الكاتب: منجد صالح
الفنيقيّون هم فرسان البحار الأوائل، أمهر البحّارة وروّاد المُحيطات وجوّالة القارّات.
لكنّ سفينتهم "العريقة" العتيقة العتيدة المتينة تتقاذفها، هذه الايّام، الأمواج العاتية العالية "اللولبية" في بحرٍ مائجٍ هائج يعجّ بالحيتان والتماسيح والزواحف و"الجعاجعة".
تفجير مرفأ بيروت قبل عامين، "تمرّالذكرى هذه الايام"، أسدل على بيروت ولبنان ليلا ثقيلا من الموت والدمار والبارود وألسنة اللهب ولهيب المُصاب.
تفجّرت وجنتي الميناء ووجنتي بيروت المُتورّدتين الورديّتين فأحالت نهار بيروت إلى ليلٍ مُدلهمٍ داكنٍ قاتمٍ مقيت، يُلاحق العباد والبنايات ماساة وقتلا وتدميرا.
الورد في بيروت لا يذبل أبدا ومُطلقا، وإنما ينفجر أو يتفجّر في عزّ تورّده وشبابه وعنفوانه، ليصل صدى ومدى "تفسّخه" وانتثاره وأنينه وأنّاته وتجلّياته إلى دمشق وعمّان وبغداد ولارنكا.
الفينيقي الحُر، سيّد البحار منذ بدء الخليقة، يمخُر عباب البحار والمُحيطات بعزّة وكرامة، يتعانق مع شقيقه وجاره الكنعاني.
يتعانقان كلاهما معا، مع "الانباط العرب بُناة مدينة البتراء الورديّة نحتا في الصخر،’ في حضنٍ دافئ واحدٍ، من التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة،، ومع البابلي الذي شيّد الحدائق المعلّقة في "ميسوبوتاميا"، بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات، تلك الحدائق التي تُعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع.
لكن عجائب الدنيا السبع تناسلت وتوالدت وطرحت "أجنّة" وثمارا مضاعفة من عجائب الدنيا والايام والازمان!!!
* كاتب ودبلوماسي فلسطيني