الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصري يوجه رسالة مفتوحة إلى الرئيس والأمناء العامين

نشر بتاريخ: 30/07/2023 ( آخر تحديث: 30/07/2023 الساعة: 11:20 )
المصري يوجه رسالة مفتوحة إلى الرئيس والأمناء العامين





كتب:منيب رشيد المصري
أخاطبكم اليوم بعد خمسة عشرة عاما من الإنقسام البغيض وأنظار الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده وأنظار كل حر داعم للقضية الفلسطينية في العالم تتجه نحو القاهرة منتظرة نتائج اجتماع الامناء العامين غدا.
وفي البداية نثمن قرار الأخ الرئيس محمود عباس لدعوته الأمناء العامين لحوار وطني في القاهرة ، ونثمن كذلك تلبية الدعوة من الكل الفلسطيني، التي جاءت على أثر مجرزة جنين وما تعرض له مخيم جنين من عدوان غاشم.
منذ عام 2007 وتحديدا منذ اليوم الأول من الإنقسام البغيض عملت جاهدا وبكل ما أوتيت من طاقة ودون إنقطاع لمحاولة إنهاءه ، ولأجل إنهاء الإنقسام تأسس منتدى فلسطين والتجمع الوطني ، وتشرفت برئاسة لجنة المصالحة بموجب رئاسي وهي أول لجنة زارت قطاع غزة بعد الإنقسام وشاركت في كل الاجتماعات والحوارات واطلقت العديد من المبادرات ، وفي النتيجة وقعت عشرات الاتفاقيات التي قدمت حلولا لتفاصيل التفاصيل ، وفي كل مرة كنا نختتم اجتماعتنا برفع أيادينا متشابكة معلنين إنهاء الإنقسام .
وبعد كل جولة من جولات الحوار كنا نعود إلى فلسطين فيبدأ الاعتقال السياسي والتراشق الإعلامي وكأن شيئا لم يحدث ، بل للأسف الشديد نشهد تراجعا عن ما تم الاتفاق عليه ، وهذا إن دل على شيء يدل على غياب الإدارة الوطنية الفعلية لإنهاء الإنقسام ، وتغليب المصالح الضيقة والخاصة على المصلحة الوطنية، وتغليب حب السلطة والحكم على حب الوطن والنضال لأجله حتى أصبح الإنقسام واقعا طبيعا ، وفقد شعبنا الامل والثقة في فصائله وبأي حديث عن الوحدة الوطنية .

