د. حنا ناصر، ورئيس الجامعة د. بشارة دوماني وأعضاء مجلس الأمناء والجامعة والهيئة التدريسية وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة إلى الطلبة الخريجين وأهاليهم.
وهنأ د. دوماني الطلبة بتخرجهم، معرباً عن سعادة الجامعة برؤية حصاد السنين في عيون الطلبة وقلوب الأهل الذين ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر.
وأضاف: "لم تكن السنة المنصرمة عادية، فالتحديات تتصارع على بوابات الجامعة وفي داخلها. وهذا يعكس الارتباط الوثيق بين جامعة بيرزيت والوضع الفلسطيني بشكل عام ويؤشر على حيوية مكونات الجامعة بشكلٍ خاص. ولقد نجحنا في تحويل التحديات لفرصة لتطويرِ رسالة الجامعة من تميز أكاديميٍ والتزام وطني وتشبيك مع المجتمع وأيضا تطوير العقد الاجتماعي الفريد من نوعه بين مكونات الجامعة من مجلس أمناء وإدارة وعاملين وطلبة، متكئين على إرثٍ عظيم، وعلى حرصِ أسرة الجامعةِ على استمرار هذه المؤسسة في تقديم رسالتها، استطعنا معا، لنواصل المسيرة، كي يسلم كل جيل الجيل الذي يليه راية جامعة بيرزيت التي ستكمل العام القادم 100 سنةٍ من نشرِ المعرفة والعلم وتخريج عدد كبير من الملهمين والملهمات".
وقال د. دوماني: "هذا العام ينهي الأستاذ الدكتور حنا ناصر فترتَه في رئاسة مجلس أمناء الجامعة، ولعل الحق يقتضي مني أن أشكره على جهده كله وعمره كله الذي قضاه في خدمة الجامعة والنهوض بها، فهي كانت فكرة عائلية انطلقت كمدرسة ابتدائية للبنات في بلدة بيرزيت عام 1924، وها هو اليوم يتركها بعد أن كبرت حتى صارت مؤسسة عريقة ومدينة صغيرة، والأولى في فلسطين من حيث المنشأ والممارسة. وأتمنى لرئيسة مجلس الأمناء الجديدة الدكتورة حنان عشراوي التوفيق في مهمتها."
وتحدث د. دوماني عن قرب انتهاء أعماله كرئيس للجامعة قائلاً: " خلال أيام، أكون قد أنهيت خدمتي في جامعة بيرزيت، بعد عامين من رئاستِها. لدي الكثير لأقوله حول هذه التجربة الغنية، ورغم قصرها، فهي أعادتني إلى فلسطين التي أحب، وإلى بيرزيت تحديدا، التي بدأت مسيرتي الأكاديمية بالعمل فيها. ورغم الكم الهائل من المعيقاتِ والعراقيل، بسبب الأوضاعِ الاستثنائيةِ التي يعيشها وطننا، إلا أنَنا نمضي قدماً في مأسسةِ مستقبلٍ زاهرٍ للجامعةِ، والتي سيكملها من سيحمل الرايةَ بعدي، فبيرزيت أكثر من جامعة، هي وطن بكل مكوناته، نغادرها ولا تغادرنا. فبدوري سأبقى دوماً تحت تصرف هذه الجامعة العريقة، وسأخدمها أينما أكون، ووقتما تحتاج.
وفي كلمته ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، ترحّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس على أرواح الشهداء، ناقلاً للحضور تحيّات ومباركة سيادة الرئيس والحكومة، قائلاً "مبارك لكم أيها الخريجون ولأهاليكم ولنا ولفلسطين كلها، واسمحوا لي أن نهدي هذا النجاح لأرواح الشهداء الأبرار وللأسرى الأبطال والجرحى البواسل، ونبارك للخريجين وذويهم".
وقال الوزير: "جامعة بيرزيت تتحدث عن نفسها ببرامجها وأبحاثها، وتصنيفها، وإدارتها، والعاملين فيها، وطلبتها، وبإنجازاتها وتطورها لتبقى درة الجامعات محلياً وعربياً ودولياً".
