القدس- تقرير معا- مع بداية عام دراسي جديد كما في كل عام، تفتتح سلطات الاحتلال مسيرة التعليم في مدينة القدس، بقيود وملاحقات متعددة، هدفها فرض السيطرة الكاملة على المدارس في المدينة والمنهاج الذي يدرس للطلبة.
ومن توزيع "الكتب المحرفة" على المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف، وفرض توزيعها على المدارس الخاصة التي تتقاضى منها الميزانيات، ومصادرة الكتب، الى افتتاح الصفوف لتعليم المنهاج الإسرائيلي، ثم افتتاح مدارس خاصة لتدريس المنهاج الإسرائيلي، وصولا الى التهديد بعدم الاعتراف بالمدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني.
ونهاية الأسبوع صادرت سلطات الاحتلال كتب المناهج الفلسطينية وهي في طريقها إلى احدى مدرسة "بيلارا" الخاصة في القدس القديمة، والتي تطبق المنهاج الفلسطيني واعتقلت موظف المدرسة والسائق الذي كان ينقل الكتب، وبداية الأسبوع قامت بتوقيف طلبة مدرسة "الأقصى الشرعية" ومصادرة الكتب من حقائب الطلبة.
ويوم أمس قامت الشرطة المتمركزة عند باب الاسباط – أحد أبواب الأقصى- بتوقيف بعض طلبة "مدرسة الأقصى"، وفتشت الحقائب وصادرت منها الكتب ومنعت إدخالها الى المدرسة، والسبب كما قال الضابط المسؤول "وجود العلم الفلسطيني والحطة وشعار الدولة الفلسطينية على الكتب، إضافة الى بعض الدروس التحريضية"، وقال كذلك "هذه الكتب تدرس في مدن رام الله وأبو ديس ولا تدرس في مدارس القدس".
المحلل راسم عبيدات.. الحرب على التعليم هي حرب على العقل والفكر
وحول القيود والمضايقات التي تفرض سلطات الاحتلال على المسيرة التعليمة في مدينة القدس، قال المحلل راسم عبيدات ان الحرب على المدارس هي حرب على العقل والفكر والثقافة والذاكرة لشعبنا.
وأضاف:" ان الحرب بدأت مبكرا على العملية التعليمية، لإدراك الاحتلال أهميتها وأهمية المدارس في صقل الشخصية وتعزيز الانتماء في البلد، فيما يسعى الاحتلال بكل الطرق على صهر الوعي للطلبة الفلسطيني، والسيطرة على الذاكرة".
وأضاف عبيدات:" ان الاحتلال تدرج في سيطرته على العملية التعليمة، بتحريف المنهاج الفلسطيني من خلال "شطب وحذف" الدروس والفقرات وأبيات الشعر والآيات القرآنية التي تتحدث عن "الشهداء، الأسرى، دروس عن الاستعمار... الخ"، ثم خطى الاحتلال خطوة أكبر وأبعد في إطار السيطرة على المنهاج في القدس، بافتتاح المدارس "التي تكون وفق المنهاج الإسرائيلي" فقط، وفرض القيود "بسحب التراخيص والميزانيات" من المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني.
وقال:" إن الاحتلال يهدف الى انهاء وجود المنهاج الفلسطيني، وكل ما له علاقة بالفكر والهوية والثقافة."
إضراب جبل المكبر... مستمر
وافتتح العام الدراسي الجديد في مدرسة السواحرة الثانوية وابن الهيثم في قرية جبل المكبر بالإضراب، احتجاجا على عدة أمور، أوضحها بسام السرخي من لجنة أولياء الأمور المركزية في جبل المكبر: أنه ومع بداية العام الدراسي الجاري فوجئ الأهالي بأن المدرسة الجديدة في "حي الجعابيص" هي مدرسة ثانوية للبجروت، علما المخطط لها "مدرسة ابتدائية للبنين أو البنات".
وأكدت اللجنة رفضها لوجود المدرسة للمرحلة الثانوية لملاصقتها الشديدة للبيوت في حي الجعابيص، وأن الإضراب سيستمر حتى تأمين مبنى جديد معد ومهيأ كمؤسسة تربوية وتعليمية.
كما أكدت الجنة على رفض ادخال المنهاج الاسرائيلي "البجروت" الى مدارس جبل المكبر، خاصة المدرسة الجديدة والمقامة في "حي الجعابيص".
ولفت بسام السرخي أن 800 طالبا لم يلتحقوا بمقاعدهم الدراسي حتى اللحظة، بسبب الإضراب المتواصل في المدرسة الجديدة، ومدرسة "ابن الهيثم" عدم وجود مواصلات لها.
وفي مدينة القدس، يوجد 4 مظلات تعليمية: المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف الاسرائيلية "العدد الأكبر من الطلبة يدرسون بها"، المدارس الأهلية والخاصة، مدارس الأوقاف الإسلامية، ومدارس الوكالة.