القدس- تقرير معا- ما أن يقترب موسم الأعياد اليهودية حتى تبدأ دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، وأداء الصلوات داخله، ومن خلفهم شرطة الاحتلال، التي تبدأ باستدعاء كل من تجد ارتباطه بالأقصى يشكل خطرا على "أمنها"، فتسلمه قرار إبعاد. لا يتم تحديد أسباب الإبعاد، الذي يطال عشرات المبعدين من شبان وسيدات وكبار سن .
وتعتبر فترة الأعياد اليهودية القادمة هي الأطول خلال هذا العام، وتبدأ برأس السنة العبرية منتصف شهر أيلول الجاري، ثم عيد "الغفران"، يليه عيد العرش وينتهي هذا الموسم بتاريخ 8-10-2023.
وبدأت منظمات ومؤسسات "الهيكل المزعوم" بتوزيع الدعوات لتنفيذ اقتحامات للأقصى خلال فترة الأعياد القادمة، والعمل على نفخ البوق في الأقصى في "رأس السنة العبرية"؛ ومحاولة تقديم محاكاة طقوس "قربان الغفران" وتقديم القرابين النباتية في المسجد.
عايدة الصيداوي .. جارة الأقصى المحرومة من الصلاة فيه
جارة المسجد الأقصى المرابطة الستينية عايدة الصيداوي، ستحرم على مدار الفترة القادمة من الوصول الى المسجد الأقصى والصلاة فيه، ستراه من عتبة منزلها وسترى القبة من الطريق المؤدية الى بيتها، لكنها لن تتمكن من الدخول اليه، بعد قرار الإبعاد عنه.
عدة اتصالات من الشرطة تلقتها السيدة الصيداوي وزوجها تطالب بتوجههما للتحقيق في مركز شرطة "القشلة"، لاحقا تم اقتحام منزلها وسلمت قرار "الاستدعاء"، فاضطرت لحضور الى التحقيق، وسلمت الإبعاد بعد تحقيق استمر عدة ساعات.
وقالت :"الاستدعاءات وقرارات الإبعادات تزداد مع اقتراب الأعياد اليهودية، يريدون افراغ الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، لا يريدون أي مسلم ولا أي تجمع داخل الأقصى، يخافون من ترديد "الله أكبر" وعبارة "الأقصى النا ما الكم هيكل عنا".
ووصف المحقق المرابطة الصيداوي بالعنصرية لأنها لا تريد دخول اليهود الى الأقصى فردت عليه كما أوضحت :"نرحب بالزوار والسّياح الذين يدخلون الأقصى، ولكن لا نرحب للمستوطنين الذين يقتحمونه، لأن الأقصى حق خالص للمسلمين".
كما قال لها المحقق بأنها تشكل خطرا على الأقصى بوجودها وصلاتها فيه متسائلة :"أي خطر يشكل وجودي في الأقصى، فقط لأننا نصلي في مسجدنا؟".
ولا تستسلم المرابطة الصيداوي لقرارات الإبعاد فهي تصر على الرباط على عتبات المسجد الأقصى.
وقالت :"لا اتقبل البقاء في منزلي بعد تسلم قرار الإبعاد، على مدار السنوات الماضية وفي كل مرة أبعد فيها عن الأقصى، أتوجه للصلاة على أبوابه."
وقالت :"لا تتوقف الانتهاكات والاعتداءات خلال فترة الأعياد اليهودية في المسجد الأقصى فقط، بل في القدس القديمة ككل حيث تستباح من قبل المستوطنين الذين يتعمدون الاعتداء على السكان والأهالي والتجار بالكلمات والحركات ومحاولات الضرب."
هنادي الحلواني... تحاصرها قرارات الإبعاد منذ 10 سنوات
أما المرابطة هنادي الحلواني فتلاحقها قرارات الابعادات منذ 10 سنوات، فما أن تنهي "قرار إبعاد" حتى يوقع الثاني ويسلم لها، ودائما وجهتها عتبات الأقصى للصلاة والرباط.