في هذه المرة يمنع أن يتكرر هذا المشهد ، ويمنع أن تعود الفصائل من القاهرة دون إنهاء الأنقسام ، والقارئ للواقع الفلسطيني بعرف جيدا أننا أمام خيارين اثنين ، الاول الاستمرار في الانقسام والمضي قدما على طريق تصفية القضية الفلسطينية وتدمير المشروع الوطني ، والانجرار نحو حرب أهليه ، ونكبة ثالثة يخطط لها الاحتلال وحكومته الفاشية، وإما الانتصار لفلسطين وللشهداء ونعلن إنهاء الإنقسام والمضي موحدين في عملية التحرر وضمن استراتيجية نضالية موحدة تقودنا نحو الاستقلال وبنادء الدولة.
وهنا أدعو الرئيس محمود عباس وقادة الفصائل إلى مراجعة الواقع الفلسطيني جيدا ونتائج الانقسام على مدار خمسة عشر عاما ، وألخصها بما يلي :
• تضاعف الاستيطان في الضفة الغربية أضعاف المرات، وغلو المستوطنين في اعتداءاتهم وجرائمهم .
• تهويد القدس، وتهجيز المقدسيين، والاعتداءات المتصاعدة بحق المسجد الأقصى المبارك وقد أصبح الحديث العلني عن تقسيمه وهدمه كمخطط لأحزاب تشارك في الحكومة الإسرائيلية بل تحكمها .
• حصار مدمر لقطاع غزة، وتفشي الفقر والبطالة والأوضاع الاجتماعية الصعبة .
• تفرد الاحتلال وقتل الشباب المقاوم في الضفة الغربية في ظل غياب حاضنة وطنية لهذه الحالات النضالية التي تستوجب الاحتصان والتوجيه .
• تنامي التطبيع العربي وتوقيع اتفاقيات السلام مع الاحتلال وتراجع اهتمام جزء من الدول العربية في القضية الفلسطينية .
• تزايد الارهاب بكافة أشكاله بحق أبناء شعبنا ، فقد غابت سياسة الردع الفلسطينية وأصبح وزراء الحكومة الإسرائيلية يتباهون في تماديهم وجرائمهم بحقنا.
• انحراف البوصلة وغياب الرؤية وانعدام الأفق ، حيث يشعر الغالبية العظمى من شعبنا في حالة من التيه والضياع.
• الانقضاض على المخيمات وتفريغها ومحاولات إنهاء دور وكالة الغوث من أجل تصفية قضية اللاجئين .
• تراجع النمو الاقتصادي ، وكل مؤشرات التنمية .
• ترجاع الدعم والتضامن الدولي بحجة الانقسام ، وغياب الإنتخابات .
والقائمة تطول وتطول في الوقت الذي يعمل فيه الاحتلال ليلا نهارا لتثبيت يهودية دولة إسرائيل وقتل أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
إن الفروقات بيننا وبين الإسرائيليين تتمثل في قدرتهم على التخطيط والتنفيذ وحسن الحصاد ، فقد خططوا لأنفسهم منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، وبدأو تنفيذ مخططهم عام 1917 من خلال وعد بلفور المشؤوم ، وعلى مدار أكثر من مئة عام يعملون من أجل الحصاد ، وقد بدأو الحصاد الفعلي من خلال قانون القومية ويهودية الدولة وسيطرة اليمين المتطرف ، وتطبيع العلاقات مع العرب وكل هذا له نتيجة واحدة تأسيس وطني قومي لليهود في فلسطين، وتحويلنا إلى طوائف غير يهودية لا نملك أي حقوق سياسية أو سيادية ، وتصفية القضية الفلسطينية أو حتى الحديث عنها.
أما نحن الفلسطينيون لم نتفق يوم على رؤية وطنية أو خطة تحرير بل نزداد انقساما وتشتتا ، حتى الحالات النضالية التي يفرضها الشعب الفلسطيني رغنا عن قيادته لا يتم استثمارها والبناء عليها .
رسالتنا للأخ الرئيس والامناء العامين ,,
كفى للانقسام، فالوضع لم يعد يحتمل ، لقد وصلنا لمرحلة حاسمة وهي تصفية وتدميرالقضية الفلسطينية ، وعليهلن نستحلفكم بالأقصى والقيامة لأنكم تستشعرون الخطر الداهم والهادم، ولن نستحلفكم بدماء الشهداء فجميعكم سمع رسائلهم لأجل الوحدة الوطنية، ولن نستحلفكم بفلسطين فجميعكم يرى بأنها تمزق وتقطع وتهود يوميا، ونقول لكم عبارة واحدة بأننا أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون والجواب مرهون بإنهاء الإنقسام .
نرجوكم بأن لا تناقشوا مزيدا من الحلول أو الأفكار فكل شيء متفق عليه مرارا ، فقد اتفقنا على الانتخابات ، وعلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى حكومة وحدة وطنية وغير ذلك من البنود والتفاصيل، واليوم ندعوكم فقط إلى تحكيم ضميركم الوطني ، وتحفيز إرادتكم الصادقة لإنهاء الإنقسام ، وأن تتذكروا بأن عدونا واحد ، وطريق إنهاء الاحتلال معروف جيدا ، تذكروا وجع شعبكم ومصلحته ، ولا تجعلوا من الشرعية الدولية نقطة خلاف، فلن ينتصر لفلسطين إلا أهلها ، ولن يدافع عن القضية إلا أحرار العالم ، وتذكروا أن ما يوحدنا هي القدس ودماء الشهداء فلا تجعلوا من الشرعية الدولية والتبعية الخارجية سببا لاستمرار الانقسام والمضي بنا إلى التهلكة .

وفي الختام ننتظركم أن تعودوا لنا ولكن هذه المرة وقد انتصرتم على الانقسام والمصالح الضيقة .أن تعودوا لنا موحودين في وجه أشرس وأحقر احتلال عرفه التاريخ.