وتحدّث أبو مويس حول الرؤى المستقبلية للتعليم العالي والبحث العلمي في فلسطين، وإن العراقة والتاريخ هي أرض خصبة للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، وأود أن أشير إلى التغير الكبير الذي ستكون عليه الجامعات بعد سنوات، فالرقمنة والتحوّل الرقمي والذكاء الصناعي هو عنوان المرحلة، ومن لم يلحق بالركب سيتخلف".
ولفت أبو مويس إلى أهمية التركيز على قضايا المُناخ، والفضاء الخارجي، والوبائيات والرقمنة، أن الدعوة مفتوح لتعزيز نهج "جامعات بلا جدران"، ويجب التركيز على المهارات والتمكين والتكوين، والعمل لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك التركيز على الريادة والإبداع والابتكار.
وقدم رئيس مجلس الأمناء د. حنا ناصر شهادة الدكتوراة الفخرية في الفنون، للفنانة الفلسطينية سامية حلبي، وذلك لإسهامها في العمل الإبداعي عالمياً ومحلياً، حيث أصبحت أهم الفنانين الفلسطينيين الذين استطاعوا بفنهم رفع شأن القضية الفلسطينية سعياً نحو الحرية والاستقلال.
وقال د. ناصر: "عرفت سامية حلبي عربياً وعالمياً كرائدة في الفن التجريدي لما قدمته في نظريات علمية وفلسفية حول تطويع المفهوم البصري لما نراه بالعين المجردة، إلى علاقات ذهنية، كذلك شملت أعمالها الإنتاجية دراسات علمية متفوقة في العلوم البصرية، من ضمنها ابتكارها لبرنامج إلكتروني ولغة بصرية متطورة تجمع بين تقنية الكومبيوتر والفن، وكان لبيرزيت الشرف في إقامة أول عرض لهذه التقنية في فلسطين عام 1999، كما وكان لبيرزيت الشرف أيضاً قس أن انتقت حلبي متحف الجامعة عام 2017 لإطلاق كتاب ومعرض فني حول مجزرة كفر قاسم التي نفذها الاحتلال عام 1956".
من جهتها شكّرت سامية حلبي، الجامعة على هذا التكريم، ودعت الطلبة إلى مواصلة اجتهادهم وتعلمهم للوصول إلى المعرفة، وعدم الرضوخ للفشل بل مواصلة العمل والنهوض للوصول إلى النجاح، مؤكدة أن العلم والمعرفة المكتسبة هي ما تؤهلنا كفلسطينيين للوقوف بوجه المحتل.
يذكر أن الجامعة قدمت الدكتوراة الفخرية مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال أيضأ لرجل الأعمال الفلسطيني طارق العقاد، ونظرا لعدم قدرته على القدوم إلى فلسطين في موعد حفل التخرج السنوي الحالي، فسيتم تقديم الدكتوراة الفخرية له في حفل التخرج السنوي للعام القادم.
هذا وقدمت طالبة تخصص التربية هلا أبو بكر كلمة طلبة الدراسات العليا والأبحاث، وقالت فيها: "جئتكم اليوم من مدينتي الصامدة جنين، ومن أزقة مخيمها الأسطوري، الذي لا يزال الاحتلال يراهن على كسر صموده، لنعلم جميعا أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة البندقية، فكان لنا أن نتسلح بالعلم والمعرفة".
فيما قدم الطالب في دائرة العلوم السياسية أحمد سلامة كلمة خريجي كلية الحقوق والإدارة العامة، وأكد فيها على التأثير الإيجابي لجامعة بيرزيت على طلبتها وشخصياتهم، وأشاد بالدور الوطني والتنموي الكبير لجامعة بيرزيت وأساتذتها، وثمن صمود أهلنا في المدن الفلسطينية مستذكراً شهداء جامعة بيرزيت".
وتخللت الحفل فقرة فنية قدمتها فرقة سنابل للعزف والغناء-فرقة جامعة بيرزيت، وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على الخريجين، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.
يذكر أنه قد جرى اليوم تخريج 637 طالباً وطالبة، فيما ستواصل الجامعة وعلى مدار الأيام الثلاث القادمة احتفالاتها بتخريج ما مجموعه 2627 من طلبتها من مختلف التخصصات.