الخليل-معا- أبدت مجموعة من اهالي الخليل، استعدادها للحراك والحشد والنزول إلى الشارع وإغلاق بلدية الخليل، احتجاجاً على استمرار شُح المياه.
وكانت شركة "ميكروت" الإسرائيلية، قد خفضت حصة مياه محافظتي الخليل وبيت لحم بنحو 30%، قبل نحو شهرين، ما انعكس بشكلٍ سلبي على فترة انقطاع المياه عن المواطنين، و أصبحت دورة توزيع المياه حالياً تصل إلى 35 يوماً وأكثر في الخليل.
وقد تداعى أهالي مدينة الخليل مساء الأربعاء، لعقد اجتماع في مجمع إسعاد الطفولة، تلبيةً لدعوة من رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة وأعضاء المجلس البلدي، لمناقشة التحديات التي تواجه البلدية في ظل شُح المياه.
وثمن ابو سنينة اهتمام وحرص الحضور على مشاركة البلدية في مواجهة هذه القضية التي باتت تؤرق الجميع، موضحاً أنّ الهدف من هذا اللقاء هو وضع المواطنين في صورة الوضع المائي وشح المياه والتحديات التي تواجه البلدية، ومعرفة الأدوار المناطة بالجميع، مؤكداً استحالة الحياة بدون مياه، مشيراً إلى أنّ وجود المياه ركن أساسي في تعزيز صمود المواطنين، لافتاً إلى أهمية الضغط على كل الجهات التي يمكنها حل هذه الإشكالية أو تخفيفها، مبيناً أنّ البلدية تساند سلطة المياه في تحصيل حقنا من المياه بما يكفي احتياجاتنا.
وشدّد أبو سنينة على أنّ المياه التي تُستخرج من باطن الأرض هي حقنا ولكن الاحتلال ينهب هذه الثروة ويبعينا إياها، موضحاً أنّ البلدية وطواقمها المختلفة عملت جاهدةً لتحسين الوضع المائي في المدينة من خلال تغيير وتأهيل شبكة المياه واستحداث المضخات وتطبيق خطة التوزيع العادل والرفع الهيدوروليكي للشبكة.
ولفت أبو سنينة إلى أنّ الديون المتراكمة على المواطنين في قطاع المياه بلغت 200 مليون شيكل، مؤكداً أنّ هذه المستحقات في حال تحصيلها يمكن تحقيق تنمية حقيقية وشاملة في كافة القطاعات، مؤكداً أنّ فاقد المياه يكون بسبب الشبكة أو من خلال السرقة مما يؤثر على التوزيع، مناشداً المجتمع المحلي بضرورة توحيد الجهود في رفع ثقافة المجتمع في ترشيد المياه وعدم سرقتها والالتزام بتسديد كافة المستحقات المترتبة على الأفراد والمؤسسات وقيام كل شخص بدوره وتحمل مسؤولياته.
وقدّم مدير دائرة المياه والصرف الصحي في البلدية المهندس مصعب اعبيدو عرضاً استعرض فيه الوضع المائي للمدينة والأزمة الحالية وتوجهات البلدية لتطوير قطاع المياه والتحديات وعقبات التطوير ودور المواطن في حل الأزمة كشريك للبلدية.
بدوره، أوضح مسؤول سلطة المياه في الجنوب المهندس عصام عرمان أنّ قضية المياه قضية سياسية بامتياز، حيث يشن الاحتلال حرباً على الفلسطينيين من خلال سيطرته على المياه والهواء، مبيناً أنّ دورهم في مكتب الجنوب يقتصر على إدارة الجانب الفني، مشيراً إلى أنّ هناك مصادر تابعة لسلطة المياه الفلسطينية والتي تُعاني من هبوط فيها بسبب استنزاف الأحواض ومصادر أخرى يتم شراؤها من شركة "ميكروت" الإسرائيلية، مؤكداً أنّ سلطة المياه ومنذ بداية الأزمة نهاية شهر تموز، تعمل بشراكة حقيقة مع البلديات في إدارة الأزمة، حيث يهدف الاحتلال إلى زيادة حصة المستوطن على حساب المواطن الفلسطيني.
ومن ثُمّ تمّ فتح باب الأسئلة للحضور، حيث أدارت النقاش نائب رئيس البلدية الدكتورة أسماء الشرباتي، وأجاب رئيس وأعضاء المجلس البلدي ومدير دائرة المياه والصرف الصحي وممثل سلطة المياه على أسئلة المواطنين، وناقشوا العديد من المقترحات لحل الأزمة وقابلية تطبيقها على أرض الواقع، حيث أبدى المجتمعون استعدادهم للحراك والحشد والنزول إلى الشارع وإغلاق البلدية احتجاجاً على استمرار شُح المياه.
ووقّع الحضور على عريضة سيتم تقديمها للرئيس محمود عباس، لمطالبة بحق أهالي مدينة الخليل في المياه، ومناشدته للتدخل والضغط على حكومة الاحتلال لزيادة كمية المياه المخصصة لمدينة خليل الرحمن.