السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قرار بإعدام فلسطين!

نشر بتاريخ: 06/09/2023 ( آخر تحديث: 06/09/2023 الساعة: 09:51 )
قرار بإعدام فلسطين!

بقلم: د. صبري صيدم

في كل يوم يشعر فيه أحدهم بأنه قادر على أن يستفرد بالشعب الفلسطيني ويسلب أرضه ويعرّي نساءه ويقتل أبناءه ويحاصر أسراه، إنما هو يوم من أيام العار على جبين المنافقين من البشر، خاصة أن قرار إعدام فلسطين قد صدر. بالدم والأرض والمال والعرض يتسابق ثلاثي الطيش السياسي الصهيوني نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، على إصدار قراراتهم العنصرية، التي لو أصدرها غيرهم من البشر لسقطت النجوم وثارت البراكين واحترق القمر.

قرارات بتنفيذ الإعدام خارج القانون، قوانين تعزز نظام الفصل العنصري وخطوات بالجملة لاغتيال الهوية الفلسطينية: كاحتجاز لجثامين الضحايا، وقطع لأموال الناس، وخفض للحصة المائية لشعب بأكمله، وسرقة لأموال الكهرباء وتقنينها، واقتحام لمدن بكل صنوف السلاح، وتوسيع لمستوطنات، وسيطرة مطلقة على المقدسات، وفرض لحصار جائر على مدن ومخيمات بأكملها، وركل للمصلين من النساء واعتداء يومي على الرجال ومنع للمسلمين والمسيحيين من الوصول إلى مساجدهم وكنائسهم، بل تقسيم لأماكن العبادة زمانياً ومكانياً ومنع للمصلين من الوصول إلى تلك الأماكن، وصولاً إلى إجبار للمعتقلات على خلع ملابسهن تحت تهديد السلاح، هذه هي وعلى ما يبدو مواصفات «الديمقراطية» الوحيدة في الشرق الأوسط!

كل هذا وأكثر أمام عالم، يدين روسيا بزعم احتلالها لأرض ليست لها.. ويصمت عند إسرائيل، ويدين غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان في عدة دول، بينما يغض الطرف عن إسرائيل، ويشجب تخصيب اليورانيوم في إيران، ويسمح لإسرائيل أن تجمع أكبر عدد من الرؤوس النووية.

عالم امتهن حكامه النفاق للعم شلومو فاعتاد هو على إدارة الظهر لفلسطين الأرض والإنسان والهوية… لا حرية ولا استقلال ولا عودة ولا ماء ولا كهرباء ولا حتى أوكسجين لتتنفس فلسطين!

وبينما تفرض منصات الإعلام الاجتماعي المأجورة على الفلسطينيين حصاراً على الكلمة والحرف والصورة، بحجة منع خطاب التحريض والكراهية المزعوم، تسمح المنصات ذاتها للثلاثي المذكور أن يكتب ما يحلو له دونما رقيب أو حسيب. فالتغريدات المتوالية لهؤلاء إنما تحمل عبارات التهديد والوعيد والتحريض، وما بينها من إصرار على القتل والجلد والسلخ، دونما أن يوقفهم أحد، كيف لا وهم من وظفوا بعض من تلك المنصات لخدمة روايتهم وتطبيق سيناريوهاتهم.

أما المطبعون فقد هانت عليهم فلسطين ومن فيها، فاستثمرت إسرائيل هذه المهانة بعد أن كشف ترامب الستار عن حقائق الحكم في العالم العربي، بعد عقود من استتار التطبيع والولاء. كشف المستور إذن وكشفت معه الحقائق والخفايا والنفوس.

القرار بإعدام فلسطين صدر، ومعه يسابق الجلادون الزمن لترهيب الضحية، وعصرها معنوياً وحصارهاً مالياً وخنقها جغرافياً وتهجيرها قسرياً، فتموت فلسطين (كما يرجو هو) ويرتاح الاحتلال من شوكة شعبها وأنفته وعنفوانه وحميته.

القرار قد صدر، لكن العبرة في التنفيذ، فهل تستطيع إسرائيل وهي التي ترفض أن تقرأ عن مآلات التاريخ ومصائر الشعوب ونضالات الأمم، أن تحقق مبتغاها بعد 75 عاماً من النكبة؟ العبرة في الميدان والنصر لمن يصمد في معركة عض الأصابع… ننتظر ونرى!