تل ابيب- معا- رأى مسؤول إسرائيلي في خضم المفاوضات بين واشنطن والسعودية لإبرام صفقة أمنية - عسكرية تتضمن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، أن "الصفقة مع السعودية هي مصلحة أميركية حقيقية"، مضيفا أن "واشنطن تبذل مساع هائلة وهذا مهم بالنسبة لها بخصوص المنافسة مع الصين والسيطرة على مناطق كثيرة من ضمنها الشرق الأوسط".
وأوضح أن "الأميركيين أدركوا أنهم لا يستطيعون التخلي عن المنطقة"، مشيرا إلى أن "الأميركيين لا يقدمون معروفا لإسرائيل، إسرائيل ستقدم معروفا إذا توصلوا إلى اتفاق لأننا سنحاول تعزيز فرصة أن يصوت الجمهوريون لصالحه".
وترى تل أبيب أن هناك ضرورة لجلب الاتفاق إلى موافقة مجلس الشيوخ، ومن أجل الموافقة على الصفقة يلزم الحصول على أغلبية الثلثين (67 عضوا في مجلس الشيوخ)، مما يعني أن الديمقراطيين بحاجة إلى ما بين 17 و20 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ لدعمها؛ وقال المسؤول الإسرائيلي "الديمقراطيون لن يكونوا قادرين على فعل ذلك بدون إسرائيل".
ولفت إلى أن "إسرائيل ستفعل ذلك بحماس إذا كان هناك اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، ولهذا السبب يقاتل الأميركيون من أجلها، وبدورنا سنكون مستعدين للمساعدة لكننا لم نفهم حتى الآن ما هي المطالب الأميركية التي يرغب السعوديون في قبولها".
وقدر المسؤول الإسرائيلي أن "الأميركيين لن يوافقوا على قبول انتشار وحيازة السعودية لسلاح نووي، نحن هادئون لهذا الصدد. كل ما يتم الاتفاق عليه سيكون شيئا تستطيع إسرائيل التعايش معه. القانون الأميركي في هذا الأمر لن يسمح للسعودية بامتلاك أسلحة نووية".
وتطرق إلى التنازلات المقدمة للفلسطينيين والتي ستكون جزءا أساسيا من الصفقة، بالقول "من الواضح أنهم سيطلبون أشياء كبيرة، وقد يتعين علينا القيام بشيء ما، لكنه لن يكون دراميا".
وتابع "ليس لدينا ما نعطيه لهم، بالتأكيد ليس في التشكيلة الحالية للحكومة"، مضيفا "لن يكون هناك تجميد للبناء ولا حتى لثانية واحدة. سيقبلون أي شيء يقدمه لهم السعوديون والأميركيون لا سيما على المستوى الاقتصادي. ليس لدى إسرائيل ما تقدمه، نحن مستعدون للدخول في مفاوضات لكن ليس من الواضح إن كان الرئيس الفلسطيني يريد ذلك. في النهاية سيتعين على السعوديين منحهم شيئا".
في السياق، من المزمع أن تعقد مباحثات إسرائيلية وأميركية في البيت الأبيض الأسبوع القادم من أجل التداول في مساعي واشنطن الرامية إلى إبرام صفقة مع السعودية تتضمن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وأورد موقع "واللا" الإلكتروني نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيرسل مقربه ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، للمشاركة في المباحثات بالبيت الأبيض الأسبوع القادم".
وأكد مسؤول إسرائيلي زيارة ديرمر إلى واشنطن دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، معتبرا أن "وزير الشؤون الإستراتيجية سيعقد مباحثات في البيت الأبيض في إطار الحوار الدائم مع إدارة بايدن".
وأفيد بأن ديرمر سيشارك في المباحثات مع المسؤولين في البيت الأبيض يوم 17 آب/أغسطس، حيث من المقرر أن يلتقي وزير الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومستشار بايدن لشؤون الطاقة، عاموس هوخشتاين، وهم الذين يديرون المباحثات مع السعودية سيما وأنهم زاروا الأخيرة في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن "نتنياهو وديرمر يريدان بأن تتركز الصفقة في ردع إيران وأن يجري توقيعها في السياق الأوسع للصفقة التي يسعى البيت الأبيض إلى إبرامها بين واشنطن والسعودية وإسرائيل".
وأكدوا أن "حيثيات الصفقة من المتوقع أن تكون ضمن المباحثات التي سيناقشها ديرمر مع سوليفان وماكغورك وهوخشتاين".
كما من المزمع أن تتطرق المباحثات إلى المفاوضات بين واشنطن والسعودية في ما يتعلق باتفاق برنامج نووي مدني سيتضمن تخصيب اليورانيوم في الأراضي السعودية.
ومن جانبه، ذكر مسؤول أميركي في البيت الأبيض أن "زيارة ديرمر هي لقاء روتيني حول مجموعة واسعة من المواضيع".
وقال مسؤولون أميركيون إن "إدارة بايدن تسعى إلى إتمام مساعيها مقابل السعودية حتى نهاية العام الجاري 2023 أو الربع الأول من العام 2024، وذلك قبيل تأثير حملة الانتخابات الرئاسية على جدول أعمال بايدن".
إلى ذلك، أعرب العديد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين والحاليين، بشكل علني وفي محادثات مغلقة عن تحفظات شديدة بشأن صفقة واشنطن مع السعودية، وحذروا من أنها قد تضر بالمصالح الأمنية الإسرائيلية؛ حسبما ورد في "واللا".
وعبر رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، عن موقف مشابه لموقف المسؤولين الأمنيين. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن لبيد قوله لأعضاء من الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي خلال زيارتهم لإسرائيل، إنه يعارض اتفاقا مع السعودية يشمل تخصيب يورانيوم في الأراضي السعودية، واعتبر أن اتفاقا كهذا يشكل خطرا على أمن إسرائيل.-"عرب ٤٨"