وقالت :"سنوات طويلة أبعدت فيها عن الأقصى أحيانا بسبب اقتراب الأعياد اليهودية، أو لمجرد "وجود قرار إبعاد ضدي"، بالبداية كنت ارابط وأجلس عند باب السلسلة أحد أبواب الأقصى من الجهة الخارجية لكني منعت من ذلك، اليوم اجلس عند طريق المجاهدين" الطريق الواصل بين بابي حطة والاسباط"، وسأواصل ذلك، ولن يثنينا عن الاستمرار بهذا الطريق "قرارات الإبعادات، الاعتقالات، اقتحام المنازل، التنكيل، الملاحقة لنا ولأفراد عائلتنا".
وأوضحت المبعدة الحلواني :"عشية الأعياد اليهودية تزداد فيها قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، فهذه الأيام يتم استدعاء الشبان والنساء وتسليمهم قرارات الإبعاد عن الأقصى، لتفريغه من المسلمين، ولتحقيق الهدف بالتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، ولتمكين المستوطنين من آداء طقوسهم خلال الأعياد".
رائدة اسعيد.. رفضت الأبعاد فاعتقلت وحبست منزلياً
أما المرابطة رائدة اسعيد التي رفضت قرارات إبعادها عن الأقصى، اعتقلت وقدمت لها لائحة اتهام وحبست داخل منزلها ولا تزال بانتظار الحكم النهائي في قضيتها.
وقالت :"مع بداية شهر رمضان، اعتقلت وحولت الى السجن مدة أسبوع، ثم تم تحويلي الى الحبس المنزلي المفتوح "حتى انتهاء الإجراءات القانونية"، ومؤخرا سمح لي بالخروج يومين من المنزل، هناك جلسات محاكمة متواصلة، وأنا بانتظار القرارات الظالمة التي ستصدر".
وأضافت :"نحبس ونحاكم وتتخذ ضدنا الإجراءات القاسية بسبب الصلاة في الأقصى، لكني ارفض قرارات الإبعاد."
ولفتت انها قالت للمحقق :"أرفض قرارات الإبعاد ومن حقي وحق أي مسلم الوصول إليه والصلاة فيه".
وتأكيدا على هذا الحق تستغل السيدة رائدة اسعيد السماح لها بالخروج يومين من منزلها بزيارة مدينة القدس وعتبات الأقصى للصلاة والسير في أزقة البلدة القديمة وأسواقها كما اعتادت وتربت".
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تلقى مقدسيون "شابات وشبان" اتصالات من الشرطة، لاستدعائهم للتحقيق وتسلميهم قرارات إبعاد عن الأقصى، إضافة الى إصدار قرارات إبعاد عنه لأي اعتقال قد يجري من محيطه وعن أبوابه.
إحصائية... أكثر من ٩٠٠ قرار إبعاد
وفي إحصائية لمركز معلومات وادي حلوة- القدس، أوضح أنه منذ بداية العام الجاري حتى نهاية آب أصدرت سلطات الاحتلال 900 قرار إبعاد "عن الأقصى أو القدس القديمة"، لفترات تتفاوت بين 3 أيام حتى 6 أشهر.
وأوضح المركز أن قرارات الإبعاد شملت فتية وشبان ونساء.
ولفت المركز أن قرارات الإبعاد تزداد خلال فترات الأعياد اليهودية، لافتا أن شهر نيسان الماضي سجلت أعلى "قرارات الإبعاد"، حين اقتحم الأقصى في أحد ليالي شهر رمضان وأعتقل من داخله كافة المعتكفين.
وأوضح المركز أن يوم أمس أبعدت الشرطة 8 فلسطينيين عن المسجد الأقصى المبارك، ومنهم فتية مدارسهم داخل الأقصى، وسمح لهم بالدخول الى الأقصى للالتحاق بدوامهم المدرسي فقط.