خلال المؤتمر الدولي للتشريع الإسلامي: هنية يؤكد ان باستطاعة المجتمع الارتقاء في ظل الشريعة الاسلامية
نشر بتاريخ: 14/03/2006 ( آخر تحديث: 14/03/2006 الساعة: 09:56 )
غزة- معا- أكد رئيس الوزراء المكلف الشيخ اسماعيل هنية أن باستطاعة المجتمع المسلم الاستمرار والارتقاء في ظل الشريعة الإسلامية.
وقال هنية خلال كلمته في المؤتمر الدولي "التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع" والذي انطلقت فعالياته بالجامعة الإسلامية في غزة امس أن الشريعة الإسلامية ملائمة لفطرة الكون، والإنسان، موضحاً قيمة الشريعة الإسلامية، وجمعها بين عنصر الثبات، وعنصر المرونة والتطور، إضافة إلى حديثه عما يميز الشريعة الإسلامية في استطاعة المجتمع المسلم أن يعيش ويستمر ويرتقي في ظلها، مع المحافظة على أصوله، وقيمه، وغاياته، إلى جانب التطور في معاونة، وأساليبه، وأدواته.
وبين هنية قيمة الثبات، حيث يستعصي معه على المجتمع عوامل الانهيار والفناء، منوهاً إلى أن المرونة يستطيع معها الإنسان أن يكيف نفسه وعلاقاته حسب تغير الزمان، وتغير أوضاع الحياة دون أن يفقد خصائصه، ومقوماته الذاتية.
وذكر هنية جملة من المزايا التي تميز الشريعة الإسلامية عن غيرها من الشرائع والأنظمة سواء كانت دينية أم وضعية، مشيراً إلى أنها شريعة ربانية، لأنها تشرع من رب عليم حكيم، وأيضاً شريعة أخلاقية لأن مهمتها تقنين الأخلاق، والنظرة إلى الإنسان من حيث كونه مكلفاً مسئولاً، وليس مطالباً سائلاً.
ومضى هنية في حديثه مبيناً واقعية الشريعة الإسلامية، التي تشرع للإنسان وتقدر دوافعه، وتراعي حاجاته، إلى جانب كونها شريعة منطقية، وشريعة خالدة متجددة معاً، وأعزى ذلك لكونها تجمع بين الثابت والمتغير، حيث أنها خالدة في أصولها وكلياتها ومصادرها، ومما يرفع من رصيدها أنها خاتمة للشرائع الإلهية، وكذلك متجددة في فروعها وجزئياتها، مثنياً على عوامل السعة والمرونة المتوفرة فيها.
وعبر هنية عن الانتظار من قبل العلماء والفقهاء المشاركين في المؤتمر بيان واستنباط آراء وجمعها لتتضح معالم الطريق أكثر، معرباً عن الحاجة الماسة للعلم التأصيلي، والذي ستزداد الحاجة إليه في المرحلة القادمة من مراحل العمل الإسلامي الفلسطيني، خاصة بعد أن تعمقت الحركة الإسلامية في العلاقات السياسية المتشابكة مع الأحزاب والحكومات، وانغمست في تعقيدات الواقع المحيط على حد قول هنية.
وأعلن هنية عن الحاجة إلى مستويين من الفقه، الأول فقه شرعي يقوم على فهم عميق لنصوص الشرع ومقاصده، والثاني فقه واقعي مبني على دراسة الواقع المعاش دراسة دقيقة مستوعبة لكل جوانب الحياة، ومعتمدة على أصح المعلومات، وأدق البيانات، والإحصاء، مشددا على ضرورة تكامل الفقهين وصولاً إلى النتائج المتوخاة، وتأكيداً على تميز الشريعة الإسلامية بحيويتها، وقدرتها على التعامل مع كل المستجدات الطارئة بالموازنة العلمية السليمة.